في تعليقه على التساؤلات المتداولة بشأن ما إذا كانت الصين قد أرغمت الولايات المتحدة على التراجع عن الرسوم الجمركية، قال الخبير الاقتصادي الدكتور محمد أنيس إن الصين لم ترغم أمريكا، ولكن كلا البلدين يسعيان لتجنب الركود الاقتصادي عبر هذا التفاهم.
وأضاف أنيس خلال حديثة لبوابة "دار الهلال"، أن ما حدث هو اتفاق مبدئي بين الصين والولايات المتحدة، وليس اتفاقًا نهائيًا أو شاملاً، لكنه يحمل دلالات إيجابية للأسواق العالمية، وهو ما انعكس فورًا على أداء البورصات العالمية، التي افتتحت تعاملاتها هذا الأسبوع على ارتفاع جماعي.

وأوضح أنيس أن الاتفاق يتضمن خفضًا للرسوم الجمركية التبادلية، حيث خفضت الصين الرسوم من 125% إلى 10%، بينما خفضت الولايات المتحدة الرسوم من 145% إلى 30%، مضيفًا أن هذا التراجع لا يشمل جميع التعريفات، حيث لا تزال الرسوم التي فرضت خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، وكذلك إدارة بايدن، قائمة كما هي.
وأشار إلى أن هناك رسوماً قطاعية محددة – مثل تلك المفروضة على السيارات الكهربائية، والصلب، والحديد – ما تزال سارية، وهو ما يؤكد أن العودة إلى قواعد التجارة العالمية السابقة "ليست واردة في الوقت الراهن".
وأكد الخبير الاقتصادي أن الاتفاق يرسل رسائل طمأنة مهمة إلى الأسواق والمستثمرين حول العالم، ويفتح الباب أمام إمكانية التوصل إلى اتفاق دائم خلال فترة الهدنة البالغة 90 يومًا.
وتابع: "هذه التهدئة لا تعني انتهاء الحرب التجارية، لكنها تعطي إشارة بأن المواجهة ليست حتمية، وأن هناك مساحة للحوار قد تُنتج توافقاً جديداً يمكن للأسواق والمستثمرين الاعتماد عليه في بناء توقعاتهم".
وأكد أنه من الضروري مراقبة المفاوضات المقبلة بين الجانبين الصيني والأمريكي خلال هذه الفترة، لتحديد ما إذا كانت ستقود إلى اتفاق نهائي، أو تمديد الهدنة، أو العودة إلى التصعيد.