الزعيم عادل إمام ليس مجرد اسم يتردد في الأذن، بل هو تراث وقصة وحكاية دخلت المنازل وعاشت مع أفرادها لحظات الألم والفرح والسعادة، لا يكاد يخلو تلفاز من أعماله، حيث تلتف الأسرة حول شاشته، وتدوي القهقهات بين جدران البيوت، خلف كل فيلم أو مسرحية حكاية ورسالة، فهو الظاهرة الثقافية والفنية التي لم تكتفِ بإضحاكنا، بل علمتنا كيف نواجه الواقع ببساطة.
كانت شخصياته قريبة من وجداننا، سواء كان الموظف المنهك، الشاب الحالم، أو الأب المكافح من أجل أسرته، فقد ذكّرنا دائمًا أن الحياة، رغم قسوتها، تحتفظ بقدرتها على منحنا لحظات من الضحك والسعادة، واستطاع، رغم مرور الزمن وتغير الأجيال، أن يظل حاضرًا في وجدان الجميع، فحتى أولئك الذين لم يعاصروا أفلامه القديمة يتردد اسمه على ألسنتهم باستمرار.
ترك عادل إمام مكانًا ثابتًا داخل كل بيت مصري، بل وفي العالم العربي، فبمجرد التنقل بين القنوات، تظهر ملامح الشاب المصري ذو الابتسامة الواسعة، لتبعث في المشاهد إحساسًا بالانتماء والحنين إلى زمن الفن الجميل، نحن أمام أسطورة حقيقية تجسدت في "الواد سيد الشغال"، "حنفي الأبهة"، و"البحث عن الفضيحة".
لم يكن الزعيم مجرد نجم كوميدي، بل كان صاحب فكر فني متجدد، استطاع من خلاله أن يجعل الشباب يحفظون "إفيهاته"، ويتعلمون معنى الوفاء والصداقة الحقيقية عبر تقديم كوميديا ذكية، كما جسّد ذلك في "شمس الزناتي"، "بخيت وعديلة"، "مدرسة المشاغبين"، ووصولًا إلى "سلام يا صاحبي".
لم يكن عادل إمام يؤدي الأدوار فقط، بل عاش تفاصيل شخصياته بكل صدق، مثل "حسن" في "حسن ومرقص"، "الإرهاب والكباب"، أو "بهجت الأباصيري" في "مدرسة المشاغبين"، و"سرحان عبد البصير" في "شاهد مشافش حاجة" ، تلك الأدوار التي تحولت إلى نافذة سحرية داخل بيوتنا.
حافظ الزعيم على نجاحاته المتتالية، ليس فقط على المستوى المحلي، بل أيضًا عالميًا، حيث قدم دور "زكي الدسوقي" في فيلم "عمارة يعقوبيان"، والذي لاقى إشادة واسعة من النقاد الدوليين، وعُرض في مهرجانات عالمية، مثل "تريبيكا السينمائي" في نيويورك.