تحل اليوم، 23 مايو، الذكرى الثانية والثلاثون لوفاة الفنانة زينب صدقي، واحدة من أبرز نجمات الزمن الجميل، التي تركت بصمة مميزة في المسرح والسينما المصرية. برزت بأدوار الأم الأرستقراطية والحماة الطيبة، وجسّدت شخصية السيدة الراقية بإتقان لدرجة جعلتها مرادفًا للطبقة المخملية على الشاشة.
ولدت زينب صدقي، واسمها الحقيقي ميرفت عثمان صدقي، في 15 أبريل عام 1895 لأسرة من أصول تركية، وعُرفت في شبابها بلقب "قمر الزمالك". بدأت مشوارها الفني عام 1917، وبعد سنوات قليلة من التألق، حصلت على الجائزة الأولى في التمثيل الدرامي عام 1926، قبل أن تُتوّج بلقب ملكة جمال مصر عام 1930.
كانت زينب صدقي وجهًا مألوفًا على خشبات أهم المسارح في مصر، منها مسرح رمسيس ومسرح الريحاني وفرقة عبد الرحمن رشدي، وتميزت بتقديم أدوار ناطقة بالفصحى، وهو ما أكسبها احترام النقاد والجمهور على السواء.
حياة شخصية هادئة ولكن استثنائية
تزوجت الفنانة مرة واحدة فقط، لكن الزواج لم يدم أكثر من ستة أشهر. وبعد الانفصال، قررت تبني طفلة يتيمة أطلقت عليها اسم "ميمي صدقي"، والتي انتقلت للعيش في لبنان منذ بداية سبعينيات القرن الماضي.
ورغم أن زينب لم تكن ثرية، فإنها عاشت حياة مترفة وفقًا لذوقها الرفيع؛ إذ كانت لا تشرب الماء إلا في كأس كريستال، ولا تتناول الطعام إلا باستخدام أدوات فضية اشترتها من مزاد علني لمقتنيات ملكية تعود لفاروق الأول. وكانت تردد دائمًا عبارتها الشهيرة: "أنا ما عنديش حاجة، إنما أحب عيشة الملوك".
وفي سنواتها الأخيرة، منحها الرئيس الراحل أنور السادات معاشًا استثنائيًا تقديرًا لعطائها الفني الطويل.
رصيد فني غني
قدّمت زينب صدقي عشرات الأدوار في السينما والمسرح، من أبرز أفلامها: بورسعيد، البنات والصيف، عزيزة، إسكندرية ليه، حب ودموع، الجريمة والعقاب، صغيرة على الحب، وغيرها من الأعمال التي شكّلت جزءًا مهمًا من ذاكرة السينما المصرية. أما على المسرح، فقد لمع نجمها في عروض مثل مجنون ليلى وكليوباترا.
وداع هادئ
رحلت زينب صدقي في صمت يوم 23 مايو عام 1993 عن عمر ناهز 98 عامًا، بعد مسيرة حافلة امتدت لأكثر من نصف قرن، تاركة وراءها إرثًا فنيًا لا يزال حيًّا في ذاكرة المحبين.