أعلنت شركة البريد الفرنسي، عن مبادرة جديدة تستهدف بيع الدراجات الكهربائية المستعملة التي كان يستعملها السعاة في توصيل الرسائل، بعد إعادة تأهيلها، ولكن بعد التخلي عن لونها الأصفر التقليدي.
وذكرت تقارير إعلامية أن إدارة البريد الفرنسي واجهت انتقادات عديدة بسبب انخراطها في مجالات بعيدة عن نشاطها الأساسي، خاصة مع تراجع سوق البريد التقليدي، خاصة أنها دخلت في الفترة الماضية في عالم الهواتف المحمولة، والخدمات المصرفية، والتأمينات، ورعاية المسنين، قبل أن تتحول اليوم إلى بيع الدراجات.
وبحسب محطة "20 مينيت" الفرنسية، فخلال العام الماضي، أطلقت الشركة تجربة لإعادة تأهيل دراجات سُعَاتها الكهربائية وعرضها للبيع للأفراد، حيث شهدت مناطق وسط فرنسا، إيل-دو-فرانس، ونورماندي نجاحًا كبيرًا، ما دفع البريد الفرنسي لتوسيع نطاق المشروع ليشمل 150 وكالة على مستوى البلاد.
تراجع حجم الرسائل الورقية بشكل حاد، فمن أكثر من 4 مليارات رسالة في عام 2008، لم يتجاوز العدد 300 مليون رسالة في 2024، لكن في المقابل، شهد سوق الطرود نموًا ملحوظًا، ما دفع الشركة إلى الاستثمار في دراجات كهربائية صديقة للبيئة لتقليل البصمة الكربونية. وبعد سنوات من الخدمة اليومية الشاقة، بدأت هذه الدراجات تحتاج إلى استبدال.
وهنا برزت فكرة مبتكرة من أحد الموظفين: لماذا لا يتم إعادة تأهيل هذه الدراجات وبيعها بدلًا من التخلص منها؟ هكذا وُلد مشروع “الموقف الجديد”، من خلال ورش عمل تابعة للشركة الأم في مدينة تور، والمتخصصة في إعادة تأهيل الدراجات ضمن مشروع يهدف أيضًا لدعم تشغيل الشباب.
تؤكد شركة البريد أن جميع مكونات السلامة الأساسية في هذه الدراجات، بالإضافة إلى البطارية والشاحن والمقعد والمقابض والأسلاك، تم تجديدها بالكامل. وتُعرض الدراجة الواحدة بسعر 1,490 يورو، مع ضمان جودة عالية رغم كونها مستعملة.