أكد نائب الأمين العام لمنظمة شنغهاي للتعاون سهيل خان أن التحديات التي يواجهها العالم اليوم، بدءاً من تغير المناخ ووصولاً إلى التهديدات المعلوماتية، تتطلب التضامن والتنسيق، بين كافة الدول استنادا إلى مبادئ الاحترام المتبادل والحوار والجهود المشتركة؛ من أجل تحقيق نتائج ملموسة تعود بالنفع على الجميع.
وقال خان، في كلمته خلال أعمال المنتدى الإعلامي لدول منظمة شنغهاي الذي يعقد في مدينة أورومتشي بالصين، إن موضوع المنتدى لهذا العام، "بناء وطن أجمل لمستقبل مزدهر" لا يكتفي بكونه موضوعًا راهنًا، بل يحمل دلالة رمزية عميقة، إذ يعكس طموح دول منظمة شنغهاي للتعاون لبناء فضاء آمن، متناغم وشامل، تُؤخذ فيه مصالح الجميع بعين الاعتبار، وتُتقاسم فيه الفرص بإنصاف.
وأعرب عن خالص امتنانه لصحيفة الشعب الصينية على مبادرتها بعقد هذا المنتدى الإعلامي الدولي المهم، كما أعرب عن امتنانه العميق للفرصة التي أتيحت للجميع للتجمع في مدينة أورومتشي، هذا المفترق التاريخي للحضارات، حيث يلتقي الشرق بالغرب وتنبض روح التعاون في كل تفاصيله.
وقال سهيل خان إنه منذ تأسيس منظمة شنغهاي للتعاون عام 2001، صارت المنظمة منصة موثوقة وفعالة للحوار السياسي، والتعاون الاقتصادي، والتبادل الإنساني؛ إذ تضم المنظمة 10 دول أعضاء، ودولتين مراقبتين، و14 شريكًا في الحوار؛ ليمثلوا معا أكثر من 60% من سكان العالم، وأكثر من 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وتابع أن وسائل الإعلام تسهم بدور فريد، فهي ليست فقط مرآة للمجتمع، بل تعد جسرا للأفكار والقيم، وأداة لتعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب، مشيرا إلى أنه في هذا العالم سريع التغير، تنتشر المعلومات في لحظات، فيما تملك وسائل الإعلام القدرة على تشكيل الرأي العام، وتفكيك الصور النمطية، وبناء الثقة.
وطالب بضرورة تعزيز التعاون الإعلامي بين دول منظمة شنغهاي للتعاون، إذ دعا إلى إنشاء منصات منتظمة لتبادل المحتوى بين وكالات الأنباء والهياكل الإعلامية الرائدة في دول المنظمة، على أن تُتاح المعلومات الموضوعية والموثوقة والمتوازنة بجميع لغات المنطقة.
ولفت سهيل خان إلى ضرورة تكثيف برامج تدريب الكوادر الصحفية وتبادل الخبرات المهنية، مع التركيز على دعم الجيل الجديد من الشباب من المهنيين الإعلاميين وتوفير بيئة حاضنة لتعلمهم وتطورهم.
وأبرز أهمية أن تلعب وسائل الإعلام دورًا نشطًا في تقديم صورة إيجابية عن منظمة شنغهاي للتعاون على الساحة الدولية، بما يعكس إنجازات المنظمة في مجالات الأمن، والاقتصاد، والبيئة، والثقافة.
واستطرد قائلا: "أورومتشي، حيث نلتقي اليوم، ليست مجرد موقع جغرافي، بل رمزٌ لتكامل مبادرة منظمة شنغهاي للتعاون وإمكاناتها. فعلى طريق الحرير القديم، تبادلت الشعوب المعرفة والبضائع والتقاليد لقرون. واليوم، نواصل هذا الإرث، مدفوعين بتكنولوجيا حديثة وروح منفتحة على التنوع الثقافي".
ونوه إلى أن منظمة شنغهاي للتعاون تظل منفتحة على التوسّع وتعزيز التعاون مع جميع الشركاء، كما أنها تؤمن بأن الإعلام هو الوسيلة المثلى لنقل هذه الروح من الانفتاح والشفافية إلى المجتمعات.
وأعرب عن ثقته بأن هذا المنتدى سيكون محطة مهمة في مسار توطيد الثقة بين وسائل الإعلام في دول منظمة شنغهاي للتعاون، وسيساهم في بلورة مبادرات جديدة، ويفتح الأبواب لمشروعات مستقبلية واعدة.