قال محافظ القاهرة الدكتور إبراهيم صابر إننا نمضي بخطى واثقة نحو تحقيق رؤية المدينة الخضراء المستدامة، التزامًا بتوجيهات القيادة السياسية ووفق أهداف التنمية المستدامة لمصر 2030، مشيرًا إلى أن القاهرة تمثل المنطقة الحضرية الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط والقارة الإفريقية.
جاء ذلك خلال حضور محافظ القاهرة، اليوم الأربعاء، حفل اعتماد وإطلاق خطة عمل المدينة الخضراء لمحافظة القاهرة بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وأقيم الحفل بمناسبة انتهاء الدراسة التي أجراها المكتب الاستشاري الدولي المكلف من البنك لبدء اختيار تنفيذ عدد من المشروعات من بين 13 مشروعًا اقترحها البنك، والتي تتوافق مع أولويات المحافظة في هذه المرحلة، وذلك في مجالات تطوير البنية التحتية الخضراء كإدارة المخلفات الصلبة والمياه والصرف الصحي والطرق الحضرية والإنارة ووسائل النقل الحضرية صديقة البيئة، وكفاءة الطاقة في المباني العامة والطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في البنية التحتية للكهرباء ومناطق أخرى وفقًا لمعايير المدن الخضراء.
واستعرض المحافظ أعمال التطوير التي تمت بالقاهرة والوسائل التي طبقتها الدولة للنهوض بها، مؤكدًا أن هذا اللقاء الهام يأتي في توقيت متميز لمحافظة القاهرة، حيث تمضي بخطى واثقة نحو تحقيق رؤية المدينة الخضراء المستدامة.
وتابع أن المحافظة شهدت نموًا سكانيًا كبيرًا، حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من 11 مليون نسمة، بالإضافة إلى وجود عدد مماثل يأتي من المحافظات المجاورة يوميًا للعمل أو الحصول خدمات.
وأضاف أنه على الرغم من التحديات البيئية والضغط الشديد على البنية التحتية للمحافظة، فإننا ملتزمون بالحفاظ على تراثنا العريق بالتزامن مع عمليات التطوير المستمرة، حيث تتبنى محافظة القاهرة رؤية واضحة، فهي مدينة مستدامة، نظيفة، تجمع بين القديم والحديث.
وأشار إلى أن المحافظة شهدت خلال الـ10 سنوات الماضية نقلة نوعية بكافة المجالات وبالأخص منظومة الطرق والمحاور، وكذلك وسائل النقل المستدام والتي ساعدت على تطوير خدمات الطرق مما سهل التنقل داخل المحافظة وكذلك التوسع في إنشاء المساحات الخضراء، مع التوسع في إقامة المجتمعات السكنية الآمنة للعيش والتي تراعى الحياة الكريمة والمستقبل الأفضل لحياة المواطنين.
ولفت إلى أنه في هذا الإطار من الاهتمام بالاستدامة والقضايا البيئية الملحة التي تعد من أهم اهتمامات المحافظة، فقد قامت المحافظة بتوقيع اتفاقية تنفيذ مشروع خطة عمل المدينة الخضراء بالقاهرة، بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وتم بداية العمل على تطوير خطة العمل بداية من يوليو 2023.
وأوضح أن الهدف من المشروع تقديم الحلول الاستشارية لمحافظة القاهرة لتحديد وترتيب الأولويات لمواجهة تحدياتها البيئية الأكثر إلحاحًا، ومخاطر تغير المناخ، على أن يتم معالجة هذه القضايا من خلال طرح مجموعة من المشروعات القصيرة والطويلة الأمد والتي تستهدف القطاعات المختلفة في البنية التحتية، وتقديم سبل تنفيذها من خلال الاستثمارات المستهدفة في البنية التحتية ، بالإضافة إلى تقديم المقترحات الداعمة، كما يعمل المشروع كأداة لاجتذاب التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات المقترحة بالقطاعات المختلفة من أجل تنمية حضرية مستدامة.
وقال "إن المحافظة قامت بوضع خطة عمل طموحة لتحويل العاصمة إلى نموذج يحتذى به في الاستدامة الحضرية، من خلال تطوير قطاعات الطاقة، وتوسيع المساحات الخضراء، وتعزيز البنية التحتية الذكية".
وأضاف "تستند هذه الخطة إلى التعاون الوثيق مع الوزارات المعنية وهي التنمية المحلية والتخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بالتنسيق والتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ضمن برنامج المدن الخضراء الذي يهدف إلى معالجة التحديات التي تساعد على خفض الانبعاثات الكربونية، وتحسين جودة الحياة للمواطنين".
وأكد أن المحافظة قد أقامت عددًا من ورش العمل واللقاءات المتعددة بين الفرق الفنية للمحافظة والهيئات المختلفة الممثلة لمحافظة القاهرة وبين أصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص، مع الفريق الاستشاري للبنك الأوروبي، حيث تم تحديد قائمة مختصرة بأهم الأولويات التي ينبغي العمل على تنفيذها، واستقرت الدراسة على تحديد 13 مشروعًا متكاملًا تغطي القطاعات المختلفة بما يشمل المواصلات والمرور والمساحات الخضراء، والطاقة، والمباني، والبنية التحتية من مياه وصرف صحي، وكذلك تجميع ومعالجة المخلفات.
وتابع أنه كان في مقدمة هذه المشروعات، مشروع موقف الحافلات الكهربائية الذكي بمدينة بدر وتمويل عدد من الحافلات الكهربائية لصالح هيئة النقل العام بالقاهرة، وكذلك مشروع تطوير محطات تجميع ونقل المخلفات البلدية الصلبة لتغذية مجمع العاشر من رمضان الجديد لمعالجة وإدارة المخلفات الصلبة.
وأكد أن المحافظة تؤمن بأن التحول إلى مدينة خضراء ليس خيارًا، بل ضرورة تفرضها التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، وهو مسار يتطلب تضافر الجهود من جميع الشركاء، من القطاع الحكومي والخاص والمجتمع المدني، لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
ودعا المحافظ الجميع للمشاركة الفاعلة في تنفيذ هذه الخطة الطموحة، لنصنع معًا مستقبلًا أكثر إشراقًا لعاصمتنا القاهرة، ونترك إرثًا حضاريًا يليق بتاريخها العريق وطموحات أبنائها.
وأعرب عن التقدير للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، هذا الشريك الاستراتيجي الهام، الذي أثبت دومًا التزامه بدعم خطط التنمية والإصلاح في مصر، مثمنًا جهود وزيرتي التخطيط والتنمية المحلية والزملاء بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والفريق الاستشاري للمشروع، على المساهمات والجهود في تحقيق التطور المنشود لمحافظة القاهرة.
يذكر أن محافظة القاهرة قد انضمت لبرنامج البنك الأوروبي للمدن الخضراء في يوليو 2019، كما وقعت مذكرة تفاهم مع البنك في أبريل 2021 برعاية وزارة الاستثمار.