الخميس 1 مايو 2025

سيدتي

بعد حادثة طفل البحيرة.. أخصائية تؤكد: التحرش الجنسي بالأطفال جريمة تهدد براءة الصغار| خاص

  • 30-4-2025 | 13:26

التحرش الجنسي بالأطفال

طباعة
  • فاطمة الحسيني

تعتبر جريمة التحرش بالأطفال واحدة من أبشع القضايا التي تهدد أمن المجتمع وسلامته، حيث تستهدف الفئة الأضعف والأكثر براءة، وتترك آثارًا نفسية عميقة يصعب التخلص منها فيما بعد، وبعد تعرض أحد الأطفال للتحرش داخل إحدى المدارس بمحافظة البحيرة، تستعرض بوابة "دار الهلال" مع أخصائية نفسية، أنواع التحرش الجنسي بالصغار، وطرق اكتشافه، وأهم الدوافع النفسية وراء ارتكاب الجاني تلك الجريمة البشعة.

من جهتها، قالت الدكتورة رانيا كمال مدرب معتمد وأخصائية تخاطب وصحة نفسية، وتأهيل سلوكيات غير سوية للأطفال والمراهقين، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال "، أن التحرش الجنسي بالصغار ليس مجرد فعل لحظي، بل هو سلوك جنسي غير مرغوب فيه، يسبب إهانة نفسية وأذى عميقًا للصغير، وجريمة تهدد برائتهم، ويمارس بأشكال متعددة، تبدأ من القول وتمتد إلى الفعل، ومن أشهر أنواعه ما يلي:

- التحرش بالقول، وهو كل ما يسيء للسمع ويخرج عن الإطار المقبول اجتماعيًا أو دينيًا، كالألفاظ النابية، أو الإيحاءات الجنسية.

- التحرش بالفعل، وهو كل ما يتضمن إيحاءات جسدية غير مرغوبة أو ملامسات تهدد حياء الطفل وتمس خصوصيته.

-التحرش الذي يحمل في طياته طابع التهديد أو يوهم الطفل بأنه نوع من الحب، مما يزيد من تعقيد فهم الصغير للواقع، ويشعره بالذنب والارتباك.

وأضافت أن هناك بعض العلامات التي ينبغي على الأم الانتباه لها، لكشف تعرض طفلها للتحرش، وأجملتها في الآتي:

-إذا بدأ الطفل في الانعزال المفاجئ.

-التبول اللاإرادي بعد سن التحكم.

-احتفاظ الطفل بأسرار، أو الرغبة في الخروج كثيرًا دون تفسير.

-تجنب الحديث مع الأهل أو الانفعال الزائد عند طرح أسئلة بسيطة.

وقدمت مجموعة من النصائح التي تساعد الطفل في البوح، بما تعرض له من اعتداء جنسي وتأهيله مرة أخرى نفسياً، ومنها ما يلي:

-البدء بالثناء على الطفل، وطمأنته وشعوره بالقبول واللطف، وأن ما حدث مهما كان سيظل سراً بينكما، وأنكما ستتغلبان عليه سوياً.

-لابد من تجنب نبرة التحقيق، والتركيز على الطمأنينة، ووعد الطفل من قبل والديه أنه لن يعاقب، بل سيساعدانه.

- منح الطفل الأمان للتحدث، لأنه مفتاح البوح، والمتحرش غالبًا ما يحكم قبضته على الضحية بالتهديد أو الإيهام بالحب.

-يجب إعادة بناء ثقة الطفل في نفسه وفي بيئته، فبدلًا من نظرة الشفقة أو اللوم، يجب دعمه نفسيًا والتعامل معه بشكل طبيعي لنشجعه على التعافي، حيث تعد البيئة المحيطة والمجتمع عنصرين أساسيين في رحلة شفاء الطفل من آثار التحرش الجنسي.

-ينصح بإشراك الطفل في أنشطة رياضية وفنية، كي نعزز من إحساسه بالكفاءة والسيطرة على نفسه، مثل السباحة، التايكوندو، أو حتى مجموعات الدعم الجماعي، بهدف تفريغ طاقته السلبية وبناء روابط اجتماعية إيجابية.

-احتواء الطفل والتوقف عن تكرار الكلام عن الحادثة بطريقة تثير مشاعره السلبية، مع ضرورة مساعدته على إعادة دمجه في الحياة الطبيعية.

وأكملت أن للأخصائي النفسي بالمدرسة دور كبير في الاكتشاف المبكر لتغير سلوك الطالب، فمن خلال الرؤية البصرية، يستطيع أن يلتقط التغيرات الدقيقة في ملامح الطفل أو حركات يده وحتى في تعبيرات عينيه، ويبدأ في التدخل السريع، ومن أهم تلك العلامات ما يلي:

- مراقبة التغيرات السلوكية الواضحة، مثل تحول الطفل من اجتماعي إلى منطوي.

-تأخر دراسي غير مبرر أو صعوبات تعلم مفاجئة.

-التلعثم أو التأتأة.

-تجنب النظر في وجه الآخرين، والانكماش الجسدي الواضح.

واختتمت مؤكدة على بعض الدوافع النفسية وراء ارتكاب الجاني لتلك الجريمة البشعة في حق الطفل البريء، ومنها معاناته من اضطراب نفسي وسلوكي، أو تعرضه للتحرش في صغره، مما يجعله يعيد إنتاج هذا الألم في صورة سلوك عدواني منحرف، كما أنه قد يحمل سلوك مضاد للمجتمع، وفاقد للسواء النفسي، ويعاني من ذكريات سلبية مدفونة في اللاوعي.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة