قال الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الثقافة الإسلامية اعتنت بذوي الهِمَم في مختلِف العصور، مؤكدا أنَّ هذا الاهتمام لم يكُن طارئًا أو استثناءً؛ بل هو نابع من جوهر الشريعة الإسلامية التي كفلت لهم الاحترام والدمج والمشاركة الفاعلة في المجتمع، وأنَّ التاريخ الإسلامي زاخر بنماذجَ مشرقةٍ من هذه الفئة؛ مثل: عبد الله بن أم مكتوم، وعتبان بن مالك، وغيرهم ممَّن خلَّدت كُتُب التراث أسماءهم.
جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الذي نظَّمته لجنة خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة الأزهر، اليوم الخميس، تحت عنوان : (المرأة في حياة ذوي الاحتياجات الخاصَّة في إطار التنمية المستدامة)، وذلك تحت شعار (هي تستطيع)، بحضور رئيس جامعة الأزهر، ووزير الأوقاف، ولفيف من قيادات الأزهر والعديد من المؤسَّسات العامَّة والأهليَّة .
وأعرب الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية -في كلمته التي ألقاها بالنيابة عنه حسن يحيي الأمين العام المساعد للجنة العُليا للدعوة بالأزهر- عن بالغ شكره وتقديره لجامعة الأزهر على اختيارها الموفق لعنوان المؤتمر، الذي يعكس حرص الجامعة العريقة على تناول قضايا المرأة وذوي الهمم ضمن منظومة الوعي المجتمعي والتنمية الشاملة، مؤكدًا أن َّالأزهر الشريف -بجذوره العميقة- لا يزال حاملًا للواء الفكر وموجِّهًا للرَّأي العام .
وشدَّد الأمين العام المساعد للجنة العُليا للدعوة على أنَّ الإسلام سَبَقَ غيرَه من الحضارات في ترسيخ حقوق ذوي الهمم، وتأكيد العديد من القواعد؛ مثل: (التكليف على قَدْر الوسع)، و(المشقَّة تجلب التيسير)، مستشهدًا بالعديد من الآيات الكريمة التي رسَّخت هذا المفهوم، داعيًا المؤسسات الأكاديمية والاجتماعية لتقديم نماذج مشرفة من ذوي الهِمَم تُسهِمُ في بناء المجتمع .
وفي ختام الكلمة، أكَّد الدكتور حسن يحيى أنَّ مجمع البحوث الإسلامية يثمِّن هذا الجهد المبارك، ويؤكِّد دعمه الكامل لكل المبادرات التي تسعى إلى دَمْج ذوي الهِمَم
وتمكينهم، راجيًا أن يُثمر المؤتمر عن توصيات عمليَّة تُترجم إلى برامجَ واقعيةٍ تسهِّل حياتهم، وتحقِّق لهم الكرامة والاندماج.