الأربعاء 7 مايو 2025

ثقافة

أدباء نوبل| البلجيكي موريس ماترلينك.. صاحب قلم أقوى كتيبة من الجندي المسلح

  • 6-5-2025 | 17:28

البلجيكي موريس ماترلينك

طباعة
  • همت مصطفى

تعد جائزة «نوبل»، أشهر جائزة عالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب من الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر و يحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.

ومع قسم الثقافة في بوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901 في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.

نلتقى اليوم مع الكاتب والمسرحي «موريس ماترلينك»
نداهة الشعر في بداية الطريق

ولد «موريس ماترلينك» في مدينة جنت ببلجيكا، ودرس في عام 1874م، في مدرسة «سانت باربي» اليسوعية، والتي كانت تعرض المسرحيات الدينية فقط، فيما كانت الأعمال الرومانسية الفرنسية للانتقاد الشديد وأثر ذلك على «ماترلينك» حيث كان ينفر نفورًا من الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والدين المنظم حينذاك.
وكتب «ماترلينك» في البداية  قصائد وروايات قصيرة أثناء دراسته، لكن كانت رغبة والده أراد منه أن يدرس القانون، وبعد أن أنهى دراسته في القانون  في جامعة غنت عام 1885م، وهي ثاني أقدم جامعة في بلجيكا وواحدة من أكبر الجامعات في أوروبا.
وقضى «ماترلينك» عدة أشهر في باريس، فرنسا، والتقى فيها  ببعض أعضاء الحركة الرمزية الجديدة في الأدب منهم «فيليي دو ليل أدام»، وهو الذي ترك تأثيرًا كبيرًا في حياة ورحلة «ماترلينك»، وإبداعاته

رحلات  وإبداع

وارتبط «ماترلينك» بالأماكن التي عاش فيها وقدم عنها في أدبه، فقد ورد اسم «أورلاموند» في ألبومه كوينز شانسون والذي يقدم فيه «خمسة عشر أغنية»، وذاك هو اسم القصر الصيفي «شاتو» الذي اشتراه  في نيس، فرنس افي عام 1930م.


وسافر«ماترلينك» إلى الولايات المتحدة من لشبونة على متن سفينة نيا هيلاس اليونانية كان قد فر إلى لشبونة هربًا من الغزو النازي لكل من بلجيكا وفرنسا.
أشاد بالمسرحية الأولى لـ«ماترلينك» الصحفي والناقد الفرنسي «لاوكتاف ميربو» الذي كان يكتب عنه في جريدة «لو فيغارو»، اليومية الفرنسية اليبرالية، وهي أحد أهم صحف الرأي الفرنسية إلى جانب صحيفة لوموند الفرنسية
كما ذاعت شهر«ماترلينك» سنة 1890م، وخاصة عندما كتب هو مقالا عن رواية «لاوكتاف ميربو» وتناولها بالنقد والتحليل.

فرار وقلم قوي جسور 

 قال «ماترلينك»: «عرفت أن الألمان إذا أسروني سيقتلونني فورًا، إذ لطالما اعتبرت عدوًا لألمانيا بسبب مسرحيتي «عمدة ستيلموند»التي تناولت الأوضاع في بلجيكا خلال الاحتلال الألماني عام 1918م».

على غرار زيارته السابقة لأمريكا، ما زال يجد الأمريكيين عفويين جدًا، وودودين، وفرانكو فيليين «ولعين بفرنسا» لذوقه، وجاء ذلك منشورا في صحيفة نيويورك تايمز عام 1940م.

وفي رحلة «ماترلينك» يذكر من  طرائفه أنه  كان يريد  الالتحاق في التجنيد ببلاده، فكان رد الحكومة عليه بأنها قالت «قلمك أقوى كتيبة من الجندي المسلح».

مؤلفات موريس ماترلينك

قدم «ماترلينك» إبداع الأدبي في مجالات متنوعة بين الشعر والمسرح، مجموعات شعرية ودراسات ونصوص أدبية متنوعة، وكانت أول ما قدم هي مجموعة شعرية بعنوان (سيريس شود «متحمس المخالب»)  في عام 1889م، وهو العام نفسه الذي وصل فيه مسرحيته الأولى حملت اسم «الأميرة مالين».

 قدم «ماترلينك» للأدب العالمي سلسلة من المسرحيات والتي يرتكز فيها على تناول  فيها القدرية والصوفية مثل «الدخيل» 1890م، «الأعمى وپلياس ومليساند» 1892م، ومن مسرحياته الأخرى «الأخت پياتريس»، و«الطائر الأزرق» و«ماري ماگدالينا»، والتي جعلته  من أشهر أدباء بلجيكا في زمنه.

وتقف في مقدمة أعماله ومسرحياته، مسرحية «العميان» التي تقدم كثيرا بمختلف مسرحيات العالم ومنها في مصر في مختلف التيارات المسرحية حيث تتناول مبغى وهدف الإنسان و مسعاه في الحياة.

وكتب «ماترلينك» العديد من الأعمال الأخرى، مها كنز المتواضع 1896م، وكان العمل الأكثر انتشارا وشعبية له، وتعد مسرحياته اتجاها مهما  للحركة الرمزية.

وظائف ومناصب

عاد «ماترلينك» إلى «نيس» في فرنسا بعد الحرب في 10 أغسطس عام 1947م، كان رئيسًا لنادي القلم الدولي، رابطة الكتّاب العالمية، من عام 1947م حتى عام 1949م في عام 1948م، منحته أكاديمية اللغة الفرنسية وسام اللغة الفرنسية، وكان عضوًا بارزًا في مجموعة بلجيكا الشابة «لا جون بلجيكي».

لماذا نوبل ؟

حصل «ماترلينك» على جائزة نوبل في الأدب في عام 1911 م،  والذي يعد هو البلجيكي الوحيد الذي نال نوبل في الآداب حتى الآن، وجاء في تقرير اللجنة «تقديرًا لأنشطته الأدبية ذات الجوانب المتعددة، وخاصة أعماله الدرامية، التي تتميز بخيال خيالي و بتصاميم شعرية، تكشف في بعض الأحيان في ستار حكاية خيالية، عن إلهام عميق، في حين بطريقة غامضة، فهي تجذب مشاعر القراء وتحفز خيالهم».

تكريمات وجوائز

نال «ماترلينك» وسام ليوبولد من رتبة الوشاح الأعظم 1920م، وحصل على لقب الكونت ماترلينك بموجب مرسوم ملكي من ملك بلجيكا «ألبرت الأول»  1932م

ورحل عن عالمنا الأديب والمبدع «موريس ماترلينك» في مدينة نيس في جنوب فرنسا في مثل هذا اليوم 6 مايو 1949 م كنه  صاحب أثر باق  في الأدب البلجيكي والفرنسي، حيث كان يكتب باللغة الفرنسية، وفي الأدب والمسرح العالمي.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة