الجمعة 9 مايو 2025

فن

في ذكرى وفاة أحمد مظهر.. أزمات أسرية وصداقة خالدة في حياة فارس السينما المصرية

  • 8-5-2025 | 03:26

أحمد مظهر

طباعة
  • ندى محمد

في مثل هذا اليوم، الثامن من مايو، رحل عن عالمنا في عام 2002 واحد من أعظم رموز السينما المصرية، الفارس النبيل والفنان المثقف "أحمد مظهر"، الذي لم يكن مجرد ممثل، بل كان ظاهرة فنية وإنسانية استثنائية، مما جعل الجمهور يطلق عليه لقب " فارس السينما المصرية".


ولد أحمد مظهر في القاهرة عام 1917، ونشأ في أسرة تُعلي من شأن العلم والموهبة، فشق طريقه من ميادين الفروسية إلى قلوب الجماهير عبر الشاشة الكبيرة، واستطاع أن يترك بصمة لا تُمحى بأدواره الراقية، وشخصيته المتزنة، وعلاقاته المميزة، خاصة صداقته المتينة مع مريم فخر الدين، التي استمرت حتى وفاته، ورغم ما واجهه من أزمات وخلافات أسرية، ظل أحمد مظهر رمزًا للفن الرفيع، وسطر اسمه بأحرف من نور في ذاكرة السينما العربية.

أزماته الأسرية


واجه الفنان الراحل أحمد مظهر العديد من الأزمات في حياته الشخصية، إذ دخل في خلافات حادة مع أبنائه، واتهمهم ووالدتهم بالتقصير والإهمال، ما أدى إلى انهيار العلاقة بينه وبين زوجته رغم تعلقه الشديد بها.

أحمد مظهر وزوجته


كما رفض بشكل قاطع دخول شقيقته فاطمة إلى الوسط الفني، لكنها لم تستجب لرغبته، فقرر مقاطعتها لسنوات طويلة، في واحدة من أكثر محطات حياته الخاصة تعقيدًا.

ثنائي لا يُنسى أحمد مظهر ومريم فخر الدين


جمع أحمد مظهر ومريم فخر الدين، صداقة قوية استمرت لسنوات طويلة حتى وفاته في 8 مايو عام 2002، لتلحق به مريم بعد أكثر من عقد، في 3 نوفمبر عام 2014.


وكشفت مريم فخر الدين عن بداية صداقتها بـ أحمد مظهر في أحد لقاءاتها التليفزيونية مع صفاء أبو السعود، وأشارت أن معرفتها بمظهر بدأت أثناء ثورة 23 يوليو 1952، حين كان لا يزال يحمل رتبة "بكباشي"، وكان يتمتع باحترام واسع من المحيطين به، خاصة لزمالته بالرئيس جمال عبد الناصر.

أحمد مظهر ومريم فخر الدين


أكدت مريم فخر الدين أن أحمد مظهر كان عاشقًا حقيقيًا للفن، وكان يمتلك وعيًا فنيًا وثقافيًا كبيرًا، وأشارت إلى أنه وافق على تجسيد شخصية شقيقها "الأمير علاء" في فيلم "رد قلبي"، رغم إدراكه أن الدور قد يُعرضه لكره الجمهور بسبب رفضه علاقة إنجي بـ"علي" ابن الجنايني، ومع ذلك، لم يتردد في قبوله، لأنه كان يؤمن بقيمة الدور ورسالة العمل، فقد كان فنانًا مثقفًا، واسع الاطلاع، لا يتوقف عن القراءة.


الاتصال الصباحي يعكس صداقة العمر


كما روت مريم فخر الدين أن أحمد مظهر اعتاد على الاتصال بها كل صباح لأكثر من 40 عامًا، وكان يبدأ حديثه بعبارته المحببة: «صباح الخير.. أكلم الأميرة إنجي؟»، فتجيبه مازحة: «مين.. البرنس علاء؟ يا ترى الناصر صلاح الدين فتوحاته إيه النهاردة؟»، في إشارة لطيفة إلى أدوارهما الشهيرة، التي بقيت حاضرة بينهما حتى في حياتهما اليومية.

أحمد مظهر ومريم فخر الدين
وأضافت مريم فخر الدين أن هذا التواصل الصباحي لم يكن مجرد مكالمة عابرة، بل كان مقدمة للقاءات معتادة بينهما، حيث كانا يتقابلان في قطعة أرض تملكها، اعتادا الجلوس فيها سويًا في هدوء الصباح. وبما أنهما كانا يستيقظان مبكرًا، غالبًا ما كان أحمد مظهر يصل قبل الموعد المحدد بدقائق، ليكون في انتظارها عند أسفل السلم، في مشهد تكرر لسنوات طويلة وأصبح طقسًا خاصًا يجمعهما.


تعاون فني مميز في تاريخ السينما


شكل أحمد مظهر ومريم فخر الدين ثنائيًا فنيًا مميزًا في تاريخ السينما المصرية، حيث جمعتهما أعمال خالدة لا تزال راسخة في ذاكرة الجمهور، من أبرزها رد قلبي (1957) والأيدي الناعمة (1963). وقد نالت هذه الأفلام مكانة خاصة، حيث اختارها النقاد ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، في استفتاء أجراه مهرجان القاهرة السينمائي عام 1996.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة