3-5-2025 | 14:23
خالد فؤاد
منذ نشأتها قبل عقود طويلة من الزمان كانت السينما المصرية ولا تزال تتناول كل قضايا المجتمع بمختلف الفئات والطوائف.
وكان فى مقدمة الفئات التى تناولتها منذ سنواتها الأولى العمال.
فلطالما قدمت السينما العديد والعديد من الأفلام التى تناولت حياتهم وناقشت مشكلاتهم وسلطت الضوء على سعيهم لبناء حياة شريفة.
روائع يوسف بك وهبى
فإذا ما عدنا لحقبتى الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضى نجد أن معظم الأفلام التى قدمها يوسف بك وهبة ابتداء بفيلم “ أولاد الذوات” الذى يعد أول فيلم مصرى صامت وسلسلة الأفلام التى قدمها بعده ومن أبرزها: “أولاد الفقراء” و “ ابن الفلاح “ و “ المليونير “ و “ ابن الحداد “،.. وغيرها؛ من الأفلام الرائعة الأخرى كان يحرص فيها على تسليط الضوء على حياة العمال وسعيهم للعمل بجدية لنهضة المجتمع والحياة الشريفة ويدعو أصحاب الأيادى المتعطلة عن العمل للبحث عن فرص للمشاركة في سوق العمل.
الأيدى الناعمة من المسرح للسينما
ومالا يعرفه الكثير أن يوسف بك وهبى هو أول من قدم قصة “ الأيدى الناعمة” على خشبة المسرح فى مطلع الستينيات” قبل تقديمها على شاشة السينما فى الفيلم الشهير الذى شارك فى بطولته كوكبة من أهم نجوم الستينيات وهم: أحمد مظهر وصلاح ذو الفقار، صباح، مريم فخر الدين، ليلى طاهر..تأليف توفيق الحكيم وسيناريو يوسف جوهر، وإخراج محمود ذو الفقار؛ وقد حقق العرض المسرحى ليوسف وهبى صدى واسعًا وقتها مما أدى لتحويله للسينما.
لوكنت غنى ولذة الكسب بالتعب
وهناك مجموعة كبيرة من الأفلام قدمت أيضا فى حقبتى الثلاثينيات والأربعينيات تناولت وسلطت الضوء على أهمية العمل وروعة وعظمة الأيدى العاملة وكان من أكثر الأفلام التى حققت ردود أفعال واسعة فى هذا التوقيت فيلم «لوكنت غنى» بطولة بشارة واكيم وعبدالفتاح القصرى ويحيى شاهين ومجموعة كبيرة من نجوم هذه الفترة .
فنحن هنا أمام مجموعة من العمال البسطاء الذين يسعون للغنى واكتساب الأموال وحينما تأتى الثروة لأحدهم يهمل عمله وحياته ويتبعه أقاربه فيعيشون ببذخ ليكتشفوا فى النهاية جرم ما فعلوه بتركهم للعمل والحياة بهذا الشكل فيعيدون حساباتهم ويجدون لذة الحياة فى العمل والشقاء، وليس فى اكتساب المال دون جهد أو تعب .
الأسطى حسن وكرامة العامل
وفى بداية انطلاقته مع البطولات المطلقة بعد سلسلة من الأفلام التى قدم فيها الأدوار الثالثة والثانية أطل علينا الفنان الكبير فريد شوقى عام 1952 بفيلم «الأسطى حسن» للمخرج الكبير صلاح أبوسيف حيث جسد دور العامل حسن، الذى يمتلك ورشة خراطة ويعيش حياة بسيطة مع زوجته وطفله.
وتنقلب حياته رأسا على عقب عندما يقع فى شباك امرأة من الطبقة الراقية، وبمرور الأحداث يكتشف زيف وأكاذيب هذا العالم، فيعود إلى ورشته ولزوجته، ويستعيد كرامته.
باب الحديد والنظارة السوداء
وقد توالت أفلام فريد شوقى بعد هذا فى هذا الإطار فقدم أفلاما كثيرة عن أهمية ودور الأيدى العاملة وكان من بينها فيلم “باب الحديد” للمخرج يوسف شاهين، الذى سلط الضوء على العمال بداخل محطة القطارات، فقد تناول الفيلم باتفاق كل النقاد مشكلات وقضايا العامل البسيط من زاوية نفسية واجتماعية.
وفى فيلم «النظارة السوداء» بطولة أحمد مظهر ونادية لطفى إخراج حسام الدين مصطفى نجد مادى فتاة تعيش بلا هدف فى الحياة، حتى تقابل المهندس عمر “ نصير العمال” الذى يدافع عن حقوقهم وتجد فيه مادى رفيقا من نوع جديد يثير اهتمامها، فيجتذبها لعالم آخر هو عالم العمال بكفاحهم فينتشلها من الضياع وحينما يبتعد هو عن المسار بسبب إغراءات مدير الشركة له فينسى قضايا العمال ومشكلاتهم تنجح مادى فى إعادته من جديد للطريق الصحيح ويقومان معا بتحطيم النظارة السوداء .
وغير هذا من الأفلام الكثير الأخرى التى قدمت فى خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضى وشارك فى بطولتها نجوم ونجمات زمن الفن الجميل.
النمر الأسود ومعاناة الغربة
هناك الكثير من الأفلام التى قدمت فى حقبتى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى سلطت الضوء بنفس الشكل على مشكلات وقضايا العمال فى العصر الحديث وبطريقة مختلفة مواكبة لهذه المرحلة.
نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر فيلم «النمر الأسود» بطولة أحمد زكى ووفاء سالم وأحمد مظهر إخراج عاطف سالم، فيحكى تجربة العامل المصرى فى الخارج، من خلال شخصية “محمد حسن، حيث قدم بواقعية كفاح العامل المصرى فى الغربة، ونجاحه رغم كل العقبات التى تواجهه فى الخارج فيقدم صورة مشرقة للعامل المصرى المكافح فى الخارج .
واقع العمال حاليا
كما حرص الكثير من المخرجين المعاصرين على طرح واقع العمال والعاملات فى هذا العصر بطريقة إنسانية وكان من أهم وأبرز التجارب التى تم تقديمها وأشاد الجميع بها فيلم “فتاة المصنع” للمخرج الكبير محمد خان وبطولة ياسمين رئيس، وسلوى خطاب، وهانى عادل فقد تناول أحلام وطموحات الفتيات العاملات فى المصانع بوجه عام ومصانع الملابس بوجه خاص .
وسلط الفيلم الضوء على مشكلات بعض العاملات فى هذا المجال وكيف يحاولن تحقيق طموحاتهن.