شاركت مي عبد الحميد، الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري، في فعاليات مؤتمر الابتكار في قطاع السكن الاجتماعي المنعقد بمملكة البحرين، حيث ألقت كلمة رئيسية استعرضت خلالها تجربة مصر الناجحة في تنفيذ برنامج الإسكان الاجتماعي.
وشارك إلى جانبها في المؤتمر أمين العريض، الرئيس التنفيذي لشركة نسيج، ولويس كينش، مدير الإبداع المشترك بشركة الإسكان الجنوبية بالمملكة المتحدة، بحضور وزيرة الإسكان والتخطيط العمراني البحرينية آمنة بنت أحمد، والمدير العام لبنك الإسكان البحريني عبد الله طالب، بالإضافة إلى نخبة من كبار المسؤولين من البحرين ودول الخليج العربي، والمهندس خالد عباس، رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية.
وخلال كلمتها، أوضحت مي عبد الحميد أن برنامج الإسكان الاجتماعي المصري نجح في تنفيذ 725 ألف وحدة سكنية لمحدودي الدخل، و33 ألف وحدة لمتوسطي الدخل، ما أتاح السكن اللائق لأكثر من ثلاثة ملايين مواطن، من خلال اتباع آليات تمويلية مبتكرة تجمع بين أسعار فائدة منخفضة والدعم النقدي للفئات المستحقة.
وأكدت عبد الحميد أن الصندوق يولي اهتمامًا خاصًا بقياس الأثر الاجتماعي للمشروعات، عبر دراسة قرب الوحدات السكنية من أماكن العمل والخدمات الحيوية مثل المدارس والمستشفيات، بما يساهم في خفض تكاليف ووقت التنقل اليومي. وأضافت أن الصندوق يعتمد على نهج تشاركي يضمن إشراك المواطنين في تقييم جودة المشروعات، إلى جانب تقديم قنوات متعددة لتلقي الشكاوى والملاحظات.
وأشارت إلى أن نسبة المستفيدين من العاملين بالقطاع الخاص بلغت 48%، مقابل 29% من القطاع الحكومي، و23% من أصحاب المهن الحرة، فيما شكلت النساء 24% من إجمالي المستفيدين، كما ساهم البرنامج في خفض معدلات السكن العشوائي بنسبة 85%.
وكشفت مي عبد الحميد أن 85% من وحدات برنامج "سكن لكل المصريين" تم تنفيذها في المدن الجديدة، بينما خصصت 15% للمحافظات، مؤكدة أن الصندوق يولي أهمية لتحليل البيانات المستقاة من شكاوى واستفسارات المواطنين لضمان تحسين جودة الخدمات والاستدامة.
وأوضحت أن الصندوق يعمل على تعزيز الاستدامة البيئية عبر تنفيذ 55 ألف وحدة سكنية خضراء تساهم في خفض استهلاك المياه والكهرباء وتقليل الانبعاثات الكربونية، مشيرة إلى حصول 25,494 وحدة على تصنيف الهرم الأخضر، مع السعي للحصول على شهادة EDGE الدولية لعدد 30 ألف وحدة إضافية.
وفي ختام عرضها، شددت عبد الحميد على أهمية تبادل التجارب الإقليمية، مؤكدة أن التجربة المصرية أصبحت نموذجًا عالميًا يجمع بين العدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية، مع استعداد مصر لنقل خبراتها للدول الراغبة في تطوير برامج إسكان اجتماعي ناجحة.
وعقب كلمتها، شاركت مي عبد الحميد في جلسة حوارية أجابت خلالها عن استفسارات كبار المسؤولين العرب والدوليين، مستعرضة أهم ملامح مبادرة "سكن لكل المصريين"، حيث نالت التجربة المصرية إشادة واسعة، واختتمت الجلسة بتكريم عبد الحميد تقديرًا لدورها البارز في نقل التجربة المصرية في مجال الإسكان الاجتماعي.
وشهد المؤتمر مشاركة واسعة من الوزراء وكبار المسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص، إلى جانب نخبة من الخبراء والمتخصصين في قطاع السكن الاجتماعي، كما تضمن معرضًا مصاحبًا ضم أكثر من 30 جناحًا لجهات حكومية وبنوك تجارية وشركات تطوير عقاري.