الجمعة 6 يونيو 2025

تحقيقات

أدرك أنه يتلاعب به.. صفعات الرئيس الأمريكي تدوي على وجه نتنياهو

  • 13-5-2025 | 21:01

ترامب - نتنياهو

طباعة
  • محمود غانم

من الصعب النظر إلى قطاع غزة بمفرده كمقياس لانحراف الولايات المتحدة الأمريكية، ممثلة في رئيسها دونالد ترامب، عن دعم حليفتها إسرائيل، أو بشكل أدق زعيم حكومتها بنيامين نتنياهو، الذي كان يسعى لإقناع شعبه أن خزائن السماء فتحت لهم بعد عودة الرئيس المذكور إلى البيت الأبيض في الـ20 من يناير الماضي. 

ولا شك أن ما لمسه بنيامين نتنياهو من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عند وصوله إلى البيت الأبيض، عندما طرح فكرة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، يختلف تمامًا عما حدث عندما ذهب ليتفاوض مع الإيرانيين بشأن برنامجهم النووي، خلافًا لرغبته، أو عندما ذهب ليهادن الحوثيين في اليمن، ويترك إسرائيل عرضةً لصواريخهم.

صدمة غزة 

لكن في غزة، كانت الضربة أشد من حيث الوطأة والقهر، حيث ذهب دونالد ترامب ليفاوض حركة حماس للمرة الثانية، دون علمه، مما أظهر بنيامين نتنياهو عاريًا وضعيفًا وذليلًا ومفضوحًا أمام شعبه، وفقًا لتوصيف المراقبين. 

وكان زعيم الحكومة العبرية قد أخذ الأيمان على الرئيس دونالد ترامب، ألا يعاود مجالسة حماس، بعد المحادثات التي أجراها المبعوث الأمريكي لشؤون المحتجزين، آدم بوهلر، مع مسؤولين من حركة حماس في العاصمة القطرية، الدوحة، في مارس الماضي، لتحرير المحتجزين. 

بيد أن الرئيس الأمريكي فضل خوض هذه التجربة مرة أخرى، بعد أن تيقن أن بنيامين نتنياهو يتلاعب به، وأن بلاده تعمل على إطالة أمد الحرب في قطاع غزة، دون أهداف أو استراتيجية واضحة، وإنما من أجل مصالح سياسية يلهث وراءها وزراء متطرفون. 

وأتت هذه المحادثات ثمارها بعد أن أفرجت حركة حماس عن الأسير الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ألكسندر، كبادرة حسن نية تجاه المفاوضات التي كانت قد انتابتها حالة من الجمود. 

وفي غضون ذلك، أرجع المراقبون، هذا التغير في الموقف الأمريكي تجاه إسرائيل إلى تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بعدم الاستجابة للرؤية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط. 

وبينما يسعى الرئيس الأمريكي إلى دفع المنطقة نحو وضع أكثر استقرارًا نظرًا لأهميتها الجيوسياسية، كي يتفرغ للمعضلات الأكبر على الصعيد الدولي، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يدفعها إلى الهاوية من خلال تصرفاته غير المسؤولة. 

وانعكس تدهور العلاقة بين الرئيس الأمريكي والسلطات العبرية بتجاهل الأول إسرائيل في جولته الحالية إلى الشرق الأوسط، حيث أكدت مصادر أنه أوقف هذه الزيارة على تحقيق التهدئة في قطاع غزة، وهو أمر يرفضه نتنياهو.

وفي إطار ذلك، أكدت القناة الـ13 العبرية، أن العلاقات بين "تل أبيب" و"واشنطن" تزداد توترًا يومًا بعد يوم، وذلك على الرغم من محاولات مكتب رئيس الوزراء رسم صورة وردية.

وأفادت بأنه عقب عقب إعلان الرئيس ترامب عن الاتفاق مع حركة حماس بشأن إطلاق سراح الأسير عيدان ألكسندر، عقد "نتنياهو" اجتماعًا طارئًا ضم قادة الأجهزة الأمنية، وعددًا من الوزراء، أكد فيه أن الحاصل ضغوط من الإدارة الأمريكية باتجاه صفقة شاملة. 

تصادم الرغبات 

بات من المؤكد من خلال التطورات الأخيرة، أن الإدارة الأمريكية تريد أن تنهي الحرب في قطاع غزة، خصوصًا أن حركة حماس لم تكن لتفرع عن "ألكسندر" إلا أن لمست هذه الرغبة.

ويتأكد ذلك أيضًا، عبر التطورات المفاجئة التي طرأت على مسار مفاوضات تحرير المحتجزين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، على إثر ضغوط مارستها الولايات المتحدة ممثلة في مبعوثها إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف على إسرائيل.

وكانت رسالة "ويتكوف" إلى إسرائيل، التي وصل إليها أمس الاثنين، هي أن الولايات المتحدة لن تتهاون مع زعيم الحكومة الإسرائيلية، ومصممة على وقف الحرب، وفقًا لإعلام عبري.

ومن المنطلق هذه الرسالة، عرض المبعوث الأمريكي على الجانب مقترحًا جديدًا لصفقة تبادل يسعى لإنهاء الحرب، حيث ينطلق من أن صفقة شاملة تقود إلى وقف إطلاق نار دائم وطويل الأمد قد تجعل حركة حماس أكثر مرونة، حسب صحيفة "معاريف" العبرية.

وفي المقابل، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي تأكيده، اليوم الثلاثاء، على مواصلة الإبادة في غزة، حيث قال إن حكومته ماضية فيها إلى النهاية، غير مستبعدًا أن يتخلل ذلك فترة معينة لوقف إطلاق النار.

وفي حال ظل الموقف الإسرائيلي كما هو، فمن المتوقع أن يتزايد التوتر مع واشنطن، مما قد يؤدي في النهاية إلى رفع يدها عن محادثات وقف إطلاق النار، مما سيساهم في تعقيد المشهد أكثر. 

الاكثر قراءة