10-5-2025 | 14:54
محمد علوش
اختتمت مؤخراً فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان «الإسكندرية السينمائي الدولي للفيلم القصير»، في حفل بهيج استضافه مسرح سيد درويش (أوبرا الإسكندرية)، وحفلت هذه الدورة بالعديد من العروض المتميزة والندوات التى تطرقت إلى قضايا فنية هامة، الكواكب كانت هناك لتنقل لكم أبرز فاعليات هذه الدورة.
كانت البداية من استقبال المتحف اليوناني الروماني ندوة للفنانة ريهام عبد الغفور، ضمن فعاليات المهرجان، قدمها الفنان خالد كمال.
وأعربت عن سعادتها بهذه التجربة، مشيرة إلى أن التحدي الأكبر في التمثيل هو مواجهة ظروف التصوير غير المتوقعة، والحفاظ على الهدوء والتركيز.
وكشفت ريهام عن استعانتها بمدرب التمثيل رامي الجندي، الذي ساعدها على ضبط مشاعرها وتقديم أدوار أكثر عمقًا، مؤكدة حرصها مؤخرًا على تنويع اختياراتها والابتعاد عن الأدوار النمطية.
وقالت: أنا أحب دائما الخروج من منطقة الراحة، وأبحث عن الأدوار التي تستفزني فنيًا، وتحدثت عن معاناتها من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة على نجلها الصغير ، وأوضحت أن بعض ردودها على التعليقات كانت دعمًا نفسيًا له أكثر من كونها ردًا على الجمهور.
أحمد مالك.. التسويق للفنان
أُقيمت أيضا ندوة للممثل الشاب أحمد مالك بمناسبة تكريمه في المهرجان وذلك داخل المتحف اليوناني الروماني.
وعبّر أحمد مالك عن شعوره بالفخر والمسؤولية بعد حصوله على هذا التكريم، قائلاً: مع كل تكريم أشعر بمسؤولية مضاعفة، ولحظة تكريمي كانت لحظة شعرت فيها أن مجهودي بدأ يؤتي ثماره، مضيفًا: “مسيرة الممثل تمر بعدة مراحل، تبدأ من تجارب الأداء، ثم التواجد في أدوار يتم ترشيحه لها، إلى أن يصل إلى مرحلة يستطيع فيها اختيار أدواره بنفسه”.
وأشار أحمد إلى أن تمثيل جيل بأكمله هو أمر يقرره الجمهور لا الفنان نفسه، موضحا: “أنا ممثل أخلص لحرفتي وأسعى باستمرار لتطوير نفسي وتعلّم المزيد”.
وأكد مالك خلال الندوة أن التسويق الحقيقي لأي فنان يبدأ من إتقانه لحرفته، وليس من خلال الاعتماد فقط على المظاهر أو منصات التواصل الاجتماعي، مضيفًا: “أنا أعمل مع شركة مسؤولة عن التسويق، وهي التي تضع استراتيجيتي، لكنني أؤمن بأن أفضل تسويق للفنان يحدث عندما يدخل غرفة الكاستينج وهو متمكن من أدواته ويقدم المطلوب منه باحترافية”.
دور المرأة في الفن
كما أُقيمت حلقة نقاشية بعنوان “دور المرأة في الفن”، أدارتها الصحفية نجلاء سليمان، وشاركت فيها الفنانة ناهد السباعي والمخرجة والمنتجة كوثر يونس.
بدأت كوثر يونس الحديث عن تجربتها في مسلسل “80 باكو”، كونه عملًا يتناول دور المرأة، قائلة: “سعيدة بمشاركتي في فعاليات مهرجان الإسكندرية لأني أحب هذا المهرجان، مسلسل ‘80 باكو’ اختياري للفكرة كان مرتبطًا برؤية المخرج، وعملت مع المؤلفة غادة عبد العال على تطوير النص، أكثر ما جذبني أن البطلة كانت تشبهني في مشاعرها، لأنها كانت منسوبة لمكان وهذا كان محرك مشاعرها، بجانب ذلك، كل شخصية كانت تعاني من مشكلة مختلفة”.
وأضافت: كامرأة، شعرت أن شخصية بوسي تلمسني بشكل ما، لأنها كانت تحاول جمع 80 باكو كي تتزوج، ردود الأفعال أبهرتني، خصوصًا تعليقات السيدات بأن الشخصيات تشبههن، طريقة حكي الحدوتة كانت تركيزي الأكبر.
وتحدثت الفنانة ناهد السباعي عن الأدوار التي تبرز صورة المرأة في المجتمع، قائلة: “كل دور قدمته يحتوي جانبًا من شخصيتي، وهناك أدوار أفضلها عن غيرها، لكنني أتعلم من كل تجربة، مثلًا، فيلم (يوم للستات) كان قريبًا مني، وأيضًا مسلسل (منورة بأهلها)، معظم أعمالي مع المخرج يسري نصر الله والمخرجة كاملة أبو ذكري أحبها كثيرًا”، وأكدت: “أنا حريصة على أن تكون أدواري مختلفة، وأرى نفسي محظوظة لأنني تعاونت مع ممثلين وصناع كنت أتمنى العمل معهم، في بدايتي، كانت أدواري محصورة في شخصية الفتاة الشعبية”.
رقمنة التراث
كما استقبل المتحف اليوناني الروماني ندوة بعنوان “رقمنة التراث الفني وتحديات الحفاظ على الموروث الثقافي”، ضمن الفاعليات، شارك في الندوة النجم محمود حميدة، والفنانة بشرى، وخالد حميدة، الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات وحازم عطار، مؤسس مبادرة “تراثنا وأجيالنا”.
أكد محمود حميدة خلال الندوة أهمية توعية المجتمع بأهمية الأرشفة، مشيرًا إلى أن التاريخ السينمائي لا يمكن دراسته أو العودة إليه دون وجود أرشيف منظم.
وأشار إلى أن السينما بدأت صامتة، وأُضيف إليها شريط الصوت عام 1932، ثم تطورت أدوات العرض، ودخلت عليها الألوان بعد الأبيض والأسود الذي كان يعتمد على النور والظل، لكن عندما تم تلوين النيجاتيف الأبيض والأسود، فقدنا أصل بعض الأعمال الفنية.
وقال محمود حميدة: “أتعامل مع الذكاء الاصطناعي باعتباره أداة معرفية، ولا ينبغي أن نصاب بالذعر أو الخوف منه.
وشددت بشرى على أن رقمنة التراث ضرورة وطنية لمواكبة تطورات العالم، مشيرة إلى أن توثيق الإسهامات الفنية والتراثية يصب في مصلحة الأجيال القادمة ويعزز الهوية الثقافية.
الذكاء الاصطناعي وصناعة السينما
استضاف المهرجان أيضًا ندوة بعنوان “الذكاء الاصطناعي وصناعة السينما”، بمشاركة عمروش بدر، مخرج ومدير قسم أفلام الذكاء الاصطناعي، والدكتور محمد المنوفي، خبير البرمجيات، ومحمود أمين، فنان بصري ومحرك، وسيف عبد الله، مخرج ومصور وصانع أفلام ذكاء اصطناعي، وأدارت الندوة الكاتبة الصحفية والإعلامية منى حجاب.
ناقشت الندوة العديد من المحاور، أبرزها كيف أصبح الذكاء الاصطناعي عنصرًا فاعلًا في كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة إلى الإخراج وحتى التسويق، وتحدث المشاركون حول أن الذكاء الاصطناعي لا يلغي الإبداع، بل يعززه، مؤكدين على ضرورة وجود ضوابط تحمي حقوق المبدعين في عصر الذكاء الاصطناعي، كما شهدت الندوة نقاشًا مفتوحًا وتفاعليًا مع الجمهور حول التحديات والفرص في هذا المجال المتطور.
واختتم المهرجان نشاطاته الموازية بندوة “كيفية إدارة المهرجانات السينمائية وصناديق الدعم”، أدارها المخرج أمير رمسيس، بمشاركة المخرجة والمبرمجة الفرنسية كاميلي «اريني من مهرجان كليرمونت فيران للأفلام القصيرة، والناقد المصري محمد طارق، المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والمنتج المغربي شرف الدين زين العابدين، رئيس مهرجان الداخلة السينمائي، والمخرج المصري محمد محمود، رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير.
حيث أكد محمد محمود أن الجمهور السكندري بات شريكًا أساسيًا في نجاح المهرجان على مدار السنوات العشر الماضية، مشيرًا إلى أن الدورة الحادية عشرة هي ثمرة علاقة قوية بنيت بين المهرجان وأهالي المدينة.
وأوضح محمد أن المهرجان عمل منذ انطلاقه على التواصل الدائم مع الجمهور وتعريفه بطبيعة الأفلام المعروضة، مضيفًا: “منذ البدايات كنا نروّج للمهرجان بعدة طرق، والهدف الأساسي هو الوصول للجمهور، لأن صانع الفيلم القصير يبحث دائمًا عن التفاعل المباشر مع المشاهد”.
وأشار محمود إلى أن تنوع الأفلام المعروضة ساعد على تلبية أذواق مختلفة، ما عزز ثقة الجمهور بالمهرجان عاما بعد عام، مؤكدًا حرص إدارة المهرجان على إشراك كوادر من مدينة الإسكندرية، سواء في التنظيم أو الترجمة، من طلاب الجامعات المحلية، ما ساهم في خلق شعور بالانتماء والانتظار السنوي للمهرجان.
تحدثت المبرمجة كاميلي «اريني عن تجربتها مع مهرجان كليرمونت فيران للأفلام القصيرة، موضحة أن المهرجان الفرنسي يولي اهتمامًا كبيرًا بالأفلام القصيرة، وتم عرض مجموعة من الأفلام المصرية خلال فعالياته. وأضافت أن تقديم المشاريع من خلال المهرجان يمثل فرصة قيمة، لافتة إلى وجود تجربة حية العام الماضي لمخرج من الإسكندرية تم تقديم عمله من خلال المهرجان.
كما كشف محمد طارق عن تجربته مع مهرجان “القاهرة السينمائى”، قائلاً: “مهرجان القاهرة السينمائي تحدياته كانت مختلفة، حيث إن فعالياته متنوعة وتشمل أيام القاهرة لصناعة السينما وماستر كلاس متنوعة والفعاليات ومنصة الدعم، وهو ملتقى للصناع والسينمائيين”.
وأضاف: «فكرة المشاركة بالمهرجان والظهور بفعالياته مهمة حتى لو لم يحصل المشاركون منه على جوائز، فهو فرصة للمعرفة، ومثال على ذلك فيلم المخرج مراد مصطفى (عائشة لا تستطيع الطيران) الذي سيشارك بمهرجان كان الشهر المقبل».
وتحدث أيضًا عن أن المهرجان، بداية من الدورة المقبلة، سيضمن حقوق الفائزين بالجوائز أكثر من خلال عمل عقود مع الصناع للحصول على الجوائز، قائلاً: “سنوقع عقودًا بالجوائز ضمانا لحقوق المبدعين العام القادم”.
شملت فعاليات المهرجان عروضا لأفلام قصيرة من مصر والعالم، بالإضافة إلى ندوات وورش عمل تهدف إلى دعم المواهب السينمائية الشابة وتعزيز الحوار حول قضايا الفن والسينما.
يذكر أن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، الذي تأسس عام 2015، يقام سنويا في شهر أبريل بمدينة الإسكندرية، ويهدف إلى إتاحة الفرصة أمام صناع السينما لعرض أعمالهم على الجمهور تحت رعاية الهيئة العامة لتنشيط السياحة.
وقدمت إدارة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير النسخة الحادية عشرة بعد 10 دورات ناجحة أسفرت عن تأهل الأفلام الفائزة بجائزة هيباتيا الذهبية لجوائز الأوسكار بداية من النسخة الحالية، وذلك من قبل أكاديمية فنون وعلوم الصورة المسؤولة عن توزيع جوائز الأوسكار.
المهرجان أسسته وتنظمه جمعية دائرة الفن، ويقام برعاية وزارة الثقافة ومحافظة الإسكندرية.