نشهد اليوم 21 إبريل ذكرى رحيل أحد كبار شعراء العامية ورسام الكاريكاتير صاحب الفكر اليساري، صانع البهجة وهو العبقري الذي جعل البساطة فلسفة والشعر حياة، إنه «فيلسوف البسطاء» و«الضاحك الباكي» صلاح جاهين.
وسيظل صلاح جاهين حالة خاصة من الإبداع، ترجم بكلماته شعرًا ونثرًا أفراح وأحزان المصريين، في انتصاراتهم وآلامهم، وسعادتهم وأوجاعهم، وهو فنان موسوعي متعدد المواهب، لمع ككاتب غنائي، كاتب سيناريو، ورسام كاريكاتير وممثل أيضا،وهو واحد من أشهر وأبرز الشعراء والفنانين في العصر الحديث في مصر والوطن العربي، شاعر العامية الفصيح وشاعر الفن، كتب الأشعار والأغاني والسيناريو والحوار لجمهور الشاشات بالسينما والتلفزيون، فملأهم بالدفء والحنين، والحب.
ولد صلاح جاهين في 25 ديسمبر من عام 1930م في شارع جميل باشا في شبرا، ووالده كان يعمل في السلك القضائي، وتدرج في مناصبه حتى أصبح رئيس محكمة استئناف المنصورة.
درس «جاهين» الفنون الجميلة ثم درس الحقوق بسبب رغبة والده في ذلك ولم يكمل في كلية الفنون، وتزوج جاهين مرتين، زوجته الأولى سوسن محمد زكي الرسامة بمؤسسة دار الهلال عام 1955م وأنجب منها أمينة جاهين وابنه الشاعر بهاء، ثم تزوج من الفنانة منى جان قطان عام 1967 وأنجب منها أصغر أبنائه سامية جاهين عضو فرقة اسكندريلا الموسيقية.
عمل «جاهين» رسامًا للكاريكاتير في مجلة روز اليوسف وصباح الخير ثم انتقل إلى جريدة الأهرام حيث كان كاريكاتير صلاح جاهين يُتابع بقوة وظل بابًا ثابتًا حتى اليوم يغلب عليه خفة الدم المصرية والقدرة على النقد البناء.
أكثر من 161 قصيدة
كتب صلاح جاهين أكثر من 161 قصيدة، منها قصيدة «على اسم مصر» وأيضا قصيدة «تراب دخان» التي ألفها بمناسبة نكسة يونيو 1967م، وكان مؤلف أوبريت الليلة الكبيرة أشهر أوبريت للعرائس في مصر، ينظر البعض إلى جاهين على أنه متبني الفنان علي الحجار، أحمد زكي وشريف منير، كما ارتبط بعلاقة فنية قوية مع الفنانة سعاد حسني حيث دفعها إلى العمل مع أحمد زكي في مسلسل «هو وهي» الذي قام بتأليفه كما قام بتأليف العديد من الأعمال التليفزيونية والسينمائية منها.. «خلي بالك من زوزو، أميرة حبي أنا، عودة الابن الضال، المتوحشة»، وغيرهم.
ورحل عمنا صلاح جاهين عن عالمنا في مثل هذا اليوم 21 إبريل 1986 م بعد رحلة ثقافية وفنية ثرية على كافة النواحي، وترك لنا مئات الأغنيات والأشعار ورسوم الكاريكاتير التي خلدت في أذهاننا طوال تلك الأعوام الماضية.