الإثنين 12 مايو 2025

تحقيقات

65 ألف طفل مهددون بالموت.. المجاعة تفتك بأهالي غزة

  • 10-5-2025 | 13:40

الجوع بغزة

طباعة
  • محمود غانم

كارثة إنسانية بكل المقاييس يتعايش في ظلها قطاع غزة، الذي تمنع إسرائيل عنه دخول الإمدادات الإنسانية والغذائية بشكل كامل منذ مطلع مارس الماضي، في ظل عجز المجتمع الدولي عن تدراك الأزمة عبر دفع السلطات العبرية لإعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات.

مجاعة تفتك بالمدنيين في غزة

أكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة، أن الاحتلال الإسرائيلي يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين، حيث يواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني عبر إغلاق المعابر ومنع دخول 39 ألف شاحنة مساعدات ووقود ودواء، في انتهاك صارخ للقانون الدولي. 

وأضاف المكتب -في بيان صادر عنه أمس الجمعة- أن جميع المخابز في قطاع غزة توقفت عن العمل منذ 40 يومًا، ما أدى إلى حرمان الأهالي من الخبز، الغذاء الأساسي، وتفاقم المجاعة وسوء التغذية، لا سيما بين الأطفال والمرضى وكبار السن. 

وجراء هذا الوضع، أصبح أكثر من 65 ألف طفل فلسطيني مهددين بالموت بسبب سوء التغذية وانعدام الغذاء، نتيجة استخدام إسرائيل سياسة التجويع كسلاح ضد المدنيين، حسب المكتب. 

وشدد على أن الحاصل يمثل استخدامًا ممنهجًا للتجويع كسلاح حرب، ما يرقى إلى جريمة إبادة جماعية، محملًا إسرائيل والدول الداعمة لها، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة وتبعاتها الإنسانية الكارثية.

وحتى يتم تدارك الوضع، طالب مكتب الإعلام المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن بالتدخل الفوري والعاجل لوقف الحصار، وفتح المعابر بشكل غير مشروط لإدخال المساعدات الغذائية والإنسانية والأدوية والوقود.

 وفي وصفه للمشهد المتأزم، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، اليوم، أن الفلسطينيين في قطاع غزة يموتون (جوعًا) في ظل الحصار الإسرائيلي التام المفروض عليهم للشهر الثالث على التوالي.

وشدد على أن المعاناة في القطاع الفلسطيني تجاوزت كل التصورات، حيث إن العائلات في غزة تضطر للمخاطرة بحياتها للوصول إلى الغذاء، كما شدد على الحاجة الملحة لرفع الحصار فورًا من أجل تمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين.

المجاعة بغزة 

ودخل قطاع غزة في حالة مجاعة نتيجة قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمنع دخول أي مساعدات إنسانية أو غذائية إليه منذ الثاني من شهر مارس الماضي، في مسعى منها لجعله بيئة غير صالحة للسكن الآدمي.

وتجاهلت إسرائيل كافة التحذيرات الدولية والأممية بشأن تداعيات هذا الإجراء على أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة، حيث واصلت إغلاق المعابر ومنعت دخول أي إمدادات إنسانية أو غذائية، استمرارًا في سياسة التجويع التي دأبت على استخدامها ضد الفلسطينيين.

ولا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تزعم حتى الآن أنها تعمل على حل أزمة منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة، رغم أنها لم تُظهر حتى الآن مساعي جدية في هذا الإطار، فضلًا عن قيامها بترديد المزاعم الإسرائيلية التي تبرر استخدامها سلاح التجويع ضد الفلسطينيين.

وفي يوم الخميس الماضي، قالت الولايات المتحدة، إنها على بعد خطوات من إيجاد حل لمعضلة وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، موضحة أن هناك مؤسسة جديدة ستتولى إيصال المساعدات إلى الفلسطينيين هناك.

وتعقيبًا على ذلك، أكدت حركة حماس، أن الخطة الأمريكية لتوزيع المساعدات في غزة ليست بعيدة عن التصور الإسرائيلي لعسكرة المساعدات، محذرة أطرافًا محلية من التحول إلى أدوات في مخططات الاحتلال، حيث تقضي الخطة الأميركية بأن تلك الأطراف ستساعد في تأمين توزيع المساعدات، حسب قولها.

وشددت حماس على أن هذه المخططات ستفشل مثل سابقاتها كما حصل مع الرصيف البحري الذي أنشأته الولايات المتحدة العام الماضي على ساحل غزة بحجة إدخال المساعدات.