أكد رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، أن التحديات الراهنة بمنطقة البحر الأحمر كشفت أهمية قناة السويس لاستدامة سلاسل الإمدادت العالمية وتأثيرها المباشر على ارتفاع التكاليف التشغيلية وطول أمد الرحلات البحرية.
جاء لك خلال لقاء رئيس الهيئة، اليوم الأربعاء، وفدا من مجموعة :"إيه بي موللر ميرسك" برئاسة "كاميلا جين هولتس" نائب رئيس المجموعة ورئيس السياسات العامة والشئون التنظيمية، بمشاركة ممثلي المجموعة في عدد من المناطق الجغرافية المختلفة؛ لبحث سبل التعاون المشترك.
وأكد رئيس هيئة قناة السويس-خلال اللقاء- على أهمية الزيارة الاستثنائية التي تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية الممتدة بين الجانبين والقائمة على تحقيق المصالح المشتركة وخدمة حركة التجارة العالمية.
ودعا رئيس الهيئة، مجموعة "إيه بي موللر ميرسك" للمبادرة، باتخاذ قرارات جديدة بتعديل جداول إبحارها والعودة التدريجية للعبور من قناة السويس في ضوء التطورات الإيجابية التي تشهدها الأوضاع الأمنية بمنطقة البحر الأحمر.
وأشار إلى استجابة الهيئة لطلبات عدد من الخطوط الملاحية بمنح حوافز وتخفيضات مؤقتة بنسبة 15% لسفن الحاويات بحمولة صافية 130 ألف طن أو أكثر؛ لتشجيع عودة الخطوط الملاحية للعبور من القناة، موضحا تلقي الهيئة العديد من الانطباعات الإيجابية حول هذا القرار في ظل ترحيب العديد من الخطوط الملاحية.
وأضاف رئيس الهيئة أن الظروف مواتية لاتخاذ قرارات أكثر إيجابية نحو العودة لعبور قناة السويس، في ظل رغبة دولية وإقليمية في التوصل لحلول جذرية لإشكالية حرية الملاحة بمنطقة البحر الأحمر.
من جانبها، أكدت كاميلا جين هولتس، على الدور الاستراتيجي الهام لقناة السويس في ضوء علاقات الشراكة والتقارب بين الجانبين والتي تعود إلى ما يزيد عن 100 عام، موضحة حرص المجموعة على العودة للإبحار من قناة السويس مرة أخرى، وهو ما ينعكس على اهتمام المجموعة بمتابعة مستجدات الأوضاع الأمنية في المنطقة، ودراسة المعطيات المتغيرة على مدار الساعة.
وأشارت إلى أن "ميرسك" تثمن الجهود المبذولة من قبل هيئة قناة السويس نحو تحقيق التواصل المباشر والمستمر مع الخطوط الملاحية وتلبية متطلباتهم، مشيدة بالتخفيضات والحوافز الأخيرة التي قدمتها الهيئة لسفن الحاويات ووصفتها "بالخطوة الإيجابية".
بدوره، أكد ممثل المجموعة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا هاني النادي، أن قناة السويس ستظل الخيار الأول للمجموعة، مشيرا إلى أن المؤشرات الإيجابية الأخيرة عن استقرار الأوضاع في المنطقة تمثل دفعة جيدة تستقبلها المجموعة بمزيد من الدراسة والتحليلات الجادة.
ومن جهته، أعرب دوج مورجانتي ممثل المجموعة بأمريكا الشمالية، عن تطلع مجموعة ميرسك لعودة الاستقرار والتهدئة الكاملة في منطقة البحر الأحمر، والتأكد من اعتبارات السلامة للسفن والأطقم البحرية بما يمكن معه اتخاذ قرار بالعودة للعبور مرة أخرى من قناة السويس.
ومن ناحيته، أكد "ينز إسكيلوند" ممثل المجموعة في الصين وشمال شرق آسيا، على أهمية قناة السويس لاستدامة سلاسل الإمداد العالمية، لافتا إلى التأثيرات السلبية لأزمة البحر الأحمر على صناعة النقل البحري وما سببته من اضطراب غير مسبوق في منظومة الشحن البحري.
فيما أشار "رينيه بيل بيدرسن" ممثل المجموعة بجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا إلى أهمية قناة السويس في دعم الاقتصاد العالمي باعتبارها ممرا حيويا لاغنى عنه لحركة التجارة العالمية معربا عن أمله في عودة الأمور إلى طبيعتها في القريب العاجل.
ومن جانبه، أشاد "دانيلو دي موراييس بيراس" ممثل المجموعة بأمريكا اللاتينية، بمنظومة إدارة قناة السويس ووصفها "بالمشروع الأضخم" وأحد أهم مشروعات البنية التحتية في العالم والتي تعد نموذجا نجاحا في ضوء ما تتبناه من استراتيجيات وسياسات وآليات في إدارة الأزمات.