أكد مستشار رئيس الوزراء العراقي مازن الزايدي، أن خطاب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية كان في غاية الأهمية وعكس دور مصر الداعم للقضية الفلسطينية.
وأضاف الزايدي - في لقاء خاص على قناة "القاهرة الإخبارية" - أن القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي استضافتها بغداد جاءت في توقيت بالغ الحساسية وشكلت لحظة فارقة في العمل العربي المشترك، حيث لم تكتفِ بالشعارات والمواقف التقليدية، بل وضعت أسساً واضحة للتحرك الفعلي نحو تحقيق التكامل الاقتصادي وتعزيز التضامن مع القضايا المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأوضح أن القمة تميزت بطابع عملي مختلف حيث تجاوز البيان الختامي المناشدات المعتادة، وركّز على تقديم خطوات واقعية للنهوض بالاقتصاد والتنمية في العالم العربي، مؤكدا أن العراق قطع خطوات جادة نحو تقديم الدعم الفعلي بدلاً من الاكتفاء بالمواقف السياسية، مشيراً إلى أن رؤية بغداد تركز على تشبيك المصالح الاقتصادية بين الدول العربية كنقطة انطلاق لتعزيز التعاون والتكامل.
وشدد الزيدي على أن مواقف القادة العرب وفي مقدمتهم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس السيسي، عكست توجهاً عربياً موحداً بضرورة كسر الحصار عن غزة ووقف العدوان الإسرائيلي، واصفاً خطاب الرئيس السيسي بـ"المهم" حيث أكد فيه دعم مصر الكامل للمبادرات العراقية، وأبرز ضرورة إنهاء معاناة الفلسطينيين ووقف المجازر المستمرة بحقهم.
وأضاف أن القمة جسدت تحركاً عربياً جاداً لدعم القضية الفلسطينية، موضحاً أن فلسطين كانت محوراً أساسياً في جميع المناقشات، سواء في قمة القادة أو في القمة التنموية، مؤكداً أن الموقف العربي الجماعي هذه المرة تميّز بالوضوح والدعوة إلى وقف الاحتلال ورفع الحصار فوراً عن غزة.
وكشف الزيدي عن أن العراق تقدم بعدد من المبادرات النوعية خلال القمة شملت مقترحات بإنشاء مركز عربي لمكافحة الإرهاب، وآخر لمكافحة الجريمة المنظمة والمخدرات، إلى جانب مبادرات إصلاحية تهدف إلى تحديث النظام العربي بما يتناسب مع متغيرات المرحلة.
كما أعلن عن مبادرتين للتضامن:الأولى تتمثل في إنشاء "صندوق التضامن العربي لأهل غزة"، والثانية لدعم الدول العربية التي تمر بأزمات، مشيراً إلى أن العراق طرح أيضاً آلية عربية لقياس مستوى التنمية في الدول الأعضاء، في إطار دعم متوازن وشامل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأكد الزيدي أن القمة شهدت طرح خطط عملية تتجاوز الأطر النظرية، وتدفع نحو تنفيذ مشروعات ملموسة تعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، لافتاً إلى أن القادة العرب ناقشوا كذلك التحديات الأمنية، وسبل مواجهة التدخلات الخارجية التي تهدد وحدة وأمن الدول العربية، مثل ما يحدث في السودان وسوريا وغزة.
وشدد الزيدي على أن نجاح القمة ومخرجاتها سيعتمد بشكل أساسي على متابعة تنفيذ القرارات التي تم الاتفاق عليها، مؤكداً أن العراق لم يكتف بالتصريحات، بل قدم مقترحات ومبادرات قابلة للتنفيذ تحفظ مصالح الشعوب العربية وتعيد توجيه بوصلة العمل العربي نحو التنمية والوحدة والتكامل.