في اليوم الـ64 من استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازر مروعة في مختلف أرجاء القطاع، مخلفًا العشرات ما بين شهداء وجرحى، غالبيتهم من النساء والأطفال، وذلك في الوقت الذي أكدت فيه الأمم المتحدة أنها تلقت موافقة بدخول نحو 100 شاحنة مساعدات إلى هناك.
مجازر مروعة
استمرت المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث سقط 60 فلسطينيًا، بينهم أطفال ونساء، منذ فجر اليوم، جراء سلسلة غارات جوية ومجازر وحشية ارتكبها الاحتلال بقصف منازل وخيام تؤوي نازحين في مختلف أرجاء القطاع، وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر طبية.
ومن جانبه، ذكر مكتب الإعلام الحكومي بغزة، اليوم، أن في الساعات الخمس الأولى من فجر الثلاثاء، أسفر القصف "الوحشي" الذي نفذه الاحتلال الإسرائيلي عن استشهاد أكثر من 50 مدنياً، بينهم 33 من الأطفال والنساء، في مشهد دموي مروّع يُجسّد جريمة مكتملة الأركان.
ومنذ أسبوع، وسعت إسرائيل قصفها الغاشم على غزة، ما أسفر عن سقوط المئات بين شهداء وجرحى، وذلك في إطار بدء عملية "عربات جدعون" التي تستهدف احتلال جميع أنحاء القطاع.
ويأتي ذلك بالتزامن مع أوضاع إنسانية مزرية شهد بها العالم بأسره، لا سيما على صعيد الاحتياجات والغذائية، ومع ذلك، فإن الاحتلال الإسرائيلي يعمل من جانبه على تعميق الأزمة.
وفي تفاصيل المجازر التي نفذها الاحتلال منذ فجر اليوم، فقد استهدف مدرسة "موسى بن نصير" التي تؤوي نازحين في حي الدرج وسط مدينة غزة، بطائرتين انتحاريتين مسيرتين، ما أسفر عن استشهاد 12 فلسطينيًا، وإصابة آخرين، معظمهم في حالات خطيرة، وذلك نقلًا عن تقارير إعلامية.
كما استشهد خمسة فلسطينيين، بينهم ثلاثة أطفال، بنيران مسيرة تابعة للاحتلال في مخيم خان يونس جنوب القطاع. كذلك استُشهد أربعة فلسطينيين، وأصيب آخرون بجروح مختلفة، في غارة شنتها طائرات الاحتلال الحربية على محيط مدرسة خليفة التي تؤوي نازحين بمشروع بيت لاهيا شمالًا.
فضلًا عن ذلك، استُشهدت سيدة، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال شقة سكنية بشارع النفق في حي الدرج، وسط القطاع.
بينما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، في حصيلتها اليومية لضحايا المجازر الإسرائيلية التي تصدر كل 24 ساعة، أنه وصل إلى المستشفيات 87 شهيدًا، و290 مصابًا، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وبذلك، ترتفع حصيلة ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 53,573 شهيدًا و121,688 مصابًا، حسب وزارة الصحة.
وفي غضون ذلك، دان مكتب الإعلام المجازر الدموية التي يرتكبها الاحتلال بشكل متواصل بحق المدنيين في غزة، والتي تصاعدت بشكل همجي واستهدفت منازل مأهولة ومراكز إيواء ومستشفيات وتكايا توزع الطعام على الجوعى، في سلوك إجرامي يرقى إلى جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان.
وتتزامن هذه المجازر مع تصريحات حزب "الديمقراطيين" الإسرائيلي يائير جولان، اعترف فيها صراحة بأن الجيش الإسرائيلي يخوض حربًا ضد المدنيين، وأنه يقتل الأطفال كهواية، وأن هدفه الأساس هو تهجير السكان.
وأكد "جولان"، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل في طريقها لأن تكون دولة منبوذة إذا لم تتعامل كدولة طبيعية، منتقدًا استمرارها في قتل الأطفال والمدنيين والعمل على تهجير السكان في قطاع غزة.
دخول المساعدات
وكشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، اليوم الثلاثاء، أنه تلقى موافقة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إدخال نحو 100 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة، بعد ضغوط مارسها المجتمع الدولي، لا سيما الاتحاد الأوروبي.
ومنذ الثاني من مارس الماضي، تمنع إسرائيل بشكل كامل دخول الإمدادات الإنسانية والغذائية إلى غزة، مما أدخل الأهالي هناك في حالة مجاعة، سُجل على إثرها وفيات.
وجاءت هذه الخطوة بعد تهديد بريطاني فرنسي كندي، أمس، باتخاذ "خطوات ملموسة" إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري على قطاع غزة وترفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية.
والأحد الماضي، قالت إسرائيل، إنها ستسمح بدخل كمية أساسية من الغذاء إلى قطاع غزة، زاعمة أن هذا يأتي في سياق منع تفاقم أزمة الجوع، ما يعرض أعمالها العسكرية للخطر.
وجاء الاثنين ليؤكد مكتب الإعلام الحكومي بغزة، أن سلطات الاحتلال لم تسمح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى القطاع منذ نحو 80 يومًا، محذرًا من تجويع ممنهج يهدد حياة أكثر من 2.4 مليون فلسطيني.
وجاء تأكيد المكتب ذلك ردًا على مزاعم إسرائيلية بدخول خمس شاحنات تابعة للأمم المتحدة عبر معبر كرم أبو سالم إلى داخل قطاع غزة.
بدورها، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم، أن قطاع غزة يحتاج دعم هائل بلا عوائق ولا انقطاع لضمان وقف انتشار الجوع، مشددة على أنه يجب عدم تسييس المساعدات الإنسانية على الإطلاق.