عند قسم العمليات في مستشفى ناصر الطبي بمدينة خان يونس، في جنوب قطاع غزة، تتواجد الدكتورة آلاء النجار في انتظار معرفة مصير ابنها، الناجي الوحيد من بين عشرة أطفال قضوا جميعًا نتيجة غارة إسرائيلية غادرة استهدفت منزلهم في منطقة قيزان النجار.
وعلى الرغم من أن الدكتورة آلاء قد كرست حياتها لخدمة المرضى والجرحى في مستشفى ناصر خلال فترة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ حوالي عشرين شهرًا، بين أشلاء الشهداء الذين خلفتهم الغارات، لم تكن تتوقع أن تستقبل تسعة من أبنائها كضحايا في يوم واحد.
ارتكب هذه الجريمة المروعة، جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يوظف تكنولوجيا متطورة بقصد إيقاع أكبر قدر من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين العزل في غزة.
فجيعة الأم
وأثناء أداء الدكتورة آلاء واجبها الإنساني، صباح اليوم السبت، في مشفى ناصر، كانت جثث أطفالها المتفحمة تتوارد إلى المشفى، بعد أن استهدفت غارة إسرائيلية منزلهم في منطقة قيزان النجار جنوبي مدينة خان يونس.
وأدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير منزل العائلة بالكامل واندلاع حريق هائل، بينما تمكنت طواقم الدفاع المدني من انتشال جثامين الأطفال التسعة، من بينهم ثمانية أطفال متفحمين بالكامل.
ولم يبقَ للأم المفجوعة من أبنائها العشرة غير ابنها آدم المصاب، حيث يرقد الآن في قسم العمليات في مشفى ناصر، إلى جانب أبيه الدكتور حمدي النجار، الذي يرقد مصابًا أيضًا جراء ذات القصف الإسرائيلي الذي استهدف منزلهم.
أطفال النجار التسعة الذين غيبتهم الغارة الإسرائيلية، كانت أعمارهم تتراوح ما بين عامين و12 عامًا، وهم يحيى، وركان، ورسلان، وجبران، وإيف، وريفان، وسيدين، ولقمان، وسيدرا.
قصة الدكتورة آلاء النجار ليست حادثة نادرة، بل مشهد متكرر يسجله قطاع غزة يوميًا، حيث محيت آلاف الأسر التي غابت قصصها عن وسائل الإعلام من السجل المدني.
ورغم كل هذا الأسى الذي يعتصر القلوب، تقف الدكتورة آلاء النجار في مستشفى ناصر، صابرة محتسبة، بعيون ملؤها الرضا غير جازعة، تنتظر استفاقة ابنها آدم.
ومن جانبها، أكدت حكومة غزة، أن القصف جاء دون أي سبب أو مبرر، سوى أن القتل أصبح لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي هواية واستمتاعًا بإزهاق أرواح الأطفال الأبرياء.
وتحت أنظار المجتمع الدولي، قامت إسرائيل، مدعومة بدعم أمريكي غير محدود، بتحويل حياة سكان قطاع غزة الفلسطيني إلى جحيم لا يُطاق، في إطار حرب إبادة جماعية تُشنّ عليهم منذ السابع من أكتوبر 2023.