مدحت الشريف:
- انخفاض قيمة الدولار أحد أهداف الرئيس الأمريكي من قراراته الاقتصادية
- الدولار هو العملة الأساسية في العالم ولا أحد يستطيع أن ينكر هذا
- دول العالم لا تستطيع أن تستغني عن الدولار في ظل الظروف الحالية
- الرئيس الأمريكي مُجبر على التفاوض مع الصين لأنها قوة اقتصادية عظمى
أكد الدكتور مدحت الشريف، استشاري الاقتصاد السياسي وسياسات الأمن القومي، ووكيل اللجنة الاقتصادية في البرلمان السابق، أن انخفاض قيمة الدولار بشكل عام هو أحد أهداف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ليكون لديه سلعة تنافسية على مستوى العالم.
ويلفت الدكتور مدحت الشريف، في حديث لـ"دار الهلال"، إلى أن الصين، بمجرد أن بدأ الرئيس الأمريكي شن حربه التجارية عبر فرض الرسوم الجمركية، قام البنك المركزي فيها بإعطاء تعليمات للبنوك في البلاد بخفض قيمة "اليوان".
وعليه، فإن خفض قيمة الدولار هو أحد أهداف الرئيس دونالد ترامب، وقد تحدث عن ذلك في برنامجه الانتخابي، حيث قال إنه سيركز على محورين أساسيين، هما: استخدام سلاح التعريفات الجمركية لمواجهة عجز الميزان التجاري، وخفض قيمة الدولار، حسب ما يذكره "الشريف".
وحول ما إذا كانت الدول ستثق في العملة الأمريكية بعد قرارات "ترامب"، يؤكد الخبير الاقتصادي، أن الدولار هو العملة الأساسية في العالم، ولا أحد يستطيع أن ينكر هذا، وما زالت الولايات المتحدة تحافظ على استمرار عملتها.
وفي السياق، يشير إلى أن الرئيس دونالد ترامب قد أطلق قبل فترة ليست بالبعيدة تحذيراته لدول مجموعة "البريكس" من محاولة الاستغناء عن الدولار والتعامل بعملة أخرى، مسلطًا الضوء على أن المسؤولين الصينيين كانوا قد هددوا بإصدار عملة جديدة تتعامل بها بعض دول "البريكس" بشكل عام أو الدول الآسيوية.
وفي اعتقاده، أن دول العالم لا تستطيع أن تستغني عن الدولار في ظل الظروف الحالية، حيث إنه العملة الأساسية التي يتم بها التبادل التجاري على مستوى العالم، موضحًا أن الدول الأوروبية حين أصدرت "اليورو" كان لها القدرة على أخذ جزء من عرش الدولار، لكن ذلك لم يحدث، حيث إنها أخذت جزءًا على استحياء في إطار التبادل التجاري البيني مع الدول الأخرى.
أما عن مسألة انكسار هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي على المدى البعيد، فيوضح "الشريف"، أن هذا الموضوع مرتبط بقدرة الولايات المتحدة على فرض إرادتها السياسية على الكثير من دول العالم، حيث إن معظم دول العالم في الوقت الحالي تتمنى الخروج من تحت سيطرة الدولار بشكل أو بآخر، حيث إن بعض الإجراءات التي اتخذتها "واشنطن" على مدى العشر سنوات الماضية، تحديدًا منذ ولاية دونالد ترامب الأولى، أثرت على كثير من اقتصاديات العالم، خاصة الأسواق الناشئة.
وبالفعل، فإن دول العالم ترغب في الخروج من عباءة الدولار، كما يوضح الخبير الاقتصادي، الذي أشار إلى أنها لا تستطيع ذلك، حيث إن الإرادة الأمريكية تفرض على الجميع، وذلك من خلال أدوات عديدة، منها الاتفاقيات القائمة مع حلفاء الولايات المتحدة الاستراتيجيين، وكذلك القوة العسكرية، بالإضافة إلى سيطرتها على المؤسسات المالية العالمية.
وفي هذا الإطار، أكد أن أي دولة في العالم تتمنى أن تتعامل بالعملة الوطنية الخاصة بها، بل هي طفرة لها لا يمكن أن تتكرر، لكن في ظل الظروف الحالية، أغلب الدول لا تستطيع أن تفعل ذلك، حيث إن القوة العالمية، مثل الصين وروسيا، تفعل ذلك على نطاق محدود فقط.
وبخصوص جدوى قرارات "ترامب" الاقتصادية، يضيف مدحت الشريف، أن من الناحية النظرية هي أفضل له، حيث إنه يحاول من خلالها تقليل عجز الميزان التجاري، لكن فعليًا، حققت صدمات غير مأمونة العواقب، بما فيها انخفاض أسعار الأسهم في البورصات لأكبر سبع شركات في العالم بحوالي 2.5 تريليون دولار من قيمة أسهمها، وذلك بخلاف انخفاض أسهم الكثير من الشركات الأمريكية، وهذا بطبيعة الحال له آثار سلبية.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي أطلق هذه الحملة من التعريفات الجمركية، وفي النهاية فإن المفاوضات هي من ستحكم، بحيث يحقق نسبة من المكاسب، ولذا، هو أجل فرضها 90 يومًا على الدول التي طالتها، ما عدا الصين، للتفاوض، لكن إلى الآن لم يبدأ تفاوض بشكل مباشر، حيث إن المحادثات الحالية في إطار جس النبض.
وأكد في ختام حديثه، أن الرئيس الأمريكي مُجبر على التفاوض مع الصين، لأنها قوة اقتصادية عظمى لا يمكن تجاهلها، فهو لا يستطيع مواجهتها بشكل منفرد حتى لو انضمت إليه أوروبا.