لماذا يزور ترامب الشرق الأوسط الآن؟.. وما أهم الملفات المطروحة

في تطور للعلاقات الأمريكية الخليجية، أعلن البيت الأبيض عن جولة مرتقبة للرئيس دونالد ترامب تشمل كل من قطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، وذلك  في الفترة ما بين 13 إلى 15 مايو المقبل، وتكتسب هذه الزيارة أهمية كبيرة كونها جاءت بعد فترة من الجمود في العلاقات الإقليمية والدولية، ووسط تحولات كبرى في الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية في الشرق الأوسط ، وتعد هذه الجولة هي الأولى لترامب منذ توليه الرئاسة للمرة الثانية، ما يمنحها دلالة استراتيجية يمكنها أن تتجاوز الأطر الدبلوماسية التقليدية، فما أسباب زيارة ترامب في هذه المرحلة للشرق الأوسط، وما هي أهم الملفات المطروحة.  

زيارة ترامب للشرق الأوسط لبحث عدد من القضايا السياسية والأقتصادية  

أكدت  كارولين ليفيت ، المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان لها، أن الرئيس دونالد ترامب سيتوجه إلى قطر والسعودية ومن ثم الإمارات في جولة خليجية، وذلك في الفترة ما بين 13 إلى 16 مايو المقبل، وستكون تلك الزيارة عقب حضوره جنازة البابا فرانسيس في روما.

وفي سياق متصل، أكد الرئيس الأمريكي ترامب مطلع الشهر الجاري، للصحفيين بالمكتب البيضاوي، أنه سيزور المملكة العربية السعودي الشهر المقبل، كأول رحلة خارجية له، مشيرا إلى أنه سيزور قطر والإمارات العربية المتحدة، فضلا عن عدة أماكن أخرى خارج نطاق الشرق الأوسط.

وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، يشير قرار ترامب بزيارة السعودية والإمارات وقطر إلى مدى القرب بين إدارته ودول الخليج العربي، خاصة في التعاون الاقتصادي والاستثماري المرتقب.

وفي سياق متصل، أعلن محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، في بداية العام الجاري، أن السعودية تنوي زيادة الاستثمارات وتوسيع العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة خلال السنوات الأربعة المقبلة بقيمة 600 مليار دولار، وقد تزيد في حالة تواجد فرض إضافية.

أسباب زيارة ترامب لثلاث دول بالشرق الأوسط في الوقت الحالي

تحدث ترامب في تصريحات سابقة، أنه سينوي الذهاب إلى السعودية في حال استثمرت تريليون دولار في الشركات الأمريكية خلال السنوت الأربعة المقبلة، وهذا ما وافقت عليه السلطات السعودية، على حد قوله، وعلى جانب آخر، تعهدت الحكومة السعودية، ببدء ضخ 600 مليار دولار استثمارات للجانب الأمريكي، مع إمكانية رفع حجم الاستثمارات إلى تريليون دولار، ويتوقع سياسيون أن زيارة ترامب إلى أكثر ثلاث دول ثراء بالخليج، لأجل توقع عدد من الاتفاقيات التجارية الكبرى، والتي سيتساهم في إنعاش الاقتصاد الأمريكي، ويتوقع أن توفر فرص عمل لآلاف الأمريكيين.

القضايا السياسية الاقتصادية.. أحد أهم أسباب الزيارة المرتقبة 

ويزور الرئيس ترامب المنطقة لأجل مناقشة قضايا إيران وغزة واليمن، بالإضافة إلى سوريا ولبنان، والطاقة وقضايا دولية أخرى، ولا سيما توجيه الشكر من الرئيس الأمريكي للقيادة السعودية على الدور الذي لعبت في المحادثات الأمريكية الروسية، وعلى جانب آخر، يتوقع من الرئيس دونالد ترامب عند وصوله إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، أن يوقع عدد من الاتفاقيات الشراكة والتعاون والصفقات التجارية، خاصة وأنه أعلن منذ شهرين، لقاء مرتقب مع نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد في البيت الأبيض عن استثمار الإمارات مبلغ 1.4 ترليون دولار خلال العشر السنوات المقبلة بالاقتصاد الأمريكي في عدة مجالات ومنها البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، فضلا عن الطاقة والتصنيع.

توقيع اتفاقيات بمليار دولار بين الولايات المتحدة وقطر  

وأما زيارة ترامب لقطر، تأتي بعد الاتفاق على بيع القطريين ثماني مسيرات MQ 9B predator بقيمة ملياري دولار، وتأتي موافقة هذه الصفقة بعد مساعي كبيرة في عهد الإدارة الأمريكية السابقة "بايدن" للحصول على تلك المسيرات ولكنها لم تنجح في ذلك، لذا تتجه الأنظار في الزيارة المقبلة، لتوقيع تلك الصفقة المنتظرة.

ويذكر أن زيارة الرئيس الأمريكي ترامب لمنطقة الشرق الأوسط للمرة الأولى بعد توليه الرئاسة للمرة الثانية، وسط أحداث كبيرة تعصف بالمنطقة، والتي على رأسها أحداث غزة وإمكانية وجود هدنة في المستقبل القريب، فضلا عن الضربات الأمريكية التي توجهها للحوثيين باليمن لأجل محاولة إخضاعهم، بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني، والتي وجهت الإمارات العربية المتحدة رسالة إلى إيران بضرورة الاتفاق في هذا الملف.