كشفت دراسة أجراها علماء يابانيون من جامعة شيزوكا عن مفاجأة صادمة، حيث ذكرت أن انخفاض معدلات المواليد في جميع أنحاء العالم قد يؤدي إلى اختفاء تدريجي وغير قابل للإصلاح للأنساب واللغات والثقافات.
وأوضحت الدراسة التي نشرتها مجلة PLOS One، أنه من خلال النمذجة الرياضية، وجد الباحثون أنه لاستدامة السكان، يلزم متوسط إنجاب لا يقل عن 2.7 طفل لكل امرأة. وقد راعى النموذج التقلبات العشوائية في معدلات المواليد والوفيات والتوازن بين الجنسين.
على الرغم من أن إجمالي عدد سكان العالم لا يزال ينمو، إلا أن الوضع الإقليمي مثير للقلق، إذ أن ثلثا سكان العالم في بلدان يقل فيها معدل المواليد عن الحد الحرج البالغ 2.1. في اليابان، يبلغ المعدل 1.3، وفي كوريا الجنوبية - وهو أدنى مستوى قياسي بلغ 0.87، وفي الولايات المتحدة الأمريكية - 1.66. علاوة على ذلك، قد تكون معدلات الانخفاض الفعلية أكثر حدة بكثير من التوقعات، فعلى سبيل المثال، قد ينخفض عدد سكان اليابان، وفقًا للحسابات، بمقدار الثلث في غضون جيل واحد فقط.
ومن المثير للاهتمام أنه في ظل الظروف المُرهِقة، تُفعِّل الطبيعة آليةً وقائيةً: إذ تحدث زيادة طفيفة في عدد الإناث عند الولادة، مما يزيد من فرص بقاء السكان. وقد لُوحظت هذه الظاهرة لدى كلٍّ من البشر والحيوانات.
ويؤكد المؤلفون: إن الاستدامة لا تتعلق فقط بالأعداد، بل تتعلق أيضًا بالحفاظ على التراث الثقافي والجيني للإنسانية.