الأحد 11 مايو 2025

فن

من البنوك إلى خشبة المسرح.. رحلة ممدوح وافي مع الفن في ذكرى ميلاده

  • 11-5-2025 | 02:45

ممدوح وافي

طباعة
  • ندى محمد

تمر اليوم 11 مايو ذكرى ميلاد الفنان الراحل ممدوح وافي، الذي لم يكن مجرد ممثل عابر في تاريخ الفن، بل كان قلبًا نابضًا بالمحبة والإخلاص، وصوتًا صادقًا للفن البسيط القريب من الناس. في مثل هذا اليوم، وُلد ابن قرية المندرة بمحافظة الفيوم عام 1951، ليبدأ رحلة حياة مميزة جمعت بين البساطة والموهبة، وبين الوفاء الإنساني والفني على حد سواء. ورغم رحيله المبكر عن عالمنا، لا تزال أعماله وروحه الحاضرة في وجدان جمهوره شاهدًا على مسيرة فنية وإنسانية لا تُنسى.


بداية غير تقليدية


بدأ ممدوح وافي حياته المهنية بعيدًا عن عالم الفن، حيث عمل في أحد البنوك الحكومية في بداية مسيرته. لكن شغفه بالفن كان أكبر من أي وظيفة تقليدية، ليقرر في مرحلة مبكرة من حياته أن يُصقل موهبته عن طريق الدراسة الأكاديمية في المعهد العالي للفنون المسرحية، وهو القرار الذي فتح أمامه أبواب الشهرة والنجومية.

ممدوح وافي

من المسرح إلى الشاشة


كانت البداية الفنية لممدوح وافي في عالم المسرح عام 1979، حيث شارك في عدد من العروض المميزة مثل: "حمري جمري" و"الهمجي" و"حضرات السادة العيال" و"تزوير في أوراق عاطفية". وقد تمكن من إثبات قدراته الكبيرة في هذه الأعمال، التي جعلته يتمتع بشعبية واسعة في الأوساط الفنية.

وبعد أن نجح في المسرح، انتقل وافي إلى عالم السينما والتلفزيون، حيث قدم العديد من الأعمال التي تركت بصمة واضحة في ذاكرة الجمهور، من بينها: "إستاكوزا"، "ناصر 56"، "أبو الدهب"، "عائلة الحاج متولي"، "السيرة الهلالية"، "يوميات ونيس"، "قط وفار"، "حارة المحروسة"، "الزوجة أول من يعلم"، و"رجل من زمن العولمة".

علاقة فنية وإنسانية مع أحمد زكي


كانت علاقة ممدوح وافي بنجم السينما المصرية الراحل أحمد زكي واحدة من أكثر القصص الإنسانية تأثيرًا في حياته. فقد شارك وافي في العديد من الأعمال مع زكي، وشكلا معًا ثنائيًا فنيًا ناجحًا. لكن هذه العلاقة لم تكن فقط علاقة عمل، بل كانت صداقة حقيقية مليئة بالوفاء.

ممدوح وافي وأحمد زكي

في مرحلة متأخرة من حياتهما، رافق ممدوح وافي صديقه أحمد زكي في رحلة علاجه من مرض السرطان، ليكتشف في تلك الفترة إصابته هو الآخر بسرطان المعدة. ورغم حالته الصحية المتدهورة، إلا أن وافي كان يظل داعمًا لصديقه، يتمنى له الشفاء ويدعو له بالخير.

الوداع الأخير


في لحظات الوداع، طلب ممدوح وافي من صديقه أحمد زكي أن يُدفن بجواره بعد وفاته، على أمل أن يظلوا معًا في الحياة والموت. وبعد خمسة أشهر فقط من رحيل ممدوح وافي، توفي أحمد زكي، ليحقق رغبته ويدفن بجوار رفيق دربه.

الاكثر قراءة