في إطار تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتحويل مصر إلى مركز إقليمي للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت، وتطوير منظومة النقل على مستوى الجمهورية، أعلنت وزارة النقل – ممثلة في الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة – عن طرح عدد 23 ميناء جافًا ومنطقة لوجستية للاستثمار، داعية المستثمرين ورجال الأعمال وكافة المصدرين والمنتجين إلى التقدم للاستثمار في هذا القطاع الحيوي.
وأكدت الوزارة في بيانها أن هذا الطرح يأتي في ضوء الخطة القومية لإنشاء عدد 7 ممرات لوجستية متكاملة تهدف إلى ربط مناطق الإنتاج الصناعي والزراعي والتعديني بالموانئ البحرية، سواء على البحر الأحمر أو البحر المتوسط، بالإضافة إلى خدمة المجتمعات العمرانية الجديدة، وذلك من خلال شبكة متطورة من السكك الحديدية (ديزل / قطار كهربائي سريع) وشبكة الطرق الرئيسية، مرورًا بالموانئ الجافة والمناطق اللوجستية.
وأوضحت الوزارة أن الموانئ الجافة والمناطق اللوجستية تمثل عنصرًا محوريًا في هذه الممرات، وتسهم بشكل فعّال في دعم حركة التجارة، وتخفيف التكدس في الموانئ البحرية، والارتقاء بمستوى الخدمات اللوجستية، وخفض تكلفة نقل البضائع، بالإضافة إلى تسهيل ربط مناطق التصنيع والاستهلاك، وتقليل الآثار البيئية، وتسريع إجراءات الفحص والتخليص الجمركي، وتحقيق كفاءة أعلى في التوزيع النهائي، وتقليل الحوادث المرورية، وخلق المزيد من فرص العمل، بما يعزز كفاءة سلاسل الإمداد في مصر.
وأشار البيان إلى أن قائمة المشروعات المطروحة للاستثمار تضم:
ميناء السادات الجاف، ميناء برج العرب الجاف، ميناء سوهاج الجاف، ميناء قنا الجاف والمنطقة اللوجستية الملحقة به، الميناء الجاف والمنطقة اللوجستية بكوم أبو راضي – بني سويف، ميناء أبو سمبل الجاف والمنطقة اللوجستية، والمنطقة اللوجستية بمدينة السادات، وتوشكى، ومطروح، والسلوم، بالإضافة إلى المناطق اللوجستية والموانئ الجافة بشبه جزيرة سيناء، ومنها: العريش، بغداد (طريق الإسماعيلية – العوجة)، رأس سدر، الطور، النقب، طابا، الحسنة (طريق العريش – الحسنة – طابا)، وبئر العبد.
ودعت الوزارة المستثمرين الراغبين في المشاركة إلى التوجه إلى مقر الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة الكائن بمبنى وزارة النقل في الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة، لاستكمال إجراءات التعاقد.
جدير بالذكر أن ميناء السادس من أكتوبر الجاف، الذي تم افتتاحه في يونيو 2023، يُعد نموذجًا ناجحًا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، ويمثل طفرة في منظومة النقل واللوجستيات. حيث يسهم في تسهيل حركة الصادرات والواردات، ويقلل من تكدس الحاويات في الموانئ البحرية بفضل الربط المباشر بشبكة السكك الحديدية، إلى جانب ما يوفره من خدمات جمركية رقمية حديثة، ومستودعات عامة وخاصة، وخدمات ذات قيمة مضافة مثل التعبئة والتفريغ، ودمج المنتجات، وإصلاح وفحص الحاويات المبردة.
كما يمثل مشروع الميناء الجاف والمنطقة اللوجستية بمدينة العاشر من رمضان نموذجًا إضافيًا ناجحًا للتعاون مع القطاع الخاص، حيث يسهم بدوره في رفع كفاءة الخدمات اللوجستية، وتسهيل حركة البضائع، وتحقيق مكاسب اقتصادية وبيئية متعددة.
وتؤكد وزارة النقل التزامها الكامل بتنفيذ رؤية الدولة نحو تطوير منظومة النقل المتكاملة، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص بما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.