قال الدكتور أحمد معطي، محلل أسواق المال، إن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج، تتجاوز الأطر التقليدية للتعاون الاقتصادي، لتشمل مجالات حيوية مثل الدفاع والتكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي.
وأضاف معطي في تصريحات خاصة لـ«بوابة دار الهلال»، أن الاتفاقيات الأخيرة التي تم توقيعها بين السعودية والولايات المتحدة تعكس توجهًا نحو شراكة شاملة، مشيرًا إلى أن صفقة الأسلحة الموقعة، والتي تجاوزت قيمتها 140 مليار دولار، تمثل تحولًا كبيرًا في مستوى التعاون الدفاعي بين الطرفين.
وأشار إلى أن هذه الاتفاقيات لم تقتصر على الجوانب العسكرية فحسب، بل امتدت إلى مجالات المستقبل، حيث تم الإعلان عن مشاريع مشتركة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما بدا واضحًا من مشاركة كبار مسؤولي الشركات التكنولوجية العالمية مثل "إيلون ماسك" و"إنفيديا" في الاجتماعات الأخيرة.
وأضاف: "من اللافت أن السعودية حصلت على رقائق إلكترونية من شركة إنفيديا، وهي رقائق يُمنع تصديرها إلى عدة دول، أبرزها الصين، مما يضع دول الخليج في موقع تكنولوجي متقدم واستثنائي على الساحة العالمية".
وعلى الصعيد السياسي، رأى معطي أن تحسن العلاقات بين أمريكا ودول الخليج يسهم بشكل كبير في تعزيز الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، لا سيما بعد القرار الأمريكي الأخير برفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا، وهو ما سيساعد على تخفيف المعاناة الاقتصادية والسياسية التي تواجهها دمشق منذ سنوات، ويمهد الطريق لعودة تدريجية للأنشطة الاقتصادية وإعادة الإعمار.
وأكد أن مثل هذه الخطوات ستنعكس إيجابًا على الوضع الإقليمي، وتساهم في تخفيف أعباء الدول المستضيفة للاجئين السوريين، ما يمنح المنطقة متنفسًا اقتصاديًا وإنسانيًا طال انتظاره.