وافقت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أخيراً على بناء كاسحة جليد قطبية جديدة ثقيلة بكامل مكوناتها لمصلحة قوات خفر السواحل، في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتعزيز صناعة بناء السفن وتأمين الملاحة البحرية في ظل تصاعد المنافسة في منطقة القطب الشمالي.
وذكرت مجلة "ميليتري نيوز" أنه من المقرر أن تتولى تشييد الكاسحة الجليدية الجديدة شركة "بولينجير" لبناء السفن، لافتة إلى أنها أول كاسحة جليد قطبية ثقيلة يجري بناؤها في الولايات المتحدة الأمريكية منذ نحو خمسة عقود.
وأثنى مدير شركة "بولينجير" لبناء السفن ورئيس مجلس إدارتها بِن بورديلون على تلك الخطوة باعتبارها "إنجازاً تاريخياً" ليس بالنسبة لحوض بلولينجر لبناء السفن فحسب، بل لصناعة السفن الأمريكية أيضاً.. وقال "إن إعطاء الضوء الأخضر للإنتاج الكامل يبرز مدى الثقة التي توليها حكومة الولايات المتحدة لبولينجر لإنتاج أول كاسحة جليد قطبية ثقيلة منذ ما يقرب من 50 عاما".
وتضم قوات خفر السواحل الأمريكية في الوقت الراهن كاسحة جليد قطبية ثقيلة وحيدة، التي تحمل اسم "بولار ستار"، وأخرى متوسطة الحجم يطلق عليها "هيلي".
وخرجت الكاسحة "هيلي" من الخدمة حالياً إثر حريق كهربي تعرضت له في يوليو الماضي، بينما تقترب الكاسحة الثقيلة "بولار ستار" من عقدها الخامس في الخدمة.. ولتعويض حالة الندرة التي يعانيها سلاح خفر السواحل، قام في ديسمبر الماضي بشراء كاسحة جليد خفيفة تجارية متاحة بالأسواق، وقد أعيد تسميتها "ستوريز"، لتصبح أول كاسحة جليد تدخل في خدمة أسطول قوات خفر السواحل الأمريكي منذ 25 عاماً.
ولفتت المجلة، المعنية بالشؤون العسكرية، إلى أن إعطاء الضوء الأخضر لتشييد كاسحة جليد قطبية ثقيلة يأتي في وقت تنبهت فيه القوات المسلحة الأمريكية إلى التصاعد الحاد للأنشطة البحرية الأجنبية في منطقة القطب الشمالي، بما فيها الدورية الجوية المشتركة الصينية الروسية، التي نُفذت بالقرب من آلاسكا في الصيف الماضي.
وفي الأمر التنفيذي الرئاسي الصادر في 9 أبريل، طالب الرئيس دونالد ترامب لصياغة استراتيجية جديدة لتحسين الأمن البحري في منطقة القطب الشمالي.. ويدرس المشروعون الأمريكيون، في الوقت الراهن، قانوناً توفيقياً يستهدف تدبير الموارد اللازمة لتعزيز إنتاج السفن لمصلحة قوات خفر السواحل.
ومن المقرر أن يتضمن القانون تقديم أكثر من تسعة مليارات دولار لتصنيع السفن لقوات خفر السواحل، بما قد يضمن بناء أكثر من 30 كاسحة جليد متنوعة الأحجام والقدرات التشغيلية العملياتية، وفق ما ذكرته خدمة "يو إس إن آي نيوز"، المستقلة غير الربحية المعنية بتغطية تقارير البحرية تحت رعاية "المعهد البحري" (إن آي) الأمريكي.
وأشارت إلى أن تلك السفن الجديدة قد تشتمل على ثلاث أو أكثر من كاسحات الجليد الأمنية المخصصة للقطب الشمالي، وكاسحتي جليد أمنيتين، وثماني كاسحات جليد تقليدية التصميم للقيام بالدوريات الساحلية، وأكثر من 15 كاسحة جليد سريعة للاستجابة للطوارئ.
ويتضمن التشريع الجديد أيضاً مخصصات لزيادة القدرات الجوية لخفر السواحل من خلال تمويل شراء طائرات ذات الأجنحة الثابتة والدوارة وصيانتها.
وقالت المجلة "إن الكاسحات الإضافية لا تمثل إلا جانباً من التغيرات الشاملة التي يجري الإعداد لها لسلاح خفر السواحل الأمريكي، الذي يُعاد هيكلته في الوقت الراهن، حسب المبادرة المعلن عنها أخيراً وأُطلق عليها "تصميم القوة 2028"".
وقال القائم بأعمال قائد سلاح خفر السواحل الأمريكي كيفين لونداي، في بيان بهذا الصدد، "نجري تغييرات جذرية لتجديد سلاح خفر السواحل".
وتشير المجلة إلى أن من بين التغييرات المرتقبة، إضافة منصب وزير لسلاح خفر السواحل، وهو الإجراء الذي تضمنه التشريع الذي يجري بحثه حالياً.