من بين أعمدة الرواية العربية، يبرز اسم صنع الله إبراهيم كواحد من أكثر الكُتّاب ارتباطًا بالتحولات السياسية والاجتماعية في مصر والعالم العربي، وهو ليس مجرد روائي، بل شاهد على زمن، وراصد لتحولاته، وتشكلت رؤيته الفريدة من خلال تجارب ثرية تراوحت بين العمل السياسي، والصحفي، والسينمائي، وانعكست كلها في سرد مليء بالتحليل العميق والمواقف الجريئة.
ولد في القاهرة عام 1937، ونشأ في كنف والد محب للقراءة، ما أسس لشخصية أدبية منذ الصغر.. سكنه الهم السياسي مبكرًا، فشارك في العمل الحزبي، وبدأ العمل صحفيًا في وكالة أنباء الشرق الأوسط 1967، وحينها نشر أولى أعماله الأدبية "تلك الرائحة"، ثم انتقل للعمل في وكالة الأنباء الألمانية ببرلين الشرقية في 1968، ثم سافر إلى موسكو لدراسة التصوير السينمائي، وعمل في صناعة الأفلام، ليعود إلى القاهرة في 1974 ويتفرغ للكتابة.
ألّف صنع الله إبراهيم العديد من الروايات، والقصص القصيرة، وقصص الأطفال، وتعد أشهر رواياته "اللجنة" المنشورة في 1981، ومن خلال روايته "بيروت بيروت" الصادرة في 1984 صور صنع الله الحرب الأهلية اللبنانية، وبحسب اتحاد الكتاب العرب صنفت روايته "شرف" ثالث أفضل رواية عربية.
وكتب صنع الله مذكراته الذاتية، كما صدرت له رواية "ذات" في 1992، وهي التي تم تحويلها لمسلسل تلفزيوني عرض رمضان 2013 بعنوان "بنت اسمها ذات".
أشهر أعمال صنع الله إبراهيم
تحكي روايته "وردة" التي تصنف ضمن الروايات الأهم في مؤلفاته عن الثورات العربية الاشتراكية، وبخاصة عن محاولة جمهرة السلطنة العمانية في حقبة الستينيات، ولاقت قبولا في الأوساط الثقافية المصرية واللبنانية والخليجية.
ورغم أن اسمه ارتبط أساسًا بالرواية السياسية، إلا أنه طرق أبواب القصة القصيرة وأدب الطفل، مقدمًا أعمالاً ذات بعد إنساني عميق، حيث صدر له في مجال القصة القصيرة "تلك الرائحة"، و"الثعبان"، و"أرسين لوبين"، وأبيض وأزرق".
وفي أدب الطفل صدر لصنع الله إبراهيم، "رحلة السندباد الثامنة"، و" يوم عادت الملكية القديمة"، و"عندما جلست العنكبوت تنتظر"، و"لدلفين يأتي عند الغروب"، و" اليرقات في دائرة مستمرة"، و"الحياة والموت في بحر ملون".
جوائز وتكريمات
حصد صنع الله إبراهيم على عدة جوائز تكريمًا لمسيرته الأدبية، من بينها جائزة "غالب هلسا" من اتحاد الكتاب الأردنيين في 1992، وجائزة أفضل رواية مصرية في 1998 عن روايته "شرف"، وجائزة "ابن رشد للفكر الحر" في 2004، وجائزة كفافيس للأدب في مصر 2017، وهي جائزة تُمنح للأدباء الذين ساهموا في تعزيز التفاهم الثقافي بين مصر واليونان.