أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توقيع اتفاقيات اقتصادية ضخمة مع دولة قطر، بلغت قيمتها أكثر من 243.5 مليار دولار أمريكي، إلى جانب اتفاق لتبادل اقتصادي طويل الأمد تُقدّر قيمته بأكثر من 1.2 تريليون دولار، في خطوة وصفت بأنها الأكبر في تاريخ العلاقات التجارية بين البلدين، وتُمثّل تحولًا استراتيجيًا في طبيعة الشراكة الأمريكية القطرية.
الاتفاقيات تتجاوز اقتصاد قطر بأضعاف
وبحسب البيانات الرسمية الصادرة عن المجلس الوطني للتخطيط القطري، فإن الناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر بالأسعار الثابتة بلغ نحو 196 مليار دولار لعام 2024، ما يجعل حجم الاتفاقات الاقتصادية الجديدة يفوق ستة أضعاف الناتج المحلي للدوحة، وهو ما يعكس مدى ضخامة المشاريع والفرص الاستثمارية المتوقع تنفيذها.
دعم مليون وظيفة أمريكية
من أبرز الاتفاقات، توقيع صفقة تاريخية مع شركتي بوينغ وجنرال إلكتريك للطيران لتزويد الخطوط الجوية القطرية بما يصل إلى 210 طائرات من طراز بوينغ 787 و777إكس، بقيمة 96 مليار دولار أمريكي، وتُعد هذه الطلبية الأكبر من نوعها لطائرات البدن العريض، ومن المتوقع أن تدعم نحو 154 ألف وظيفة أمريكية سنويًا، بإجمالي يتجاوز مليون وظيفة خلال فترة الإنتاج.
استثمارات قطرية في تكنولوجيا الكم والدفاع المتقدم
وأكد البيت الأبيض أن قطر ستستثمر ما يصل إلى مليار دولار أمريكي في مشاريع مشتركة لتقنيات الكم الحديثة، في إطار شراكة استراتيجية لدعم البحث والتطوير وتوسيع القوى العاملة التقنية، بما يرسّخ الريادة الأمريكية في هذا القطاع الحاسم.
وقّعت شركة رايثيون الأمريكية صفقة بقيمة مليار دولار لتزويد قطر بمنظومة FS-LIDS المتخصصة في التصدي للطائرات المسيّرة الصغيرة والمنخفضة الارتفاع، لتصبح الدوحة أول عميل دولي لهذه التقنية.
كما أبرمت جنرال أتوميكس صفقة توريد نظام الطائرات المسيّرة MQ-9B بقيمة تقترب من 2 مليار دولار، ما يعزز من القدرات الدفاعية للقوات المسلحة القطرية.
عصر ذهبي أمريكي بدعم قطري
وفي بيان رسمي، قال البيت الأبيض إن هذه الصفقات تُجسّد "عصرًا ذهبيًا جديدًا" للاقتصاد الأمريكي بدعم من دولة قطر، مؤكدًا أن "الحلفاء مثل قطر يشاركون في نجاح الولايات المتحدة".
وأشار البيان إلى أن الاتفاقيات "ستقود الابتكار والازدهار لأجيال قادمة، وتُعزز التفوق التكنولوجي الأمريكي، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الصناعة الوطنية".
خلق آلاف الوظائف وتعزيز التبادل التجاري طويل الأمد
وأضاف البيان: "تهدف هذه الاتفاقيات إلى تعزيز النمو التجاري الثنائي بين الولايات المتحدة وقطر، وخلق آلاف الوظائف ذات الأجور المجزية، وتمكين العلاقات الاقتصادية لتستمر لعقود قادمة".
جولة ترامب الخليجية.. من الرياض إلى الدوحة فالإمارات
تأتي هذه الاتفاقيات ضمن جولة خليجية يقوم بها الرئيس ترامب، بدأت من المملكة العربية السعودية، وتشمل قطر، على أن تختتم في الإمارات العربية المتحدة.
وتمثل الجولة جزءًا من رؤية ترامب لإعادة تموضع التحالفات الاقتصادية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، مع التركيز على فرص الاستثمار والدفاع والطاقة.