السبت 10 مايو 2025

تحقيقات

وسط مخاوف من نشوب حرب شاملة.. باكستان تطلق عملية "بنيان مرصوص" للرد على الهجمات الهندية

  • 10-5-2025 | 15:18

قوات

طباعة
  • محمود غانم

تفاقمت حدة التوتر بين الهند وباكستان في الساعات الأخيرة، عقب إعلان الأخيرة، فجر اليوم السبت، عن إطلاق عملية "بنيان مرصوص" للرد على الاعتداءات الهندية التي تعرضت لها في الأيام الماضية، وسط مخاوف من أن تؤدي الاشتباكات بين البلدين إلى نزاع شامل يهدد السلم العالمي، لا سيما أن كلا البلدين يمتلكان ترسانة من الأسلحة النووية.

وبعد سنوات من الهدوء النسبي بين الجارتين النوويتين، جاء حادث كشمير الدموي الذي أوقع 26 قتيلاً في منطقة باهالجام التابعة لإقليم كشمير والخاضعة لإدارة الهند في أبريل الماضي، ليعيد إلى الأذهان الأحقاد القديمة بين البلدين، اللذين خاضا معًا ثلاث حروب مدمرة.

ورغم أن إسلام أباد نفت أن يكون لها أي صلة بالحادث الدموي، فإن الهند ارتكبت المحظور الباكستاني، وأعلنت الثلاثاء الماضي إطلاق عملية عسكرية ضد "أهداف" في باكستان وإقليم "آزاد كشمير" المتمتع بحكم ذاتي والخاضع لسيطرتها، ما أسفر عن مقتل 31 شخصًا وإصابة 57 آخرين.

جاءكم الرد

والليلة الماضية، أفاد الجيش الباكستاني بتعرض ثلاث مطارات داخل البلاد، من بينها مطار "نور خان" بمدينة روالبندي القريبة من العاصمة إسلام آباد، للاستهداف بصواريخ من قبل الجيش الهندي.

وعقب ذلك، أعلن الجيش الباكستاني رده السريع على الاعتداء الهندي عبر إطلاق هجوم مضاد تضمن استهداف مطارات "سورت غره"، و"سيرسا"، و"باثيندا"، و"أخنور" في الهند، إضافة إلى تدمير نظام الدفاع الجوي الهندي "إس - 400" بصاروخ فرط صوتي أطلقته مقاتلة باكستانية من طراز "J-17".

وبينما أكد الجيش أن رده المسمى "بنيان مرصوص" استهدف العديد من المواقع العسكرية داخل الهند، أفاد التلفزيون الباكستاني بأن العملية أدت إلى تدمير موقع لتخزين صواريخ براهموس في بياس وكذلك قاعدتي "باثانكوت" و"أودامبور" الجويتين في الهند.

في المقابل، أكد الجيش الهندي، أن القوات الباكستانية حاولت الهجوم على أكثر من 26 موقعًا في الهند، ما ألحق أضرارًا بالأفراد والمعدات في بعض القواعد الجوية.

وبعد أن زعم الجيش الهندي أن قواته نجحت في تحييد العديد من الهجمات التي تعرضت لها البلاد، أشار إلى أن باكستان استخدمت صورايخ عالية السرعة لاستهداف قاعدة جوية في ولاية البنجاب، ولم يسمها.

وأكد أن القوات الباكستانية تستمر في هجماتها على الحدود المشتركة بينهما مستخدمة الطائرات المسيرة والأسلحة بعيدة المدى، والمقاتلات لاستهداف مواقع عسكرية هندية، حسب زعمه.

وبالنسبة للخسائر في الأرواح، أقر الجيش الهندي بمقتل خمسة أشخاص على الأقل جراء الهجمات الباكستانية، ولم يقدم أي تفاصيل عن عدد المصابين.

ويبدو أن مسلسل التصعيد سيستمر بين الجارتين النوويتين، حيث ذكر الجيش الباكستاني، في أعقاب تنفيذ عملية "بنيان مرصوص"، أن الهند استهدفت مدينة "أمريتسار" الواقعة في إقليم البنجاب شرقي البلاد بـ5 صواريخ باليستية، مؤكدًا أنه سيرد على هذا الهجوم.

وفي الجزء الباكستاني من كشمير، قتل في الساعات الأخيرة 13 شخصًا، فضًلا عن إصابة 50 آخرين، جراء تبادل لإطلاق النار بين الهند وباكستان، حسب ما أعلنته هيئة إدارة الكوارث هناك.

نحو التهدئة

 في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الباكستاني، محمد إسحق دار، أن الهند إذا أوقفت هجماتها على بلاده، فإنها ستتخذ خطوة مماثلة وتتوقف عن الرد، مؤكدًا أن إسلام أباد "تريد السلام دون هيمنة أي بلد".

بالمقابل، أكد سوبرامنيام جاي شانكار، وزير الخارجية الهندي، أن نهج الهند كان وسيبقى مدروسًا ومسؤولًا، حسب ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء.

ووسط مخاوف من تحول الاشتباكات إلى حرب شاملة، أجرت الهند وباكستان أول اتصال هاتفي منذ تزايد التوتر بينهما، في ما يبدو أنه محاولة لتدارك الموقف قبل أن يتحول إلى صراع على نطاق أوسع، حسب موقع "سي إن إن نيوز 18" الهندي.

من جانبه، دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في اتصالين هاتفيين أجراهما مع نظيريه الباكستاني محمد إسحق دار، والهندي سوبرامانيام جايشانكار، البلدين إلى إعادة الاتصال المباشر لبحث خفض التصعيد.

وأكدت الولايات المتحدة دعمها لإطلاق محادثات بناءة بين نيودلهي وإسلام أباد لمنع النزاعات المستقبلية، وفقًا لبيان وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم السبت.

    

أخبار الساعة

الاكثر قراءة