تستعد العاصمة العراقية بغداد لاستضافة القمة العربية الرابعة والثلاثين، والتي تأتي في ظرف إقليمي ودولي شديد التعقيد، حيث تواجه الأمة العربية تحديات سياسية وأمنية واقتصادية متعددة، وتتركز أعمال القمة على ملفات رئيسية تتمحور حول القضية الفلسطينية باعتبارها جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، إضافة إلى قضايا الأمن القومي العربي، والتطورات الإقليمية والدولية التي تؤثر على استقرار المنطقة.
كما تولي القمة أهمية كبرى للقضايا الاستراتيجية والتنموية، بما في ذلك التغير المناخي ومكافحة الإرهاب، ويعكس الاجتماع التحضيري الذي عقد لوزراء الخارجية العرب حرص الدول العربية على توحيد المواقف والتنسيق المشترك لمواجهة هذه التحديات، مع التأكيد على دعم القضية الفلسطينية بوصفها القضية المركزية للأمة العربية، تأتي هذه القمة في لحظة مفصلية، حيث تسعى الجامعة العربية إلى توجيه رسالة موحدة تعزز العمل العربي المشترك وترسخ الأمن والاستقرار في المنطقة.
هذا، وبالنسبة إلى الملفات المطروحة في القمة العربية ال34، فهي تنقسم إلى خمسة أقسام، كان الأول منهما كالتالي:
القضية الفلسطينية والصراع العربي _الإسرائيلي
ويعد من أبرز الأهداف في هذا الإطار هو تفعيل مبادرة السلام العربية، مع مناقشة التطورات والانتهاكات التي تحدث في الوقت الحالي في القدس المحتلة، مع فتح ملف الاستيطان والانتهاكات في القدس المحتلة، مع مناقشة قضية الأسرى واللاجئين، هذا من الجانب الفلسطيني، وأما على الجانب السوري، فمن المتوقع أن يتم مناقشة أمر الجولان السورية المحتلة.
الأمن القومي والشؤون العربية
وسوف تناقش القمة العربية ببغداد، القضايا العربية الأخرى، والتي لا تقل أهمية عن القضية الفلسطينية، وهي التضامن مع الجانب اللبناني، مع فتح تحقيق شامل في التطورات في الأراضي السورية، والسودان واليمن، فضلا عن دعم الصومال وجرز القمر، والنزاع الحدودي بين جيبوتي وإريتريا.
القضايا الإقليمية والدولية
وبالنسبة إلى القضايا الإقليمية والدولية، والتي من أهمها احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث وهي "طنب الكبرى، طنب الصغرى، أبو موسى"، انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية، والأمن المائي العربي والتي من أهمها قضية سد النهضة.
القضايا الاستراتيجية والتنموية
ويعد على رأس أولوية القمة العربية المقبلة، في الجانب التنموي والاستراتيجي، هو قضية التغير المناخي، مع الحديث عن تفاعلات الدول العربية معه، هذا وبالإضافة إلى صيانة الأمن القومي العربي، وتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب.
توافق عربي على مركزية القضية الفلسطينية
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن قمة بغداد تمثل لحظة تاريخية مهمة، حيث تنعقد عليها آمال كبيرة لتحقيق التوافق العربي في ظل التحديات الراهنة، وشدد على أن رسالة الدول العربية يجب أن تكون واحدة، ورؤيتها ينبغي أن تكون موحدة لمواجهة الأزمات الإقليمية والدولية، وفقا للقاهرة الإخبارية.
وتابع: أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب المركزية، مشيرًا إلى أنها "قضية الأمة العربية بأسرها" وتستدعي موقفًا عربيًا موحدًا وداعمًا لحقوق الشعب الفلسطيني.
أبرز الحاضرين بالقمة العربية ببغداد
وعلى جانب أخر، قال فؤاد حسين، وزير الخارجية العراقي، إنه من المقرر أن تشارك 20 من المنظمات والاتحادات العربية التي هي جزء من منظومة الجامعة العربية والعاملة فيها، في القمة العربية ببغداد، فضلا عن المنظمات الإقليمية والدولية.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي ببغداد، للإعلان عن الاستعدادات للقمة العربية، أن الأمين العام للأمم المتحدة من أبرز المملثلين للمنظمات الإقليمية في حضور القمة العربية ببغداد والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي والأمين العام لمنظمة دول الخليج العربية ورئسي الاتحاد الإفريقي وومثلا عن الاتحاد الأوروبي وسيكون ضيف الشرف هو رئيس الوزراء الإسباني.
وقد استضافت بغداد اليوم الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب للقمة العربية الـ34، برئاسة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، وبمشاركة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وتناول الاجتماع هذه البنود:
القضية الفلسطينية
بالنسبة إلى القضية الفلسطينية ، دعمت العراق الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، مع الدعوة إلى ادخال المساعدات الإنسانية وتفعيل منظمة الإغاثة، وطالب أبو الغيط برسالة عربية موحدة لوقف حرب الإبادة على الفلسطينيين، محذرًا من تصعيد خطير تقوده حكومة الاحتلال ضد فلسطين وسوريا ولبنان.
الأزمات العربية والإقليمية
دعمت العراق، في القمة التحضيرية، اليوم، استقرار سوريا مع الدعوة لرفع العقوبات عنها، مع إدانات للاعتداءات الإسرائيلية المتتالية على الأراضي السورية واللبنانية، فضلا عن التضامن مع السودان وليبيا واليمن، ودعم جهود السلام في الصومال، مع إشادة بوساطة سلطنة عمان في اليمن.
وأكد أبو الغيط أن الظروف الإقليمية والعالمية غير مستقرة وتستدعي موقفًا عربيًا موحدًا، داعيًا لتعزيز مفهوم الأمن القومي العربي، وقد ناقش الوزراء مشروع جدول الأعمال والقرارات المزمع رفعها لقادة الدول في قمة السبت المقبل.