السبت 26 ابريل 2025

تحقيقات

الاستراتيجية الأمريكية: الأراضي الأوكرانية مقابل وقف الحرب.. هل تقبل "كييف"؟

  • 25-4-2025 | 13:57

الصراع في أوكرانيا

طباعة
  • محمود غانم

في إجراء اعتُبر أنه غير قانوني على صعيد واسع، ضمت روسيا إليها في عام 2022 أربع مناطق أوكرانية، وذلك بعد استفتاءات لم يقبل بنتائجها المجتمع الدولي، غير أن من يقطن "الكرملين" قبل بها، فضلًا عن القرم التي تبسط سيطرتها عليها منذ عام 2014.

سيادة روسيا على الأراضي الأوكرانية

في وقت تتسارع فيه الجهود الأمريكية بحثًا عن تسوية للنزاع في أوكرانيا، تؤكد روسيا أن المناطق الأوكرانية التي أعلنت روسيا ضمها "غير مطروحة للتفاوض"، حيث إنها أصبحت جزءًا لا يتجزأ منها بموجب دستور البلاد.

وفي هذا السياق، يطالب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، باعتراف كامل بسيادة روسيا على لوجانسك وزابورجيا ودونيتسك وخيرسون، كشرط نهائي لإنهاء الحرب، بالرغم من أن هذه الأقاليم الأربعة لا تقع ضمن سيطرته الكاملة بعد.

بيد أن تقارير إعلامية، قالت إن الرئيس الروسي قد يوافق على تجميد الصراع على طول خطوط المواجهة الحالية في أوكرانيا، مُتخليًا بذلك عن مطالبه باحتلال جميع المناطق الأربع التي ضمتها في عام 2022.

بينما لا تتكشف ملامح الموقف الأوكراني من هذا المطلب الروسي، فإن دستور البلاد لا يتيح للحكومة ولا للبرلمان التنازل عن أراضيها، ولا يمكن ذلك إلا من خلال استفتاء شعبي، ومع ذلك، يمنع هذا في الوقت الراهن، حيث إنها دولة تحارب هجومًا أجنبيًا وتطبق الأحكام العرفية التي تمنع الاستفتاءات.

ويبدو أن أوكرانيا مستعدة للتخلي عن 20 بالمائة من أراضيها -النسبة التي تسيطر عليها روسيا من أراضيها- طالما أن ذلك سيعتبر اعترافًا واقعيًا دون إضفاء الشرعية القانونية على الأمر، حسب ما صرح به مسؤول رفيع لصحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية.

وفي حديثه -في وقت سابق- لم يستبعد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي فكرة استغناء بلاده عن أراضيها مقابل مظلة حلف شمال الأطلسي فوق الأراضي التي لا تزال تسيطر عليها أوكرانيا.

 الأرض مقابل السلام

وقدم فريق الرئيس الأميركي دونالد ترمب -حسب ما أوردته وكالة "بلومبرج"- خطة لأوروبا وأوكرانيا، خلال اجتماع الأسبوع الماضي، في العاصمة الفرنسية باريس، لإنهاء الحرب، تتضمن اعتراف الولايات المتجدة بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014، مع تجميد خطوط القتال الحالية، ما يترك موسكو "في وضع السيطرة".

في المقابل، فإن الولايات المتحدة ستطلب من روسيا قبول حق أوكرانيا في امتلاك جيش وصناعة دفاعية، كجزء من اتفاق سلام بين البلدين، وكذلك، إعادة السيطرة على محطة زاوبوروجيا النووية، والأراضي التي تسيطر عليها روسيا في خاركوف إلى أوكرانيا، حسب المصدر ذاته.

وذكرت أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف المكلف بالملف الأوكراني، سيناقش المسألة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماعهما المقبل، حسب ما أوردته عن مسؤولين مطلعين.

ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول بث صورة إيجابية حول محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، فإن من الواضح أن هناك العديد من النقاط الخلافية ما زالت قائمة بين الجانبين.

حيث رفض الرئيس الأوكراني فكرة تخلي بلاده عن منطقة القرم المطلة على البحر الأسود، لما في ذلك من مخالفة للدستور، وهو ما اعتبرته الولايات المتحدة عائقًا أمام سير مباحثات السلام.

وفي أوكرانيا، قُتل تسعة أشخاص، وأصيب أكثر من 70 آخرين، الخميس، في هجوم شنه الجيش الروسي على العاصمة كييف باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة، وقد اعتبر الرئيس الأمريكي أن هذه الهجمات تأتي في وقت "سيئ للغاية"، في إشارة إلى أنها قد تقوض مساعي السلام التي تقودها بلاده.

 

 

 

 

 

 

 

 

الاكثر قراءة