الجمعة 13 يونيو 2025

مقالات

أزمة قانون الإيجار القديم


  • 19-5-2025 | 19:28

المستشار/ أحمد بدوي

طباعة
  • المستشار/ أحمد بدوي

أزمة قانون الإيجار القديم وصراع بين انتفاع بمقابل بخس وثروات عقارية معطلة ‏ويجب التوضيح أن قانون الإيجار القديم هو قانون تأجير الأماكن وتنظيم العلاقة بين المالك ‏والمستأجر وهو القانون رقم قانون 136 لسنة 1981 وتعديلاته.‏

والذي يحكم العلاقة الإيجارية للأماكن المؤجرة لغرض السكنى وظل قانون الإيجار القديم ما قبل ‏عام 1996 هو الحاكم لعقود إيجار الأماكن حتى صدر قانون ‏‎ ‎رقم 4 لسنة 1996 بشأن سريان ‏أحكام القانون المدني على الأماكن التي لم يسبق تأجيرها والأماكن التي انتهت أو تنتهي عقود ‏إيجارها دون أن يكون لأحد حق البقاء فيها.‏
وظل هذا الملف بما يحتوي على إشكاليات قانونية وموائمة مجتمعية حبيس الإدراج مراعاة للعديد ‏من الأبعاد السياسية وظلت السلطة التشريعية تجاهل هذا الصدام المجتمعي حفاظا على اعتبارات ‏مجتمعية عديدة جعلت الأزمة أكثر تعقيدا.‏
وعلى الرغم مما يمر به العالم من أزمة اقتصادية كانت أثارها أشد ولا شك على مصر نظرا لما ‏تمر به من إصلاحات اقتصادية قبل تلك الأزمة، غير أن الواقع فرض الأزمة ومواجهتها دونما ‏اختيار من قبل الدولة المصرية بعد أن صدر حكم المحكمة الدستورية في القضية رقم 177 لسنة ‏‏22 قضائية المحكمة الدستورية العليا "دستورية " الصادر في 9/11/2024 بعدم دستورية الفقرة ‏الأولى من كل من المادتين (1، 2) من القانون رقم 136 لسنة 1981 في شأن بعض الأحكام ‏الخاصة بتأجير وبيع الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، لتضع السلطة التشريعية ‏المصرية أمام مسئولياتها لحل هذه الأزمة في ذلك الوقت تحديدا.‏
لأن الحكم جعل التزام قانوني على مجلس النواب بالانتهاء من قانون الإيجار القديم، لأن المحكمة ‏الدستورية العليا عندما أصدرت حكمها بعدم دستورية المادة «1-2» من قانون 136 لسنة ‏‏1981، قالت إن المجلس أمامه لنهاية دور الانعقاد الحالي حتى يعتبر حكم المحكمة العليا نافذًا، ‏تلقائيًا بعد انتهاء الفصل التشريعي مما يجعلنا أمام مواجهة حتمية لهذه الأزمة وإلا سيلجأ الملاك ‏للمحاكم للحصول على أحكام فردية قد تؤدي إلى أزمة أكثر تعقيدا.‏
وبالتأكيد على ضرورة حل القضية بشكل متوازن، وأن يكون هناك تضافر وتنسيق بين الحكومة ‏ومجلسي النواب والشيوخ للخروج بأفضل صيغة لهذا الملف، من خلال ورش عمل ودراسات ‏للوصول إلى أفضل الحلول للطرفين المالك المتضرر على مدار عقود والمستأجر الذي ولا شك ‏سيجد في التعديل أضرار بمصالحه، وكأن التعديل المزمع على قانون الإيجار القديم هو توزيع ‏الضرر بين طرفي العلاقة باعتبار الأزمة الشائكة امن قومي أولى بالحماية من جميع الأطراف ‏خاصة في ضوء اهتمام الرئيس بالملف وسعيه لحل الأزمة. ‏
والأمر لا يتعلق إلا بعقود الإيجار ما قبل 1996 لأن العقود التي تم تحريرها بعد ذلك التاريخ تم ‏فيها تحرير العلاقة بين المستأجر والمؤجر في ضوء أحكام القانون المدني وتم حل الأزمة نهائيا ‏وهو الأمر الذي يجعل من تلك العقود التزاما على أصحابها وأطرافها دون أي تأثر بالتعديلات ‏المزمعة على قانون الإيجار القديم.‏
ولا شك أن التعديلات ستتضمن على ما يضمن تحريك القيمة الإيجارية وعدم تأبيد العلاقة ‏الإيجارية في ضوء الموائمة اللازمة مراعاة لاعتبارات عديدة تعلمها الدولة المصرية وتكفلها   ‏
ونرى أن السلطة التشريعية على الرغم من أنها ملتزمة بتطبيق مفاد الحكم الصادر بعدم دستورية ‏بعض مواد القانون، إلا أنها لا رقيب عليها إن تجاوزت تلك التعديلات بتعديل مواد أخرى من ‏القانون لأن الالتزام بتنفيذ الحكم لا يحد من سلطتها التشريعية المطلقة في إصدار القوانين ‏والتشريعات والتعديل عليها وفق الحدود والضوابط العامة التي تحكمها .‏

أخبار الساعة

الاكثر قراءة