انطلقت اليوم الاثنين، فعاليات الملتقى العلمي الأول لمعهد بحوث الصناعات الغذائية والتغذية بالمركز القومي للبحوث، بالتعاون مع معهد بحوث طب الفم والأسنان، ومعهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية، لبحث آفاق التكامل بين التغذية والطب لخدمة التنمية المستدامة، وانطلاقًا من رؤية مصر 2030، التي تمثل الإطار الاستراتيجي الشامل لتحقيق التنمية المستدامة على كافة الأصعدة، وحرصًا على توطين أهدافها في جميع أجهزة الدولة.
وأكد الدكتور ممدوح معوض رئيس المركز في كلمته خلال الافتتاح أن هذا الحدث العلمي يأتي تأكيدًا لأهمية التكامل بين علوم الغذاء والدواء، وتجسيدًا للدور المحوري الذي تلعبه الأبحاث العلمية متعددة التخصصات في دعم الصحة العامة، والارتقاء بجودة الحياة للمواطنين.
وأوضح أن الملتقى يشكل منصة ثرية لتبادل الخبرات العلمية، وطرح الرؤى البحثية المبتكرة، وتعزيز التعاون بين العلماء والمختصين في المجالات ذات الصلة، للوصول إلى توصيات عملية قابلة للتنفيذ تلبي احتياجات المجتمع الصحية وتواكب تطلعاته.
ويضم الملتقى، الممتد على مدار يومين، خمسة عشرة ندوة علمية متخصصة يديرها نخبة من العلماء والخبراء في مجالات الغذاء والدواء والصحة العامة، وتناقش مجموعة من المحاور البحثية الحديثة، من أبرزها تأثير الأنماط الغذائية المختلفة على العلاقة بين الميكروبيوتا والجهاز الهضمي والمخ، وهو محور يحظى باهتمام عالمي متزايد في ظل الاكتشافات الحديثة التي تربط التغذية بالصحة النفسية والعصبية.
كما يتناول الملتقى أهمية تطوير منتجات الألبان المبتكرة المصممة خصيصًا للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والدور الذي يمكن أن يلعبه التدخل الغذائي في تعديل سلوك الأطفال المصابين بالتوحد وفرط الحركة، وهي قضية تتزايد أهميتها في الأوساط العلمية مع تزايد أعداد المصابين بهذه الحالات حول العالم.
ويناقش الملتقى أيضًا المخاطر الصحية المرتبطة بتناول الأغذية المصنعة المحتوية على مادة أحادي جلوتامات الصوديوم، ودور التغذية العلاجية في حالات ارتفاع ضغط الدم، إلى جانب استعراض تأثير الأغذية الوظيفية في تخفيف أعراض الطمث لدى النساء، وأهميتها في تحسين نوعية حياة كبار السن، ولا سيما فيما يتعلق بالأمراض العصبية التنكسية مثل الزهايمر وباركنسون.
كما تتطرق الندوات إلى أهمية البدء المبكر في ترسيخ العادات الغذائية الصحية للأطفال، بما يضمن لهم مستقبلًا أكثر صحة، بالإضافة إلى تحليل تنوع أسباب ومظاهر أمراض الجهاز الهضمي، في إطار سعي الباحثين إلى تقديم حلول عملية ومبتكرة مبنية على أسس علمية راسخة.
ويؤكد انعقاد هذا الملتقى العلمي الأول على حرص المركز القومي للبحوث ومعاهده المتخصصة على تعميق التعاون البحثي المشترك، وتكريس المعرفة العلمية في خدمة قضايا المجتمع، بما يتسق مع استراتيجية الدولة لتكامل الجهود العلمية في مواجهة التحديات الصحية والغذائية، وفتح آفاق جديدة أمام البحث العلمي التطبيقي في مصر.
وشهد الافتتاح الدكتورة منال رمضان عميد معهد بحوث الصناعات الغذائية والتغذية، والدكتورة أماني رمضان عميد معهد بحوث طب الفم والأسنان، والدكتورة عبير عبد الله عميد معهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية.