في اليوم الـ60 من استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، صعدت إسرائيل من قصفها الجوي والبري ضد المدنيين المعزولين، بشكل غير مسبوق منذ بدء العدوان قبل نحو 19 شهرًا، فيما اعتبرته حركة حماس جزءًا من سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها لفرض معادلات الاستسلام على الشعب الفلسطيني.
حصيلة الشهداء
سقط 93 شهيدًا فلسطينيًا إلى جانب أكثر من 200 مصاب في قطاع غزة، منذ فجر اليوم الجمعة، جراء الغارات الإسرائيلية المكثفة على شتى أنحائها، وذلك وفقًا لما أفادت به وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وفي الـ24 ساعة الماضية، وصل إلى مستشفيات القطاع 109 شهداء و216 مصابًا، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، حسب الصحة في غزة.
وعليه، ترتفع حصيلة ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 53,119 شهيدًا و120,214 مصابًا، حسب وزارة الصحة.
من جانبها، أكدت حركة حماس، اليوم، أن إسرائيل استخدمت سياسة الأرض المحروقة من خلال المجازر المتتالية والقصف الوحشي ضد قطاع غزة خلال الساعة الماضية، مخلفة أكثر من 250 شهيدًا ومئات الجرحى، كما جاء في بيان صادر عنها.
وشددت حماس على أن ذلك محاولة يائسة تسعى إسرائيل من خلالها لفرض معادلات الاستسلام على الشعب الفلسطيني.
وأضافت حماس، أن مجازر الاحتلال المتصاعدة بحق المدنيين تجسد إصرار حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المضي بتنفيذ جريمة الإبادة الجماعية.
قصف عنيف
ومنذ الليلة الماضية، تنفذ قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر الجو والبر سلسلة غارات مكثفة على مناطق واسعة في غزة، خاصة في شمال القطاع، في قصف وُصف بأنه الأعنف منذ بدء الإبادة قبل نحو 19 شهرًا.
وأكدت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن ما يحدث في غزة موجة غير عادية من الهجمات على القطاع، حيث تحدث سكان المنطقة المحاذية له عن بيوت اهتزت من شدة الهجمات، وعن أصوات الانفجارات التي يمكن سماعها حتى في بئر السبع، التي تبعد عن القطاع الفلسطيني حوالي 42 كم.
وقالت القناة عن مصدر أمني إسرائيلي، إن "القصف رسالة لحركة حماس بأننا نعتزم توسيع الحرب بشكل كبير"، مشيرة إلى أن "هذه الهجمات، هي ضربة أولية لمناورة برية واسعة النطاق من قبل قوات المشاة والمدرعات".
وفي هذا السياق، أكدت صحيفة "معاريف" العبرية، أن معدل غارات الاحتلال على قطاع غزة، اليوم، غارة كل أربع دقائق، مؤكدة أن وتيرة الغارات أعلى حتى من تلك التي سجلت عشية العملية البرية في نهاية أكتوبر 2023.
ويتزامن ذلك، مع تفاقم الأوضاع الإنسانية جراء الحصار المطبق على قطاع من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ الثاني من مارس 2025.
وأمس الخميس، أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أن السلطات الإسرائيلية، التي تمنع دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية منذ أكثر من 75 يومًا، وضعت خطة تشمل تسوية المباني السكنية بالأرض، وتهجير سكان غزة إلى منطقة إنسانية ضيقة، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس بحلول منتصف مايو الحالي.
وشددت المنظمة على أن "التصدي للوضع الإنساني المتدهور في غزة، الناتج عن الحصار غير القانوني وتصعيد التهجير القسري والتدمير واسع النطاق، يتطلب استجابة دولية أكثر فاعلية، خصوصًا من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا".