أطلقت الهيئة العامة للرعاية الصحية وللعام الثاني على التوالي، الحملة التوعوية بمرض قصور عضلة القلب تحت شعار "حياتك مستمرة مع قصور عضلة القلب"، وذلك بالتعاون مع الجمعية المصرية لأمراض القلب، وبرعاية شركة نوفارتس مصر، الشريك الاستراتيجي للهيئة في ملف الأمراض القلبية، وذلك بالتزامن مع الأسبوع العالمي للتوعية بقصور عضلة القلب خلال مايو الجاري.
وبدأت فعاليات الحملة هذا العام بإطلاق سلسلة من المنشورات والفيديوهات التوعوية على صفحات الهيئة الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي؛ لتبسيط المعلومات الطبية المتعلقة بمرض ضعف عضلة القلب، والتأكيد على أهمية الاكتشاف المبكر والعلاج الفعّال؛ بما يضمن الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين في مختلف الفئات العمرية والمجتمعية.
وأوضحت الهيئة - في بيان اليوم الاثنين - أن الحملة انطلقت بـ45 منشأة طبية تابعة للهيئة بمحافظات المرحلة الأولى لتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، وتشمل (بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية، جنوب سيناء، السويس، وأسوان)، ومستشفيات القصر العيني، فيما نفذت فرق المبادرات الميدانية حملات توعية مباشرة داخل المستشفيات ووحدات ومراكز صحة الأسرة التابعة للهيئة للمرضى وذويهم.
وأضافت أن الحملة تميزت هذا العام بإتاحة خدمات فحص وتحاليل طبية مجانية داخل المنشآت الصحية؛ للكشف المبكر عن عوامل الخطورة التي تؤدي إلى قصور عضلة القلب، ومنها ضغط الدم، نسبة السكر في الدم، وظائف الكلى ونسب الدهون، فيما تم تخصيص فرق طبية لتقديم التوعية والإرشاد حول كيفية التحكم في هذه العوامل والوقاية من مضاعفاتها.
وأشارت إلى أن الحملة أدرجت أيضًا جلسات لتدريب المواطنين وذوي المرضى على أساسيات الإنعاش القلبي الرئوي (CPR)، وذلك ضمن خطة الهيئة لنشر ثقافة الإسعافات الأولية بين المنتفعين، وتأهيلهم للتصرف السريع في حالات الطوارئ، بما يعزز فرص إنقاذ الأرواح ويخفض معدلات الوفاة المفاجئة.
وفي إطار الابتكار في أدوات التوعية، من المقرر أن تقدم المحافظات أنشطة خارجية متنوعة تعكس خصوصية كل مجتمع، حيث يشهد يوم 25 مايو عرضًا مسرحيًا توعويًا بأسوان بالتعاون مع قصر ثقافة أسوان، فيما تشهد ساحة أبو الحجاج بالأقصر فعاليات توعية ميدانية.
وفي السويس، فتستهدف الحملة العاملين بالشركات، بينما تنظم فرق جنوب سيناء فعالياتها في المواقع السياحية، وفي الإسماعيلية تستهدف التوعية طلبة الجامعات، في حين تحتضن مستشفى النصر التخصصي ببورسعيد يومًا توعويًا شاملًا لمرضى القلب يوم 27 مايو الجاري.
من جانبه..قال رئيس الهيئة المشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل الدكتور أحمد السبكي إن أمراض القلب تعد السبب الأول عالميًا للوفاة، حيث تشير التقديرات إلى أن واحدًا من كل خمسة أفراد حول العالم معرّض للإصابة بقصور عضلة القلب.
وأضاف "أن المرض يُعد السبب الأول عالميًا لدخول المستشفيات وتُظهر الدراسات أن 50% من المصابين يعاودون الدخول إلى المستشفى خلال 6 أشهر فقط من الإصابة الأولى".
وتابع "أن السبب الرئيسي لذلك هو انخفاض مستويات الوعي الصحي، وإتباع أنماط حياة غير صحية، وهو ما يجعل تعزيز الوعي الصحي أحد المحاور الجوهرية في استراتيجية الهيئة العامة للرعاية الصحية، والتي نُفّذت من خلالها هذه الحملة بالتعاون مع شركائنا من القطاع الطبي العام والخاص والمجتمع المدني"، مؤكدًا أن رفع الوعي هو خطوة أولى نحو الوقاية، والاكتشاف المبكر هو بوابة العلاج الآمن.
وأشار إلى أن التعاون مع الجمعيات الأهلية والقطاع الخاص يمثل أحد المحاور الاستراتيجية في جهود الهيئة لنشر الوعي الصحي وتوسيع نطاق الاستفادة من الخدمات الطبية، لافتًا إلى أن هذه الشراكات تُمثل نموذجًا للتكامل في العمل الصحي، بما يحقق الأثر الأكبر في تحسين جودة الحياة الصحية للمواطن المصري.
وأكد أن انخراط الكيانات المجتمعية والقطاع الخاص في دعم الحملات التوعوية مثل: الحملة التوعوية بمرض قصور عضلة القلب، يعكس وعيًا متقدمًا بأهمية الدور الوقائي والتثقيفي، ويُسهم في الوصول إلى فئات أوسع من المجتمع، خصوصًا في المناطق ذات الكثافة السكانية أو الطبيعة الجغرافية الخاصة، مؤكدًا أن هذه الشراكات تُمثل استثمارًا في صحة الإنسان، وتدعم جهود الدولة نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة والتنمية المستدامة.
وبدوره..أكد أستاذ ورئيس قسم القلب السابق بكلية طب القصر العيني جامعة القاهرة رئيس الحملة ورئيس شعبة قصور القلب، والرئيس السابق للجمعية المصرية لأمراض القلب الدكتور مجدي عبد الحميد أن المبادرات الصحية والحملات التوعوية أحد الدعائم أساسية في بناء مجتمع صحي، فهي تسهم في توجيه الأفراد نحو اتخاذ قرارات صحية صائبة وتبني عادات حياتية صحية سليمة.
وقال إن الحملات التثقيفية تعزز الوعي بأهمية الوقاية من الأمراض حيث أن الهدف الرئيسي للحملات التوعوية هو تعزيز وعي المواطنين حول أسباب الأمراض وعوامل الخطورة المؤدية إليها وكيفية الوقاية منها، والاكتشاف المبكر للأمراض ومن ثم الحد من خطورتها وسرعة علاجها .
ومن ناحيته..أشار رئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب الدكتور نبيل فرج إلى سعى الجمعية واهتمامها برعاية المبادرات الصحية لرفع وعى المواطن بما ينعكس على التشخيص المبكر والحد من انتشار الأمراض المزمنة وهو أحد أهم الأهداف الرئيسية للجمعية المصرية لأمراض القلب، معربًا عن تقديره للدور الفعال والتعاون المثمر مع هيئة الرعاية الصحية، لافتًا إلى أن تكاتف الجهود وتنسيق العمل بين الجهات المختلفة يعكس الالتزام بمصلحة المرضى والسعي الدؤوب لضمان جودة حياة المواطن.