الخميس 15 مايو 2025

عرب وعالم

صحف السعودية: زيارة ترامب للسعودية عنوانًا للسلام والاستقرار في المنطقة

  • 14-5-2025 | 14:00

الرئيس الأمريكي وولي العهد السعودي

طباعة
  • دار الهلال

أبرزت الصحف السعودية، اليوم الأربعاء، زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، للمملكة العربية السعودية، والتي اعتبرتها لحظة دقيقة من التحولات الإقليمية والدولية، مبينة أن العلاقات السعودية الأمريكية هي علاقات استراتيجية راسخة، وتاريخية ممتدة على مدى العقود الثمانية الماضية، ونموذج فريد في العلاقات الدولية القائمة؛ حيث ستبقى هذه العلاقة عنوانا للسلام والاستقرار في المنطقة، ومرتكزا للحلول الدائمة لمعالجة القضايا العالقة، ومصدرا لتعزيز الثقل السياسي والاقتصادي بين البلدين، ومؤشراً حيوياً للعلاقة الخاصة التي تربط الشعبين الصديقين.

فقالت صحيفة "عكاظ" في إحدى مقالاتها، تحت عنوان "زيارة ترامب: من الرياض تتغير المعادلات"، إن هذه الزيارة، التي تشمل أيضا قطر والإمارات العربية المتحدة، تحمل أبعادا استراتيجية تتجاوز الطابع البروتوكولي، إذ تنطوي على ملفات عميقة تلامس جوهر العلاقة بين دول الخليج والولايات المتحدة، وتؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الشامل الذي لا يقتصر على المصالح الآنية، بل يرسم ملامح الشراكة المستقبلية بين الطرفين، التي تقود مشروعا تنمويا ضخما يعيد تشكيل البنية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة، ترى في التعاون الاقتصادي مع واشنطن فرصة نوعية لتعزيز قدراتها في مجالات متقدمة ومفصلية، خصوصا أن هذه الاتفاقات المنتظرة ستشمل مجالات كانت محور قيود في السنوات السابقة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والبرنامج النووي المدني.

وأضافت الصحيفة أن ما يضفي على هذه الشراكة بعدا خاصا، أن إدارة الرئيس ترامب لا تضع شروطا سياسية تتعلق بمسائل سيادية أو خاضعة لمعادلات إقليمية معقدة، بل تتيح المجال لتعاون حر ومرن يقوم على المصالح المشتركة، مشيرة إلى أن المملكة تجدد موقفها الثابت بأن أي تقارب أو تطبيع مع إسرائيلي لا يمكن أن يتحقق إلا في إطار حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يستند إلى المبادرة العربية ويضمن قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، وأن هذا الموقف يعكس انسجامًا عميقًا بين التزامات المملكة تجاه قضايا الأمة وواقعية إدارتها للملفات السياسية، وهو في الوقت نفسه مؤشر على أن الرياض لا تنظر إلى السلام كخيار مجتزأ، بل كمشروع شامل يجب أن يحقق الكرامة والعدالة للشعوب.

كما أوضحت الصحيفة في مقالة أخرى تحت عنوان "ترامب في السعودية.. الشراكة المتجددة مع المستقبل"، أن أولويات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب منذ إعلان فوزه بولاية رئاسية جديدة أن يكون العالم آمنا مستقرا ومزدهرا اقتصاديا، وتنفيذ هذه الأولويات على أرض الواقع بحاجة إلى شركاء حقيقيين، وتوازنات غير تقليدية، وصياغة نظام عالمي جديد تكون فيه السياسة تابعة للاقتصاد الذي يعد الأقرب إلى تحقيق المصالح المشتركة بين الدول بعيدا عن النزاعات والخلافات السياسية، إلى جانب التعاون طويل المدى بدخول فاعلين جدد على خط هذه المصالح، وتحديدا المستثمرين ورجال الأعمال، والمؤسسات الاقتصادية الكبرى في العالم.

و أشارت إلى أن الزيارة الحالية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية- التي يصفها بالتاريخية- وهي الثانية له بعد زيارته السابقة في مايو 2017، والأولى له خارجيا منذ بدء رئاسته الجديدة؛ جاءت لتعزز توجهات الإدارة الأمريكية نحو السعودية كشريك فاعل وحيوي يعتمد عليه في المنطقة والعالم، فضلا عن هذه الزيارة تحمل خصوصية العلاقة التي تجمع قيادة البلدين، والمصالح الاستراتيجية المشتركة بينهما، وتحديدا في الجانب الاقتصادي، حيث تم انعقاد منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي الذي استقطب كبار المسؤولين بين البلدين، والرؤساء التنفيذيين، ورواد الأعمال، والمستثمرين لتعزيز التعاون الاستراتيجي عبر القطاعات ذات الأولوية.

و أضافت أن المباحثات السعودية الأمريكية في هذه المرحلة هي إعادة ترتيب أولويات الموضوعات الثنائية والإقليمية والدولية، خاصة بعد التطورات المتسارعة في أكثر من ملف، فالقضية الفلسطينية والملف النووي الإيراني، ووقف إطلاق النار مع الحوثي في اليمن، واستقرار سورية، وحل النزاع في السودان، جميعها ملفات مهمة لاستقرار المنطقة في هذه المرحلة، ويظهر توافق كبير في الرؤى حولها بين الجانبين، كذلك الموضوعات الثنائية التي يأتي في مقدمتها الطاقة النووية السلمية، والتعاون التقني، والذكاء الاصطناعي، إلى جانب التعاون في مجالات عسكرية وأمنية واستخباراتية، وكذلك اقتصادية مهمة في مجالات الصناعة، والنقل، والاتصالات، والبيئة، وغيرها من المجالات الحيوية.

ومن جهتها، قالت صحيفة "الرياض" السعودية في افتتاحيتها تحت عنوان "شراكة تتجدد"، إن اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأن تكون زيارته الأولى إلى المملكة العربية السعودية، يحمل دلالة عميقة في الأعراف الدبلوماسية، إذ يعد مؤشرا واضحا على عمق العلاقة أو بداية مرحلة استراتيجية جديدة بين الطرفين، إذ تجمع البلدين علاقة راسخة تمتد لأكثر من ثمانية عقود من التعاون الوثيق في مختلف المجالات، تطورت خلالها هذه العلاقة إلى مستوى شراكة استراتيجية متقدمة.

وأشارت إلى أن هذه الزيارة حملت في طياتها العديد من الاتفاقيات والتفاهمات التي تهدف إلى تعزيز أطر التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين البلدين، بما يخدم مصالح الشعبين، ويسهم في دعم الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، وأكدت الزيارة مكانة المملكة كقوة إقليمية مؤثرة ولاعب رئيس في رسم ملامح المشهد الجيوسياسي في المنطقة، مبينة أنها تأتي في وقت تشهد فيه الدبلوماسية السعودية حضورا متناميا على الساحة الدولية، يتجلى في استضافتها لمحادثات محورية مثل الحوار الأميركي الروسي، ما يعكس دورها المتوازن في تقريب وجهات النظر بين القوى الكبرى، وتعزيز نهج الحوار والتفاهم.

و أكدت أن الولايات المتحدة الأمريكية من جانبها تقدر المواقف السعودية الداعمة في المحافل الدولية، ودورها المحوري في استقرار أسواق الطاقة، إضافة إلى ريادتها في ملفات التنمية ومكافحة التطرف.

و بدورها، أكدت صحيفة "الشرق الأوسط" في أحدى مقالاتها تحت عنوان "ترامب في الرياض"، أن هناك شبه إجماع على أن زيارة الرئيس دونالد ترامب للسعودية، وقطر، والإمارات، هي زيارة سينصب التركيز فيها على الاستثمارات، وليس معالجة الأزمات السياسية في المنطقة، أو الحروب، أو أزمة الملف النووي.

وأوضحت أن العلاقات السعودية الأمريكية تعد في أفضل مراحلها، ليس الآن، بل منذ أواخر عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، مشيرة إلى أن السعودية اليوم هي مشروع استثمار وإصلاح ضخم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وفوائد ذلك ليس للسعودية وحدها، بل لكل المنطقة، ودون استثناء، مؤكدة أن السعودية اليوم لديها مشروع "رؤية 2030"، الذي حقق كل مستهدفاته، قبل الموعد المحدد.

وقالت الصحيفة أن السعودية مثلت حجر الزاوية في حلحلة أزمات المنطقة، والبحث عن حلول لها، من الحرب في غزة، منذ بدايتها إلى اليوم، دون كلل أو ملل، وطافت العالم من أجل ذلك، واستضافت قمماً من أجل ذلك، وربطت السلام بالدولة الفلسطينية، وهذه الرؤية هي من صنع وقيادة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهدفها التقليل من الأزمات، وزيادة رقعة الاستثمار والشراكة، ودعم الاستقرار في كل المنطقة.

الاكثر قراءة