أكد أسطورتا صناعة الرسوم المتحركة في ديزني، ومصمما شخصيات أيقونية منها "الأسد الملك"، وتوم وتوني بانكروفت، أن الإبداع الحقيقي يبدأ من الطفولة ويتغذى على الشغف والمثابرة. واستعرض الرسامان مسيرتهما التي انطلقت من رسومات العطلة الصيفية، وصولاً إلى الفوز بجوائز مرموقة، والعمل في ديزني لمدة ثلاثين عاماً، حيث تحوّل الشغف إلى مهنة نقلتهما للعالمية. كما سردا كيف أنهما رفضا نصائح التخلي عن هذا المجال، واختارا بدلاً من ذلك الذهاب إلى البراري لمراقبة الأسود وفهم سلوكها، حتى يتمكنا من تجسيدها بدقة وصدق في أعمالهما الفنية.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية امتلأت بها قاعة "أوتاكو" في اليوم الختامي من مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة، حيث اجتمع جمهور غفير من عشاق الأنيميشن لسماع تفاصيل رحلة التوأمين توم وتوني الملهمة، من أولى خطواتهما في عالم الرسم، إلى لحظة قبولهما في ديزني عام 1988، والتي وصفاها بـ"اللحظة التاريخية". كما استعرضا خلال الجلسة، التي أدارتها فالنتينا مارتيلي، محطات فنية وإنسانية تركت أثراً عميقاً في الحضور.
وبدأ توني حديثه بالتأكيد على أن جذور الإبداع غالباً ما تنبت من الطفولة، مشيراً إلى أن الألوان التي زرعتها والدته في وجدانه – كالبنفسجي له والأزرق لشقيقه توم – رافقتهما طيلة مسيرتهما الفنية، وأثرت في لوحات عديدة نفّذاها خلال مشوارهما في صناعة الرسوم المتحركة. وأضاف: "كنا نظن أن الرسم مجرّد هواية، إلى أن اكتشفنا أننا نستطيع تحويله إلى مصدر دخل، وفعلاً فزنا بجائزة كبرى في بداية مشوارنا، وكان ذلك بمثابة نقطة التحوّل".
وتابع مستعرضاً ثلاثين عاماً من العمل في ديزني، حيث بدأ مع شقيقه في قسم التلوين وتحريك الشخصيات، قبل أن تتم ترقيته إلى مشرف في فيلم "الأسد الملك". واستذكر كيف كان البعض يحذّرهما من مستقبل مظلم لصناعة الرسوم المتحركة، وينصحهم بتغيير المسار المهني، إلا أن شغفهما دفعهما لخوض مغامرات ميدانية لرصد سلوك الحيوانات، قائلاً: "سافرنا إلى البراري لمراقبة الأسود، ودرسنا عن قرب حركات عضلاتها وأصواتها ومشاعرها، لنكون قادرين على رسمها بإحساس صادق ودقة حقيقية".
من جهته قال توم، الأخ التوأم لتوني، إن مسيرتهما لم تكن مبنية على التوجيه بل على التشاور، مضيفاً: "نحن لا نُملي على بعضنا ما يجب فعله، بل نتخذ قراراتنا دائماً بروح الفريق الواحد". واستعاد ذكرياتهما مع بدايات الشغف، حين تحوّلت عطلة الصيف إلى ورشة يومية لرسم الشخصيات، حتى جاءتهما الفرصة الذهبية للعمل في أول مدرسة للرسوم المتحركة في كاليفورنيا ضمن والت ديزني، حيث أمضيا عاماً ونصف من التدريب المكثف تحت إشراف نخبة من أفضل المدرسين، لتبدأ رحلتهما المهنية من هناك دون أن يخططا لها.
وأكد توم أن عام 1988 كان لحظة تاريخية لا تُنسى، حين تم قبولهما للعمل في ديزني، واصفاً ذلك بـ"النجاح الذي لم نحلم به، لكنه تحقق بفضل المثابرة والحظ". وأشار إلى أن صناعة الرسوم المتحركة تشبه الدائرة، تمرّ بلحظات صعود وهبوط، لكن ما يبقي الفنان على المسار هو الشغف والإيمان بأن كل لحظة تعب تسبق قفزة إبداعية جديدة.


