تحل اليوم الأحد 25 مايو، ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة نادية شمس الدين، إحدى الوجوه التي تركت بصمة مميزة في تاريخ الفن المصري، رغم أنها لم تحظَ يومًا بالأدوار الأولى أو البطولات المطلقة. لكنها كانت قادرة، من خلال مشهد واحد، أن تفرض حضورها وتترك أثرًا لا يُنسى.
عُرفت نادية شمس الدين باختياراتها الدقيقة لأدوارها، حيث حرصت على تقديم شخصيات ذات طابع إنساني مميز، الأمر الذي جعلها محل تقدير من الجمهور والنقاد على حد سواء. برزت في أدوار الأم البسيطة أو المرأة الشعبية، لكنها لم تكن أبدًا نسخة مكررة؛ بل قدمت هذه الأدوار بروح حقيقية ولمسة فنية رفيعة.

بدأت مشوارها من المسرح، قبل أن تنتقل إلى شاشة السينما والتليفزيون، حيث وقفت أمام عمالقة مثل شادية، يسرا، وعادل إمام، وشاركت في أعمال خالدة أبرزها: الإنس والجن، الكيت كات، السيرة الهلالية، العفاريت، نحن لا نزرع الشوك، جيل آخر زمن، وغيرها من الأعمال التي أضافت لرصيدها الفني بقدر ما أضافت لها هي.

ورغم تميزها وتاريخها الطويل، رحلت نادية شمس الدين في هدوء تام عام 2012، عن عمر ناهز 70 عامًا، دون ضجة إعلامية أو تغطية واسعة، وكأنها اختارت أن ترحل بنفس الطريقة التي عاشت بها فنّها: في صمت، ولكن بثبات، تاركه أعمالها حاضرة في وجدان جمهور لا يزال يذكرها بحب وامتنان، في كل مرة تُعرض فيها إحدى الشخصيات التي جسدتها ببراعة، لتؤكد أن "البطولة" ليست دائمًا بعدد المشاهد، بل بصدق الأداء وعمق التأثير.