بحث المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور سالم بن محمد المالك، مع محمد عبد الرحمن تركو وزير التربية والتعليم السوري، سبل دعم القطاع التعليمي في سوريا.
وأفاد بيان للإيسيسكو، اليوم الأربعاء، أنه خلال الاجتماع الذي عقد على هامش أعمال الدورة الحادية والعشرين لمنتدى التعليم العالمي (EWF)، المنعقد في العاصمة البريطانية لندن خلال الفترة من 19 إلى 22 مايو الجاري، وتم استعراض عدد من المبادرات المقترحة؛ لتعزيز العملية التعليمية هناك، وتلبية الاحتياجات المتزايدة في ظل التحديات الراهنة التي تواجهها سوريا.
كما تم استعرض المالك برامج ومبادرات الإيسيسكو في مجالات اختصاصها، مشيرا إلى رؤية المنظمة الجديدة المبنية على الانفتاح والتعاون الدولي، وإلى استراتيجيتها التنموية الهادفة إلى بناء القدرات وتعزيز الابتكار في الدول الأعضاء، ومنها سوريا، معربا عن سعادته بعودة سوريا كعضو مجددا في المنظمة.
وأكد المدير العام للإيسيسكو حرص المنظمة على تقديم دعم شامل للتعليم في سوريا، من خلال تطوير المناهج، وتدريب المعلمين، ونقل التقنية الحديثة، إضافة إلى المساهمة في البحث عن موارد لدعم المؤسسات التعليمية، وتعزيز استخدام التقنيات الحديثة، والمساعدة في تدريب الكوادر التربوية السورية.
من جانبه، قال وزير التربية والتعليم السوري إن المدرسة تمثل أساسا لإعادة البناء المجتمعي، مشيرا إلى أهمية انضمام سوريا إلى المنظمات التعليمية الدولية، وارتياح بلاده لعودة عضويتها في الإيسيسكو، لا سيما مع ما تحظى به المنظمة من مكانة هامة على الصعيد الدولي وأدوارها المتقدمة في مجالات اختصاصها، معربا عن تطلع سوريا إلى الاستفادة من خبرات المنظمة لتعزيز وإعادة تأهيل المنظومة التعليمية السورية
وكشف وزير التعليم السوري عن أرقام مقلقة تتعلق بالواقع التعليمي في بلاده، حيث يوجد نحو 4.2 مليون طالب في سوريا، و نحو 2.4 مليون خارج الصفوف المدرسية، كما أن هناك 8 آلاف مدرسة مدمرة بالكامل أو شبه مدمرة، تم ترميم 103 مدارس فقط.
وأشار إلى أبرز التحديات التي تواجه وزارة التعليم في سوريا، خاصة ما يتعلق بالنقص الكبير في احتياجات المدارس والضغوط المتوقعة في هذا الإطار جراء عودة اللاجئين من الخارج، علاوة على أن العديد من الطلبة العائدين، خصوصا من تركيا، تلقوا تعليمهم باللغة التركية، ما يفرض الحاجة إلى برامج خاصة لإعادة تأهيلهم لغويا ودمجهم في النظام التعليمي السوري، مؤكدا رغبة بلاده في التعاون مع الإيسيسكو والاستفادة من قدراتها وبرامجها لتجاوز الأزمات التي يواجهها النظام التعليمي في سوريا .
وأوضح البيان أن الجانبان أعربا عن ضرورة استئناف العمل المشترك، موجها دعوة للدكتور سالم المالك لزيارة سوريا، والذي أكد بدوره الشروع في تشكيل فريق من الإيسيسكو برئاسته للتوجه إلى سوريا في أقرب وقت، بهدف الاطلاع ميدانيا على الاحتياجات التعليمية والثقافية ودراسة آليات دعمها على أرض الواقع .