يعتزم المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، زيارة روسيا وعقد جلسة مباحثات ثنائية، بشأن الحرب الروسية الأوكرانية ومباحثات السلام التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لوقف الحرب المستمرة لأكثر من 3 سنوات.
زيارة ويتكوف لموسكو
وكشفت تقارير إعلامية عن عقد لقاء بين المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، غدا الجمعة، وذلك في رابع زيارة يجريها ويتكوف إلى روسيا هذا العام.
وكان ويتكوف يعتزم زيارة لندن، أمس الأربعاء برفقة وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، لإجراء محادثات مع كييف والحلفاء الأوروبيين، لكن الزيارة ألغيت فجأة.
تأتي الزيارة في الوقت الذي تُكثّف فيه إدارة ترامب جهودها للوساطة في وقف إطلاق النار في حرب روسيا ضد أوكرانيا، وذلك بعد أن حذّرت واشنطن من أنها قد تنسحب من عملية الوساطة إذا لم يُحرز أي تقدم في الأيام المقبلة، حيث أكد نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، أن الوقت ينفد، موضحا في تصريحات أمس، أن: "لقد قدمنا اقتراحًا صريحًا للغاية لكل من الروس والأوكرانيين، وحان الوقت إما للموافقة - أو للولايات المتحدة للانسحاب من هذه العملية".
رفض أوكراني للمقترح الأمريكي
تأتي زيارة ويتكوف عقب قمة عُقدت في باريس في 17 أبريل الجاري، حيث قدّم كبار مسؤولي إدارة ترامب مسودة مقترح سلام لنظرائهم الأوكرانيين والأوروبيين، تتضمن الاعتراف بضم روسيا غير الشرعي لشبه جزيرة القرم عام 2014، ومنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهما مطلبان راسخان للكرملين.
ورفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اقتراحًا من إدارة ترامب بالاعتراف بضم روسيا غير الشرعي لشبه جزيرة القرم عام 2014، وصرّح بأن أوكرانيا لن تقبل أي مقترح يتنازل عن أراضٍ ذات سيادة، قائلا: "هذا ينتهك دستورنا. هذه أراضينا، أراضي شعب أوكرانيا".
وهي الخطوة التي أدت لغضب أمريكي، حيث شنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس، هجومًا لاذعًا على زيلينسكي، مُحمّلًا الرئيس الأوكراني وحده مسؤولية عدم إحراز تقدم، وأنه يضر بمفاوضات السلام.
في منشور على موقع "تروث سوشيال"، أكد ترامب أن زيلينكسي"الرجل الذي لا يملك أوراق لعب"، قائلا إن أوكرانيا تواجه خيارًا صعبًا، وأن الوضع في أوكرانيا حرج - إما أن يحصل على السلام، أو أن يقاتل لثلاث سنوات أخرى قبل أن يخسر البلاد بأكملها".
وقف إطلاق النار في أوكرانيا
ويستهدف الرئيس الأمريكي بتحقيق وقف إطلاق نار خلال أول 100 يوم من توليه منصبه، والتي تنتهي بحلول 30 أبريل الجاري.
وأفادت تقارير إعلامية بأن بوتين أبدى استعداده لوقف الغزو على طول خطوط المواجهة، وفي المقابل كانت واشنطن مستعدة للاعتراف رسميًا بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وقبول المكاسب العسكرية التي حققتها موسكو ضمنيًا منذ بدء الغزو الشامل عام 2022.
وفي حديثه للصحفيين أمس الأربعاء، جدد دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، معارضة روسيا لوجود قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا، كذلك أكدت فالنتينا ماتفيينكو، رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، الغرفة العليا في البرلمان الروسي، أنه لن تشارك روسيا أبدًا في مفاوضات تتضمن فكرة نشر قوات أوروبية على الأراضي الأوكرانية.
وترى أوكرانيا أن وجود قوات حفظ السلام في بلادها أفضل بديل لعضوية الناتو لحمايتها من هجوم روسي متجدد.
واقترحت كييف بشكل منفصل هدنة لمدة 30 يومًا، تركز على وقف هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ بعيدة المدى على البنية التحتية المدنية، وهو اقتراح قال الكرملين إنه "سينظر فيه".