رجال الإطفاء هم من طراز فريد يقتحمون المصاعب بقلوب ثابتة، يواجهون الموت بكل بسالة وتعتبر المنظمة الدولية للحماية المدنية أكبر كيان حكومي تضم في عضويتها عدد كبير من الدول العربية والسطور القادمة تحمل قائمة الشهداء لأبطال الإطفاء الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن والمواطن في البداية نتحدث عن ضباط المفرقعات والذين يتعاملون مع العبوات الناسفة والقنابل، فالخطأ الأول لديهم هو الأخير، قد يكلفهم حياتهم، ومع ذلك يتسابقون فى أداء واجبهم المقدس برجولة وشجاعة لإنقاذ أنفس بشرية من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.
من منا ينسى البطل الشهيد "الرائد مصطفى عبيد" بقسم المفرقعات بالحماية المدنية، الذى استشهد أثناء تفكيكه عبوة ناسفة فى عزبة الهجانة حيث احتفل البطل بالعام الجديد وسط أسرته، لكنه لم يكن يعلم أنه سيكون عامه الأخير معهم وفى الحياة، لأن يدا سوداء قررت زرع الموت فى منطقة مكتظة بالسكان، وكان عليه أن يلبى نداء الواجب ويُنقذها، حتى لو كان المقابل روحه.
من منا ينسى الشهيد البطل ضياء فتوح، الذى جاد بروحه لينقذ مئات الأرواح من موت محقق، الذى حال بينهم وبين الموت، وقدم نفسه فداء لهم وللوطن فى مواجهة قنبلة غادرة وذئاب إرهابية قذرة.
من منا يستطيع أن يواجه النيران أثناء اشتعال الحرائق ويتحرك أسفل لهيبها ليمنع امتدادها، ومن منا يستطيع التحرك أسفل الأنقاض والعقارات المنهارة لإنقاذ الضحايا.
من منا يستطيع إلقاء نفسه فى المياه الباردة فى الشتاء القاسى مثل قوات الإنقاذ النهرى لانتشال شخص يكاد يغرق يتشبث بالحياة، من منا يقدم حياته رخيصة فداءً للآخرين.
وتعتبر مصر من أولى الدول التي استخدمت وسائل الإطفاء الحديثة منذ القرن الثامن عشر، إذ خصص متحف الشرطة القومي متحف لعربات الإطفاء التاريخية يجسد تطور تلك العربات، بدأ من القرن الـ18 حتى القرن 20.
يعرض المتحف أول عربة إطفاء يدوية في العالم، وهي إنجليزية الصنع ترجع إلى عام 1766م، كانت بدائية جدا وقتها، عند استخدام العربة أثناء اندلاع حريق ما كان تنقل إلى مكان الحريق بواسطة الخيل، وتسحب المياه من أي مصدر (بئر- ترع)، من خلال طلمبة من النوع الماصة الكابسة والتي تعمل بطريقة يدوية وتحتاج لتشغيلها على الأقل أربعة من رجال إطفاء.
وفي نهاية القرن الـ19، نتيجة اختراع الغلايات البخارية حدث تطور كبير لعربات الإطفاء، فبدلًا من الطلمبة التي كانت تعمل بطريقة يدوية وتستهلك الوقت والجهد حلت محلها طلمبة تعمل بالبخار فاخترعت أول عربة إطفاء استخدمت في مصر تدار بالبخار، وتعمل من خلال الغلاية البخارية، وهي إنجليزية الصنع ترجع إلى عام 1885م، وتنقل أيضا الى مكان الحريق بواسطة الخيل. في بداية القرن الـ20 حدثت طفرة صناعية كبرى، وتغير كامل لعربات الإطفاء، فمن آلات بسيطة تجرها الخيول إلى عربات تعمل بمحرك كامل ومجهزة بأحدث المعدات، فيعرض المتحف أول عربة إطفاء استخدمت في مصر تعمل بمحرك كامل تدار بنظام المنفلة.. إنجليزية الصنع ترجع إلى عام 1936م.
كما يعرض بعض الأدوات ومعدات للإطفاء وبعض الأحداث الهامة كحريق دار الأوبرا.
ويعد قطاع الحماية المدنية في مصر، من أقدم المرافق في الشرق الأوسط، وقدم الكثير منذ نشأته في تعزيز الأمن وحماية المنشآت والأرواح والممتلكات.
فهم رجال الإطفاء لا يهابون بالمخاطر التي قد يتعرضون لها في سبيل القيام بواجبهم والمخاطرة بحياتهم في سبيل إنقاذ الأرواح والممتلكات.