وسط أجواء مشحونة بشأن مستقبل الاتفاق النووي الإيراني، يرتقب أن تعقد جلسة مباحثات أوروبية إيرانية في اسطنبول الجمعة القادمة، وقد رحب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بفتح باب المناقشات مع الجانب الأوروبي، فتتكثف التحركات الدبلوماسية بين طهران والدول الغربية، في محاولة لاحتواء الأزمة الحالية وإعادة التفاهمات الإقليمية والدولية، فقد أكدت إيران، على لسان كبار مسؤوليها، رغبتها في تفاهم إقليمي بشأن مفاوضاتها مع الولايات المتحدة، بعيد عن التدخلات الأجنبية، في وقت تستعد فيه لعقد لقاء مرتقب مع دبلوماسيين أوروبيين في إسطنبول، تمهيدا لجولة جديدة من المفاوضات النووية.
وبينما تبقي العواصم الأوروبية الثلاث "لندن وباريس وبرلين " قنوات التواصل مع طهران مفتوحة، تخيم تهديدات بإعادة تفعيل العقوبات الأممية، وهو ما وصفته طهران بـ"اللعبة الدبلوماسية الدقيقة"، قبيل محادثات حاسمة مرتقبة في أغسطس المقبل.
إيران تؤكد سعيها لتفاهم إقليمي بشأن المفاوضات مع واشنطن
وعقب اجتماع مجلس الوزراء الإيراني، اليوم، الأربعاء، أكد كبير الدبلوماسيين الإيرانيين، اهتمام بلاده إلى حد كبير ببلورة تفاهم إقليمي حول المفاوضات الإيرانية الأمريكية، وأكد على أن أي اتفاق محتمل سيؤدي إلى تعزيز الأمن حول المفاوضات الإيرانية الأمريكية المقبلة.
وأكمل: أن أي اتفاق محتمل سيؤدي إلى تعزيز الأمن وزيادة الفهم المتبادل بين إيران ودول المنطقة، من دون أي تدخل أجنبي، وتابع أن الأوروبيين هم من وضعوا أنفسهم في موقع العزلة في هذه المفاوضات بسبب سياساتهم الخاصة، وذلك حسب تعبيره.
محادثات أوروبية إيرانية مرتقبة في إسطنبول لتمهيد الطريق نحو تفاهم نووي جديد
وعلى جانب أخر، أفادت وكالة "مهر" للأبناء الإيرانية، أمس الأربعاء، والتي نقلت عن مصادر أوروبية وأيرانية، أن المسؤولين في طهران سيعقدون لقاء مع دبلوماسين أوروبيين في العاصمة اسطنبول، وتأتي تلك المشاورات الدبلوماسية في وقت يسعى فيه الجانبين الإيراني والأوربي إلى الاتفاق بشأن الاتفاق النووي الذي وقع عليه في يوليو من عام 2015، وذلك قبل الدخول في جولة أخرى في الأيام القليلة المقبلة بين الولايات المتحدة وإيران.
وكانت الاتفاقيات السابقة بين الجانب الإيراني والأوروبي، قد توقفت بسبب عدد من العراقيل، والتي من أهمها : التهديدات الأوروبية،مع توسيع العقوبات ضد البرنامج الصاروخي الإيراني، مع التهديد من حين لأخر بتفعيل آليه "الزناد"، ومع ذلك، فقد فضلت الدول الأوروبية بالأجماع على موقفها السابق، خاصة مع استمرار المفاوضات مع الجانب الأمريكي، ونقلت أن فتح قنوات للتواصل مع طهران يصب في النهاية لمصلحتها.
أوروبا تبقي قناة التواصل مع طهران مفتوحة لضمان التأثير على أي اتفاق نووي جديد
قررت كل من الدول الأوروبية الثلاثة "انجلترا وفرنسا وألمانيا" أن الإبقاء على قناة مفتوحة مع طهران يخدم مصالحها بل ويمنحها تأثيرا أكبر على مسار أي اتفاق نووي جديد، ومن جهتها تسعى إيران إلى استكشاف نوايا الجانب الأوروبي في هذه المرة، حيال تفعيل أي عقوبات للأمم المتحدة في المستقبل.
ويرجع سبب تفعيل أي عقوبات جديدة متوقعة هو قرار مجلس الأمن الصادر عام 2015، والذي يجعل للدول الأوروبية إعادة فرض العقوبات الأممية قبل تاريخ 18 أكتوبر المقبل، وهو ما يجعل شهر أغسطس القادم مهمة حاسمة بشأن المحادثات، وقد نقلت وكالة "رويترز" عن أنها اطلعت على وثيقة مسربة رجحت تفعيل هذه الآلية إذا لم يتم إحراز تقدم جوهري بحلول ذلك الحين.
هذا، وقد حذر مؤخرا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، من احتمالية أن تصدق الدول الأوروبية على عقوبات جديدة على الجانب الإيراني، وقال أنه في حالة تحققت هذه الخطوة، فسوف ينظر إليها على أنها لعبة دبلوماسية دقيقة على الدولة الإيرانية، حيث يحاول كل طرف أن يجذب إليه أوراق القوة، قبيل المحادثات النووية المقبلة.