الجمعة 20 يونيو 2025

عرب وعالم

واشنطن بوست: على الهند وباكستان إيجاد سبيل لخفض التصعيد

  • 8-5-2025 | 15:25

الهند وباكستان

طباعة
  • دار الهلال

دعت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الهند وباكستان إلى يجاد سبيل لخفض التصعيد فيما بينهما قائلة إن الضربات الصاروخية الهندية على باكستان والشطر الخاضع لسيطرة باكستان من كشمير، أمس اسفرت عن مقتل العشرات، وتصعيد للصراع الناشب منذ فترة طويلة بين الجارتين. ومع ذلك، يبدو أن هذه الضربات صممت كي تكون ردا منطقيا على هجوم قاتل شنه مسلحون على سياح في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، والذي تقول الهند إنه مدعوم من باكستان.

وقالت الصحيفة -في مقال افتتاحي أوردته اليوم- إنه نظرا للمخاطر المحدقة في شبه القارة الهندية -حيث تمتلك كل من الهند وباكستان ترسانات نووية ضخمة- فقد لا يكون هذا الأمر مريحا. غير أن ضربات الهند كانت مقيدة بما يكفي لإيقاف الصراع الجديد بين البلدين عند هذا الحد ، ويبدو أن باكستان أسقطت العديد من الطائرات المقاتلة الهندية فوق الأراضي الهندية، لتظهر قدرتها على إلحاق خسائر بالمقابل. وفي حال أصرت باكستان على التصعيد بما يتجاوز ذلك، فستتحمل معظم مسؤولية الحرب غير الضرورية التي ستتبع ذلك.

وأضافت الصحيفة أن ضبط النفس مفهوم نسبي. فقد كانت هذه الضربات الأخيرة أكثر عنفا من غيرها من الاشتباكات الأخيرة بين البلدين. واستشهدت بما حدث في عام 2016 عندما عبرت القوات الهندية خط السيطرة في كشمير لمهاجمة مناطق تجمع لمسلحين بعد أن قتل مسلحون 19 من جنودها. وفي عام 2019، نفذت الهند غارات جوية ردا على هجوم انتحاري أسفر عن مقتل 40 من أفراد الشرطة شبه العسكرية الهندية ، وفي كلتا الحالتين، كان ما وصفته الصحيفة ب"الإنكار المعقول" هو المخرج. فقد زعمت الهند أنها انتقمت بما فيه الكفاية، بينما أنكرت باكستان -في إحدى الحالات- وقوع هجمات الهند، وفي حالة أخرى، أن الهند فشلت في ضرب أي شيء.

واستطردت الصحيفة قائلة إن هذه المرة، لن يكون الإنكار بهذه السهولة. إذ كانت ضربات الهند داخل كشمير الخاضعة للسيطرة الباكستانية أوسع نطاقا، حيث أصابت أهدافا في إقليم البنجاب الباكستاني لأول مرة منذ حرب عام 1971. وتقول نيودلهي إن هجماتها كانت مصممة لعدم إصابة أي أهداف عسكرية باكستانية، ولتكون "غير تصعيدية"، بينما يرد المسؤولون الباكستانيون من جانبهم بالقول إن هذه الضربات تعد عملا حربيا وأنها أسفرت عن مقتل 31 شخصا، بينهم أطفال ومدنيون آخرون .

وأشارت واشنطن بوست إلى أن هجوم باهالجام في 22 أبريل على وجهة سياحية شهيرة في الشطر الخاضع لإدارة الهند من كشمير كان تصعيدا مروعا في حد ذاته.

واستهدف مسلحون يرتدون الزي العسكري، المدنيين بشكل مباشر مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 25 هنديا ومواطن نيبالي واحد. 

وكان هذا الهجوم الأكثر دموية على المدنيين في المنطقة منذ هجمات مومباي عام 2008.

وأوضحت الصحيفة أنه رغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاول النأي بنفسه عن الصراع إذ قال عند سؤاله عن الضربات الهندية: "آمل أن تنتهي بسرعة كبيرة" - إلا أن وزير الخارجية ماركو روبيو يسعى -على نحوٍ مثير للإعجاب- للتوسط بين الجانبين، وحث على الحوار وضبط النفس، مشيرة إلى أنه في ضوء أعمال العنف الأخيرة، لا بد من تكثيف هذه الجهود.

ورأت الصحيفة أن هناك مخرجا معقولا من هذا المأزق ويمكن أن يتبع سيناريو مألوفا: يمكن لكلا الجانبين إعلان النصر. ويبدو أن الهند قد دفعت بالفعل ثمنا باهظا لتنفيذ هجماتها بخسارة طائراتها المقاتلة. ومع ذلك، تصر على أن ضرباتها كانت انتقاما كافيا لفظاعة باهالجام. وينبغي على أصدقاء باكستان -بمن فيهم الصين- الآن المساعدة في إيجاد رواية مقبولة لجانبهم، ربما بالادعاء بأن إسقاط الطائرات الهندية قد أعاد الردع.

واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة إنه بمجرد أن يتراجع الجانبان عن حافة الهاوية، ستكون هناك حاجة لاستمرار الدبلوماسية. ويمكن للهند إعادة العمل بمعاهدة مياه نهر السند مع باكستان التي علقتها بعد هجوم باهالجام، ربما مقابل جهود ملموسة من باكستان لكبح جماح المسلحين داخل حدودها. والأهم من ذلك كله، ينبغي على نيودلهي وإسلام آباد العمل على إعادة بناء قنوات الاتصال الدبلوماسية والعسكرية الخلفية، مؤكدة أن سياسة حافة الهاوية النووية مرعبة في أي سياق وتزداد سوءا عندما لا يتواصل الجانبان.

الاكثر قراءة