الثلاثاء 29 ابريل 2025

ثقافة

بـ متحف نجيب محفوظ.. مبدعون يروون دور «محمد جبريل» فى تبنى الأجيال المبدعة

  • 27-4-2025 | 17:23

جانب من الندوة

طباعة
  • بيمن خليل

فى إطار الأنشطة والفعاليات الثقافية التي يقيمها متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ، الكائن بتكية محمد أبو الدهب، التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية برئاسة المعمارى حمدى السطوحى، نظم المتحف أمس السبت ندوة بعنوان "محمد جبريل .. صداقة بين أجيال"، شارك فيها نخبة من المثقفين والمبدعين، الذين أجمعوا على الدور الريادى للمحتفى به، وقدرته على التواصل مع الأجيال المختلفة، وتبنى المواهب منهم فى ندوته التى عقدت على مدار عقود طويلة، وكانت بمثابة "ورش" إبداعية، لتبادل الخبرات، وقد أخرجت بالفعل المئات من الموهوبين، الذين أصبحوا فى صدارة المشهد الإبداعى.

كما أشاروا إلى أدواره المتعددة فى احتضان المواهب، سواء من خلال ندوته، أو مكتبته الشخصية، التى اعتبرها بعض تلاميذه بمثابة "كنز" تعرفوا من خلاله على مختلف أنواع الثقافة والمعرفة، وكذلك الصفحة الأدبية التى كان يشرف عليها فى جريدة "المساء"، وكانوا يعتبرونها بمثابة منارة للأدباء، وصك اعتراف لمن ينشر، بأنه أصبح أديبا معترفا به من الوسط الثقافى.

وتطرق الحضور للمشوار الإبداعى الخاص بالكاتب الكبير محمد جبريل، الذى أسفر عن ما يقرب من 100 مؤلف فى: الرواية، المجموعة القصصية، السيرة الذاتية، الدراسات الأدبية والنقدية، وأشاروا –أيضا- إلى أنه مؤمن بوحدة الفنون، وأن الفن لا يتجزأ، ومن يقرأ كتاباته يجد فيها الصورة السينمائية، الفن التشكيلى، الشعر، الموسيقى، إلى آخره.

وطالب الحضور بضرورة إطلاق اسمه على أحد شوارع الإسكندرية، بوصفه واحدا من أبنائها المتميزين، وكذلك لفت نظر النقاد إلى احتياج كتاباته لبذل المزيد من الجهد النقدى، للكشف عن خباياها، لاسيما دوره فى النقد وفن المقال واستخدام الشعرية فى رواياته والمقارنة بين استخدام التصوف عنده وعند الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ.

حضرت الندوة زوجته د. زينب العسال، وأدارها الكاتب الصحفى محسن عبد العزيز، وشارك فيها الأدباء والكتاب: نجلاء علام، ياسمين مجدى، جابر بسيونى، د. محمد الشافعى، أشرف خليل، أحمد الجعفرى، وعائشة المراغى.

وسبق الندوة افتتاح معرض وثائقى، تضمن مجموعة من الصور الفوتوغرافية لـ "محمد جبريل"، وعددا من الإهداءات التى احتفظ بها طيلة عمره فى مكتبته الشخصية.

فمما لا شك فيه أن الإهداءات التى يكتبها أصحاب المؤلفات لمهديهم، تعبر عن مشاعرهم لبعضهم البعض أو تشير إلى رؤيتهم لإبداعاتهم، من هنا يكشف هذا المعرض عن علاقة المبدع محمد جبريل بمثقفين من أجيال مختلفة، فيصفه الروائى الكبير الراحل نجيب محفوظ، بأنه "رمز" للمودة والإعجاب، وذلك بخط يده على إهدائه لـ "خمارة القط الأسود"، بينما كتب له على "شهر العسل" : "أخى محمد جبريل .. مع أطيب تحية وأجمل تقدير".

يضم المعرض كذلك، آخر ما دونه جبريل عن نجيب محفوظ، فى مقدمة كتابه الصادر عن هيئة الكتاب 2023 بعنوان "زيارة أخيرة إلى حضرة نجيب محفوظ"، إذ اختار جبريل أن يستبدل أى إهداء، بكتابة ما يشبه سيرتهما معا: "منذ الستينيات، كنت أحرص على زيارة أستاذنا نجيب محفوظ فى كل الأماكن التى أستطيع فيها أن أناقشه، أسأله، وأتلقى الإجابة، أتعرف إلى جوانب سيرة حياته وقراءاته، والأساتذة الذين تتلمذ على أيديهم، وفلسفته فى إبداعاته، وقصة القصة فيما يكتب، وكانت محصلة ذلك كله الكثير من الكتابات، ضم بعضها كتابى "نجيب محفوظ.. صداقة جيلين"، الذى أحدث قبولا – أعتز به – بين محبى محفوظ من النقاد والدارسين وطلاب القراءة الرفيعة، وهو ما أرجو أن يحدثه هذا الكتاب".

وتتوالى فى هذا المعرض الإهداءات من أجيال مختلفة وأسماء بارزة، فيكتب محمود تميور: "لعزيزى محمد جبريل.. مودة وتقديرا واحتراما"، وذلك إهداء لمجموعته القصصية "مكتوب على الجبين وقصص أخرى"، أما عبد الحميد جودة السحار فيكتب له على "الشارع الجديد": "إلى أخى الأستاذ محمد جبريل ..مودة ومحبة".

وبرقى كلماته وصدق مشاعره يكتب يحيى حقى، على "قنديل أم هاشم": "هدية إلى أحب الأصدقاء .. الأستاذ محمد جبريل، إلى أن ألقاه فى أتم صحة وسعادة وتوفيق"، ويصفه مجيد طوبيا فى "حكاية ريم الجميلة": بـ "الفنان"، فيكتب: "أخى الفنان الأستاذ محمد جبريل، تحية ومودة"، ويخصه الأديب الراحل يوسف الشارونى بمجموعة من الإهداءات على عدد من مؤلفاته، فيصفه فى إهداء كتابه "رحلتى مع القراءة"، بـ "زميل القلم.. الأستاذ محمد جبريل .. مع تحيتى لجهوده"، ويخصه مع رفيقة عمره د. زينب العسال بإهداءين، جاء فى الأول على كتابه "لقطات من رحلتى الفكرية": "إلى صديقى العمر المبدعين محمد جبريل ود. زينب العسال، مع خالص مودتى ودوام الصحة والإبداع"، فى حين كتب لهما على أعماله الكاملة: "إلى العزيزين زينب العسال ومحمد جبريل، مع خالص مودتى وتقديرى لشخصهما وفكرهما ومودتهما"، واختصتهما الأديبة الكبيرة سكينه فؤاد بهذا الإهداء: "الأديب الكبير محمد جبريل، الزميلة العزيزة الأستاذة زينب العسال، لنموذج جميل للتواصل الإنسانى والإبداعى، مع محبتى واعتزازى".

فى حين يصفه الكاتب الصحفى إبراهيم عبد العزيز بأنه "الأستاذ والصديق"، بينما كتب له د. محمد نجيب التلاوى: "إلى الصديق الفاضل الأستاذ محمد جبريل، إعزازا إليك واعتزازا بك".

أما الأديب فاروق منيب، فقد روى مواقف محمد جبريل معه، من خلال إهداء مجموعته القصصية "آدم الصغير"، إذ كتب: "إلى الصديق والأخ الفنان محمد جبريل، إعجابا وتقديرا وحبا لنضاله فى عالم القصة والرواية والنقد، وإيمانا بطبيعة نفسه ونقاء سريرته، ووفاء لوقوفه معى أثناء محنتى، أرجو أن ينال ما يصبو إليه، وهو حب القراءة، مع تقديرى ومودتى".

وتوالت الإهداءات من أجيال مختلفة، تشيد بدوره فى الحياة الثقافية والفكرية، مثلما جاء فى إهداء الكاتب والمثقف أشرف الصباغ على كتابه "يناير": "الأستاذ محمد جبريل.. مبدعا أصيلا.. ومعلما وصديقا.. أتمنى أن يعجبك هذا العالم"، بينما كتبت له الأديبة الراحلة منار فتح الباب على مجوعتها القصصية "لعبة التشابه": "إلى المبدع الكبير الأستاذ محمد جبريل، مع أعمق التقدير".

يستمر المعرض الذى أعده الكاتب الصحفى طارق الطاهر المشرف على متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ، حتى السبت القادم.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة