منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية للمرة الثانية، وتعهد بإنهاء الحرب الأوكرانية_الروسية، عبر الاعتراف بسيطرة الروس على الأماكن التي احتلتها منذ عام 2022، والتي من ضمنها جزيرة القرم، مع تجميد كافة الخطوط القتالية دون أي انسحاب روسي من المناطق التي سيطروا عليها، مع تقديم كافة الضمانات الأمنية الغير محدودة لأوكرانيا، وتأجيل انضمامها إلى حلف الناتو لمدة 20 عاما.
وفي مارس الماضي، علقت الإدارة الأمريكية كافة المساعدات العسكرية فضلا عن مشاركة أي معلومات استخباراتية مع الجانب الأوكرانية، في خطوة لأجل اخضاعها للقبول بخطة السلام الأمريكية، ومنذ فبراير الماضي، حدث تقارب كبير بين الرئيسين الروسي والأمريكي، مما أدى إلى انتقادات واسعة النطاق للرئيس ترامب.
وفي الفترة الأخيرة، قد حدثت لقاءات متعددة، سواء بين المبعوث الأمريكي للرئيس الروسي بوتين، فضلا عن لقاء الرئيس الأمريكي بزيلينسكي في الفاتيكان، مع حدوث تطورات مهمة في المناقشات بين الأطراف الثلاثة في خطوة نهائية لإنهاء الحرب الدائرة منذ عامين بين الجانب الروسي والأوكراني، وفي السطور التالية، نستعرض لكم أهم التطورات في المحادثات بين الأطراف الثلاثة.
ترامب: الرئيس الأوكراني مستعد للتنازل عن شبه جزيرة القرم
أعرب الرئيس ترامب في مطلع هذا الأسبوع، عن نية فولوديمير زيلينسكي عن التنازل عن شبه جزيرة القرم، ووأضاف أن زيلينسيكي أصبح في الوقت الحالي أكثر هدوءا من ذي قبل وذلك، يفيد في المرحلة القادمة لأجل التوصل إلى اتفاق شامل، وتحدث دونالد ترامب عن أن معظم النقاط الرئيسية في اتفاق التسوية بين كييف وموسكو تم الاتفاق عليه، وأن المفاوضات بين الأثنين تسير في الوقت الحاضر بشكل إيجابين والاتفاق النهائي سيصدر قريبا جدا.
المبعوث الأمريكية يؤكد على انهاء الحرب الروسية الأوكرانية في أقرب وقت ممكن
وذكرت شبكة "أيه سي نيوز" الأمريكية أن ترامب قد تحدث إلى صحفيين في وقت سابق، أن موسكو وكييف أصبحوا على مقربة شديدة من التوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب وذلك بعد لقاء المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بالرئيس الروسي بوتين في موسكو الجمعة الماضية، لاجل مناقشة خطة واشنطن للسلام.
هذا، وقد دعا ترامب إلى عقد لقاء رفيع المستوى بين كييف وموسكو، لاستكمال الاتفاق لأنهاء الأزمة الحالية، وأشار إلى أنه تم التفاهم على معظم النقاط الأساسية دون الإفصاح عن ذكر أي تفاصيل محددة.
الرئيس الأمريكي يعلن أن وقف القتال يكون ثمنه التنازل عن جزيرة القرم
وقد أكدت مجلة "تايم" الأمريكية الجمعة الماضية، أن شبه جزيرة القرم سيتبقى تحت السيادة الروسية وأكد أن واشنطن لم تكشف حتى الآن عن خطتها النهائية للسلام، ولكنها اقترحت وقف القتال وقبول السيطرة الروسية على القرم، مقابل إحلال السلام وانهاء الحرب كليا.
وأكد ترامب السبت الماضي، بخصوص التحركات الروسية الأخيرة على المدن الأوكرانية، أنه لا ينبغي للرئيس الروسي أن يطلق الصواريخ نحو المدن والأهداف المدنية، وأضاف أنه قد يكون من الضروربي التعامل مع بوتين من خلال بعض العقوبات الثانوية.
وقد التقى الرئيسين الأمريكي والأوكراني في كاتدرائية القديس بطرس بالفاتيكان يوم السبت الماضي، لمدة 15 دقيقة فقط، وعبر ترامب عن شكوكه في نيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التفاوض ملوحا بعقوبات أشد على موسكو في الفترة المقبلة، ويواصل ترامب الضغط من أجل التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في الحرب المستمرة منذ تولية الرئاسة الأمريكية، رغم أنه لم ينجح حتى الآن في الحصول على تنازلات جوهرية من بوتين.
ترامب ينقد الرئيس الروسي عبر تصريحات صحفية
وانتقد ترامب في تصريحات صحفية الرئيس بوتين السبت الماضي، على أثر الضربات الأخيرة التي استهدف بها المدنيين قائلا "ربما هو لا يريد إنهاء الحرب"، وكتب في منشور على منصته "تروث سوشال" بعد لقائه مع زيلينسكي في روما: "لم يكن هناك أدنى سبب لإطلاق صواريخ على مناطق مدنية ومدن وقرى في الأيام الأخيرة، وهذا يجعلني أظن أن بوتين لا يرغب في إنهاء الحرب، وعندها ينبغي التعامل معه بشكل مختلف".
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي عقب لقائه ترامب على هامش جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان، إن الاجتماع كان "رمزيًا للغاية"، وقد يصبح "تاريخيًا" إذا تحقق التوصل إلى نتائج ملموسة.
وقد أشار زيلينسكي في منشور له عبر موقع "تلغرام" أنه يتوقع تحقيق نتائج حول كافة القضايا التي نوقشت في الاجتماع الماضي، والتي شملت حماية الشعب الأوكراني، ووقف اطلاق النار الكامل والغير مشروط، مع ضمان سلام دائم يمنع نشوب حرب جديدة.
وأضاف أن اللقاء المباشر سمح بتغطية العديد من الموضوعات المهمة، معربًا عن أمله في تحقيق نتائج بشأنها، ووجّه شكره إلى الرئيس ترامب.
تحذيرات أمريكية من انقضاء مدة التسوية بدون التوصل إلى حل نهائي
وفي تطور آخر، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه حدّد لنفسه مهلة زمنية لإنهاء الصراع القائم بين روسيا وأوكرانيا، محذرًا من أن موقفه سيتغير "تغيرًا تامًا" عقب انقضاء هذه المهلة.
وخلال حديثه للصحفيين من البيت الأبيض، وقبيل اجتماعه مع رئيس وزراء النرويج، دعا ترامب كلا من موسكو وكييف إلى الدخول في مفاوضات جادة من أجل إنهاء الحرب، مؤكدًا بقوله: "لدي مهلة وضعتها لنفسي".
وكان ترامب قد تعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في أول يوم له في المنصب.