أجرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، محادثات مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ووزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني في اجتماع ثلاثي استضافته تركيا، وبحث آليات التعاون لدعم الجمهورية العربية السورية في جهودها لإعادة البناء والتصدي للتحديات التي تهدد مسيرتها وأمنها واستقرارها وسيادتها.
وأكّد الوزراء، خلال الاجتماع، أهمية مأسسة التعاون بين الدول الثلاث في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية وضرورته لدعم سوريا في جهودها إعادة بناء سوريا على الأسس التي تضمن وحدتها وأمنها وسيادتها وسلامة مواطنيها.
وأجرى الصفدي قُبَيل اللقاء الثلاثي، اجتماعًا مع وزير الخارجية التركي، بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية، وفي مقدمها جهود إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتوصل لوقف دائم لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وذكرت وزارة الخارجية الأردنية ، في بيان اليوم /الاثنين/، إن الصفدي والشيباني عقدا محادثات ثنائية بحثت الخطوات العملية التي سيتخذها البلدان لتعميق التعاون ومواجهة التحديات المشتركة.
واتفق الصفدي والشيباني على عقد اجتماع موسّع يحضره الوزراء المعنيون لبحث التعاون في القطاعات المختلفة؛ تفعيلًا لمجلس التنسيق الأعلى الذي كانا اتفقا على إنشائه خلال لقائهما في دمشق الشهر الماضي ، كما بحث الوزراء التعاون القائم لمواجهة خطر تهريب المخدرات والسلاح ومواجهة الإرهاب.
وأكد الصفدي ، في مؤتمر صحفي بعد اللقاء الثلاثي، أن المحادثات خلال الاجتماع عكست موقفنا الموحّد في دعم أشقائنا في سوريا، في دعم أمنهم واستقرارهم وسيادتهم، والحرص على العمل المشترك في حرصنا لمساعدة سوريا على مواجهة كل التحديات، وكل ما يهدد المسيرة التي بدأتها بعد عقود من الخراب والدمار والمعاناة لسوريا ولشعبها الشقيق.
وقال الصفدي: "دعمنا لسوريا ، وقوفنا إلى جانبها في مواجهة كل ما يهدد أمنها واستقرارها مطلق"، مضيفا أن "استقرار سوريا هو ركيزة لاستقرار منطقتنا، وحصول الشعب السوري الشقيق على حقه في الحياة الآمنة الكريمة بعد سنوات من المعاناة أولوية بالنسبة لنا".
وشدّد على أن الأردن لن يدخر جهدًا في دعم سوريا، مشيرا إلى أن الاجتماع بحث خطوات عملية لدعم سوريا وللمساعدة في تفعيل المؤسسات، وبناء القدرات، وبناء علاقات اقتصادية تجارية استثمارية تنعكس خيرًا على الجميع.
وأشار الصفدي إلى أنه بحث ونظيراه التركي والسوري، الآليات التي يمكن من خلالها التصدى معًا لتنظيم داعش وللإرهاب بكل أشكاله، لأن الإرهاب خطر ليس فقط على سوريا، هو خطر علينا جميعًا في المنطقة.
ولفت الصفدي إلى الاجتماع الذي كان استضافه الأردن لدول جوار سوريا؛ لتكريس جهد مؤسساتي مشترك لمواجهة الإرهاب، ولحماية سوريا، ولحماية المنطقة من الشر والخطر الذي يمثله.
وقال الصفدي:"صحيح أن ثمة تحديات في سوريا، لكن ثمة فرص كبيرة أيضًا، وكلما عملنا معًا، كلما نسقنا مواقفنا، كلما استطعنا أن ندفع باتجاه الإفادة من هذه الفرص بما ينعكس خيرًا على سوريا وعلى شعبها الشقيق".
وأكّد أن التحديات الأكبر هي التحديات التي تستهدف أمن سوريا واستقرارها من الخارج، وفي مقدم هذه التحديات العدوان الإسرائيلي المتجدد على سوريا، ومحاولة إسرائيل التدخل في الشؤون السورية وبث الفرقة والفتنة والانقسام في سوريا.
وقال إن هذا أمر نتصدى له ونرفضه ونشرح للعالم كله خطورته، مضيفا : "لا حقّ لإسرائيل في أن تعتدي على الأرض السورية، ولاحقّ لإسرائيل في أن تدفع باتجاه التوتر والانقسام في سوريا، وتدخلات إسرائيل في سوريا لن تجلب الأمن لإسرائيل، ولن تجلب لسوريا إلا الخراب والدمار".
ونوه الصفدي إلى أن سوريا الآن أمام فرصة تاريخية لأن تكون آمنة مستقرة، يعيش السوريون فيها بأمن وكرامة واستقرار، بعد سنوات من المعاناة، مضيفا "هذه الفرصة يجب أن تُدعم، وتستدعي أن يتخذ العالم موقفًا واضحًا في مواجهة كل ما يهددها، بما في ذلك العدوانية الإسرائيلية، والتدخلات الإسرائيلية، وبما في ذلك ما اتفقنا على محاربته مشتركين من إرهاب وفكر تقسيمي، وفكر إرهابي متطرف".
وأكّد الصفدي أن سوريا الآمنة المستقرة هي سوريا الموحدة ذات السيادة، التي ينعم فيها كل مواطنوها بحقوقهم كاملة، وهذا ما ندعمه بالمطلق في المملكة، ونعمل على دعمه بالتنسيق مع أشقائنا في تركيا، في الدول العربية ومع المجتمع الدولي.
وشدد الصفدي، على أهمية الاستقرار والأمن في الجنوب السوري حيث أن الجنوب السوري هو حدودنا المباشرة، هو أمننا الاستراتيجي، وبالنسبة لنا في الأردن نريد للجنوب ولكل سوريا أن ينعموا بالأمن والاستقرار، وأن لا يكون في الجنوب خطر، سواء خطر إرهابي أو خطر التدخل الإسرائيلي.
وأكّد أن الأردن ينسق مع سوريا وتركيا ومع الدول العربية، ويعمل مع المجتمع الدولي من أجل وقف العدوان الإسرائيلي وإلزام إسرائيل احترام سيادة سوريا، وعدم التدخل بشؤونها حتى تستطيع سوريا أن تمضي في عملية إعادة البناء التي يستحقها الشعب السوري، وتضمن الأمن والاستقرار لكل الشعب السوري، وتحفظ حقوقه.
وقال الصفدي إن "الأردن مستمر في جهوده حتى تنسحب إسرائيل من كل الأراضي السورية وتوقف تدخلاتها في الشأن السوري"، مشددا على أن المرحلة القادمة ستشهد المزيد من التنسيق، وستشهد المزيد من الخطوات العملانية التي ستنعكس بشكل واضح وملموس.