أكد الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي والمستشار القانوني المصري السابق في حلف الناتو في البلقان، أن الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، اليوم، يمثل لحظة ترقب حذر في ظل تاريخهما الطويل من الصراعات والعداوات.
وأضاف الدكتور أيمن سلامة، في حديث لـ"دار الهلال"، أن هذا الاتفاق يمثل خطوة أولى نحو تخفيف التوتر على طول خط المراقبة المتنازع عليه في كشمير والحدود الدولية، غير أن تحويله إلى سلام دائم يواجه تحديات جمة تتجاوز مجرد التوقف عن إطلاق النار.
وأوضح أن التجارب السابقة لوقف إطلاق النار بين البلدين، غالبًا ما كانت قصيرة الأجل وهشة، وسرعان ما تنهار بسبب حوادث حدودية أو اتهامات متبادلة بدعم الإرهاب عبر الحدود.
أما عن هذه المرة، فقد يكون الوضع مختلفًا بعض الشيء إذا أخذنا في الاعتبار الضغوط الإقليمية والدولية المتزايدة على كلا البلدين لخفض التصعيد، بالإضافة إلى التكلفة الاقتصادية والاجتماعية الباهظة للنزاع المستمر، حسب أستاذ القانون الدولي.
ومع ذلك، يتساءل "سلامة" حول الآليات المحددة التي تم الاتفاق عليها لضمان صمود وقف إطلاق النار: هل يتضمن الاتفاق الحالي آليات للمراقبة المشتركة أو وجود طرف ثالث محايد للتحقق من الالتزام؟ وهل هناك "قواعد سلوك" واضحة تم الاتفاق عليها لتجنب أي استفزازات أو سوء فهم يمكن أن يؤدي إلى تجدد الاشتباكات؟.
وفي غضون هذه التساؤلات، يؤكد أن وجود آلية للاتصال المباشر بين القادة العسكريين على الأرض أمر بالغ الأهمية لنزع فتيل أي حوادث طارئة ومنعها من التفاقم.
وعلاوة على ذلك، شدد على أن نجاح وقف إطلاق النار يعتمد بشكل كبير على الإرادة السياسية لدى القيادتين في نيودلهي وإسلام أباد، متسائلًا: هل هناك استعداد حقيقي لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاع، بما في ذلك قضية كشمير؟ أم أن وقف إطلاق النار يهدف فقط إلى توفير فترة هدوء مؤقت؟.
وختامًا، أكد الدكتور أيمن سلامة، أن وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان يمثل بصيص أمل في منطقة مضطربة، لكن تحويل هذا التوقف المؤقت للعنف إلى سلام دائم يتطلب أكثر من مجرد اتفاق على الورق.
وأردف إنه يتطلب بناء الثقة، ووضع آليات مراقبة فعالة، والأهم من ذلك، إرادة سياسية حقيقية لمعالجة القضايا العالقة التي تغذي الصراع منذ عقود، وبدون هذه العناصر، قد يكون هذا الاتفاق مجرد هدنة هشة أخرى على خط نار طويل ومستعر.
اتفاق وقف إطلاق النار
واليوم السبت، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، توصل الهند وباكستان إلى اتفاق لوقف شامل وفوري لإطلاق النار، نتيجة وساطة بلاده بين الجارتين النوويتين.
جاء ذلك بعد أسابيع من تزايد حدة التوتر بين البلدين، حيث تبادل الطرفان الضربات العسكرية بشكل مباشر على خلفية الحادث الدموي في كشمير، الذي أوقع 26 قتيلاً في منطقة باهالجام التابعة لإقليم كشمير والخاضعة لإدارة الهند في أبريل المنصرم.