تعد رواية «روبنسون كروزو» للكاتب الإنجليزي دانيال ديفو، الذي تحل اليوم ذكرى وفاته، من أبرز وأشهر أعماله، ومن أهم الروايات العالمية، حيث تحكي قصة البحار والرحالة الإنجليزي روبنسون كروزو، الذي يعلق في مكان ناءٍ لمدة تقارب الثلاثة عقود، يعيش خلالها مغامرات.
نشرت للمرة الأولى عام 1719، كما تعد أول رواية معربة 1835، ترجمها الكاتب المصري الراحل كامل كيلاني إلى العربية وصدرت ضمن سلسلة «أشهر القصص»، تحت عنوان «روبنسن كروزو»، وهناك ترجمة عربية مبكرة جدا لنص الرواية طبعت في مالطة عام 1835.
تدور أحداث الرواية حول سيرة ذاتية تخيلية لشاب ينعزل في جزيرة نائية، ويعيش فيها وحيدًا لسنوات طويلة دون أن يقابل بشرًا، ثم يتعرف لاحقًا على أحد المتوحشين، يعلّمه بعض ما وصل إليه الانسان المتحضر، وفي نهاية القصة يعود كروزو إلى أوروبا برفقة خادمه، حيث عالمه.
يبدأ كروزو رحلته من إنجلترا عام 1651، مخالفًا رغبة والديه، وتتعرض سفينته لهجوم من قراصنة سلا ليتم السيطرة عليه لدى أحد المغاربة، ثم ينجح في الهروب ويصادف قائد سفينة برتغالية مِنْ الساحلِ الغربيِ لأفريقيا، كان طريق السفينة إلى البرازيل حيث هناك بمساعدة من الكابتن يصبح كروزو مالك لمزرعة.
ينضم كروز إلى بعثة لجلب العبيد من أفريقيا، لكن السفينة تغرق إثر عاصفة، ويجد نفسه وحيدًا في جزيرة على مدخل نهر أورانكو عام 1659، فيما يلقى جميع رفاقه حتفهم، ولكن يستطيع إنقاذ بعض الأدوات من السفينة ويبدأ في بناء حياة بدائية، يزرع، يصطاد، يصنع الفخار، ويتمكن هو من جلب الأسلحة والأدوات والتجهيزات الأخرى من السفينة قبل أن تتحطم وتغرق، ويغوض العديد من المغامرات حيث يكتشف وجود أكلة لحوم بشر يزورون الجزيرة، فيتردد في مهاجمتهم، قبل أن يساعد أحد السجناء الفارين ويطلق عليه اسم «جمعة» نسبة إلى اليوم الذي قابله فيه، ويعلمه اللغة الإنجليزية.
لم تنتهي مغامراته ويواجه روبنسون وجمعة حيث يصطدمان بمجموعات جديدة من المتوحشين، ويتمكنان من قتل معظمهم، ويحرران رجلين أحدهما والد جمعة والآخر إسباني، يخبر كروزو بوجود ناجين إسبان على الجزيرة، تُبنى خطة لإنقاذهم.
قبل تنفيذ خطتهم تظهر سفينة إنجليزية يسيطر عليها متمردون، ويعاون كروزو القبطان السابق على استعادة السفينة، ليعود بها إلى إنجلترا، ويترك خلفه ثلاثة من المتمردين لإخبار الإسبان بما حدث.
في 19 ديسمبر 1686، يترك كروزو الجزيرة ويصل إلى البرتغال حيث يعلم أن مزرعته أصبحت مصدر ثروة كبيرة، يسافر برًا إلى إنجلترا عبر إسبانيا وفرنسا، ويتعرض خلال الرحلة لهجوم من الذئاب في جبال البرانس.