السبت 28 يونيو 2025

تحقيقات

مصر.. ثوابت راسخة في دعم القضية الفلسطينية

  • 17-5-2025 | 14:17

مصر - فلسطين

طباعة
  • محمود غانم

جاءت كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية المنعقدة اليوم السبت في العاصمة العراقية بغداد، بشأن القضية الفلسطينية، لتسلط الضوء على الثوابت التاريخية التي تتعامل مصر بموجبها مع هذه القضية، بما يحميها من التصفية، في ظل السياسات الإسرائيلية الخارجة عن كافة الأعراف والمواثيق الدولية.

ثوابت مصر تجاه القضية الفلسطينية

وفي كلمة ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي في الـ25 من أبريل الماضي، بمناسبة ذكرى تحرير سيناء، كرر التأكيد على الثوابت المصرية تجاه التطورات التي يشهدها قطاع غزة، إزاء حرب الإبادة الإسرائيلية، وما قابلها من تصعيد في الضفة الغربية، حيث أوضح أنه منذ اللحظة الأولى، كان موقف مصر جليًا لا لبس فيه تجاه القطاع.

وطالبت مصر بوقف إطلاق النار، والإفراج عن المحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بكميات كافية، ورافضةً بكل حزم أي تهجير للفلسطينيين خارج أرضهم، كما قال الرئيس.

وفي ذات الكلمة، أكد الرئيس أن مصر تقف كما عهدها التاريخ سدًا منيعًا أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وتؤكد أن إعادة إعمار قطاع غزة يجب أن تتم وفقًا للخطة العربية الإسلامية، دون أي شكل من أشكال التهجير، حفاظًا على الحقوق المشروعة للفلسطينيين، وصونًا لأمننا القومي.

ولم ينسَ الرئيس أن يؤكد أن السلام العادل والشامل لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقًا لمقررات الشرعية الدولية؛ فذلك وحده هو الضمان الحقيقي لإنهاء دوائر العنف والانتقام، والتوصل إلى السلام الدائم.

وهكذا لخص الرئيس بشكل واضح مرتكزات ثابتة تتعامل مصر بموجبها مع القضية الفلسطينية، التي باتت تمر بمنعطف تاريخي جراء السياسات الإسرائيلية الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

ويتسق هذا التأكيد الرئاسي مع موقف مصر التاريخي على المستوويين: السياسي والشعبي، الداعم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، لا سيما فيما يتصل بحقه في البقاء على أرضه، حتى يتسنى له الحصول على كامل حقوقه عبر إقامة دولته على حدود الرابع من يونيو 1967. 

ومن هذا المنطق، أكدت مصر مرارًا وتكرارًا أنها مستمرة في دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة في وطنه، وبمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. 

ورفضت مصر المساس بحق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، سواءً من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواءً كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل، وبما يهدد الاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.

الحفاظ على القضية الفلسطينية

منذ الوهلة الأولى لبدء العدوان الإسرائيلي على غزة، في السابع من أكتوبر 2023، تنبهت مصر إلى أن ذلك الدمار المُلحق بالقطاع، من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، يتجاوز بكثير أهداف الحرب المزعومة، ولا يرمي إلا إلى تهجير أبناء الشعب الفلسطيني من أراضيهم، وهو ما يعني تصفية القضية الفلسطينية. 

وفي مواجهة ذلك، أكدت مصر رفضها القاطع لأي طرح يتصل بتهجير الفلسطينيين جملةً وتفصيلًا، حيث أكدت للعالم بأكمله أن موضوع تهجير الفلسطينيين لن يحدث، وإن حدث لن يكون على حساب الدولة المصرية. 

ومع نضج طرح تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، بعد أن دعا إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشكل صريح في يناير الماضي، تحت ذريعة "عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة"، بعد أن دمرته حرب الإبادة الإسرائيلية، أكدت مصر رفضها القاطع لهذا الموضوع. 

وقدمت مصر، في مارس الماضي، خطتها لإعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير أهله، والتي صاغتها بالتنسيق الكامل مع دولة فلسطين والدول العربية، وحظيت بدعم دولي وأممي.

 

القضية الفلسطينية تمر بمرحلة خطرة

وفي كلمته بقمة بغداد اليوم، أكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة من أشد مراحلها خطورة، وأكثرها دقة، إذ يتعرض الشعب الفلسطينى، لجرائم ممنهجة وممارسات وحشية، على مدار أكثر من عام ونصف، تهدف إلى طمسه وإبادته، وإنهاء وجوده فى قطاع غزة.

ولفت إلى أن قطاع غزة تعرض لعملية تدمير واسعة، لجعله غير قابل للحياة، فى محاولة لدفع أهله إلى التهجير، ومغادرته قسرًا تحت أهوال الحرب.

وعن الضفة الغربية، أكد أن آلة الاحتلال لا تزال، تمارس ذات السياسة القمعية من قتل وتدمير، ورغم ذلك يبقى الشعب الفلسطينى صامدًا، عصيًا على الانكسار، متمسكًا بحقه المشروع فى أرضه ووطنه.

الاكثر قراءة